الياس توما من براغ: اضطر متروبوليت وارسو الجديد البطرك سانيسلاف فيلغوس إلى الإعتراف رسميا بتعاونه في السابق مع جهاز الاستخبارات الشيوعي عندما كان برتبة كاهن وذلك تحت ضغط الأدلة التي عثرت عليها في أرشيف معهد الذاكرة الوطنية لجنة خاصة تابعة للكنيسة الكاثوليكية وأخرى حكومية.
وجاء في بيان صدر عنه بأنه أضر بالكنيسة مرتين الأولى عندما تورط مع الاستخبارات في السابق والثانية بإنكاره في الأيام القليلة الماضية عدة مرات قيام هذا التعاون. واعترف بأن هذا التمويه على الحقيقة يشكك بمصداقية كلمات رجال الدين الذين وقفوا إلى جانبه ودافعوا عنه مبديا استعداده لاحترام أي قرار يصدر عن بابا الفاتيكان بشأن وضعه لان البابا هو الذي عينه في منصب متروبوليت وارسو الشهر الماضي.
وعلى الرغم من موقف الرأي العام البولندي السلبي من مسألة تسلمه منصبه واعتقاد كل ثانٍ من ثلاثة بولنديين بأن عليه أن يقدم استقالته من هذا المنصب الديني الرفيع وانتقاد بعض رجال الدين ذلك أيضا إلا أن البطرك فيلغوس تسلم إداريا أمس منصبه فيما من المقرر أن يتسلمه غدا بشكل احتفالي من خلال قداس ديني كبير.
وكانت اللجنة الحكومية لحماية حقوق الإنسان قد أكدت أمس الأول أنها عثرت على دليل حول تعاون الكاهن فيلغوس آنذاك وانه لا توجد أي شكوك في انه تعاون بوعي منه في الفترة بين عامي 1973ــ 1978 غير انه لا توجد طريقة لتقويم حجم تعاونه بشكل واضح ونتائج تعاونه والأضرار التي ألحقها بأشخاص محددين.
وبالتوازي مع هذا التقويم اعترفت اللجنة التي شكلت في إطار الكنيسة الكاثوليكية البولندية أمس بعد الإطلاع على وثائق امن الدولة الشيوعية الموجودة في معهد الذاكرة الوطنية بان البطرك قد تعاون في السابق عندما كان برتبة كاهن وانه توجد وثائق عديدة وجدية تؤكد أنه كان على استعداد للتعاون الواعي والسري مع أجهزة الأمن وأيضا بأن هذا التعاون قد تم.
وأكدت اللجنة ان النشاط الذي قام به الكاهن فيلغوس آنذاك خلال عمله في الجامعة الكاثوليكية في لوبلين كان بإمكانه أن يضر بمختلف الطرق بالناس من الوسط الكنسي غير أن اللجنة أكدت أن هذا الأمر غير قاطع بالنسبة إلى تعاونه اللاحق مع الاستخبارات. وأكدت اللجنة انه لا توجد أدلة مباشرة حول الأضرار التي ألحقها الكاهن وانه توجد في الأرشيف فقط التقارير التي كتبها عناصر الأمن الشيوعي الذين كانوا يلتقونه.
وكانت قد فجرت هذه الفضيحة بوجه المتروبوليت صحيفة رجيتشبوسبوليتا ومجلة ووبروست حيث نشرتا معلومات فيهما عن تعاونه مع جهاز الاستخبارات الشيوعي البولندي منذ نهاية الستينات حتى نهاية الثمانينات. ويقول صحافيو الجريدة والمجلة الذين نشروا هذه المعلومات أنهم استقوها من أرشيف معهد الذاكرة الوطنية وان مضمون الوثائق الموجودة في الأرشيف تؤكد بدون أي شكوك تعاونه مع الأمن وانه تم التأكد أنه عندما كان مطرانا قد وقع مرتين على الوثيقة الخاصة بالتعاون مع الأمن وانه تم إخضاعه لدورة تدريبية على أعمال التجسس في احد البيوت التابعة للأمن في العاصمة وارسو.
يذكر أن المؤرخين البولنديين يقدرون أن عدد الكهنة الذين تعاونوا مع جهاز الأمن الشيوعي وكانوا يكتبون تقارير بقياداتهم الروحية يصل إلى نحو 1500 كاهن.
التعليقات