إيلي الحاج من بيروت : تضاءل عدد المشاركين في الاعتصام المتجول الذي دعا إليه الإتحاد العمالي العام أمام مقار الوزارات في بيروت عما كان في اليوم الأول الثلاثاء رغم تسجيل مشاركة أوسع من أنصار quot;حزب اللهquot; فيه ، وتعددت التفسيرات لقرار الحزب القادر على دفع حشود ضخمة إلى الشارع عدم المشاركة بقوة في التحرك العمالي المناهض لورقة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الإقتصادية إلى مؤتمر باريس- 3 لدعم لبنان . فرأت أوساط الموالاة تراجعاً لدينامية المعارضة شعبياً بعدما أخفق الإعتصام المتواصل وسط بيروت في إسقاط الحكومة أو إحداث أي تغيير باستثناء مفاقمة سوء الوضع الإقتصادي للبلاد، وسجلت فرقاً بين أداء الفريق الشيعي الحذر من التصعيد وبين أداء حلفاء سورية في لبنان الذين يريدون الضغط بأي وسيلة لإسقاط الحكومة لكنهم يفتقدون القدرة التي يتمتع بها quot;حزب اللهquot; مشكلاً العمود الفقري للمعارضة من كل النواحي.

في المقابل يعترف فريق المعارضة بأن التحرك العمالي الذي تبناه هذا الفريق انطلق هزيلاً وضؤل أكثر يوم الأربعاء في اعتصام مئات قليلة من الأشخاص أمام مبنى وزارة الطاقة على كورنيش نهر بيروت، لكنه يلفت إلى أن مسألة الأعداد لم تعد مقياساً، فقد نزل مئات آلاف الناس إلى الشارع في تظاهرتين ضخمتين للمعارضة ولم يستطيعوا إحداث التغيير المطلوب في المعادلة. وبالتالي إن الحشد العمالي المتواضع الذي لم يتعد المئات لا يحمل مؤشراً سياسياً ولاهو دليل خسارة .

وكل ما في الأمر إن المعارضة تريد توجيه رسالة تحذيرية إلى السلطة مفادها أنها لن تكتفي بالإعتصام الثابت الذي تحوّل مستنقعاً سياسياً غير مجدٍ بإقرارالجميع. وقال بعضهم إن quot;حزب اللهquot; لم يشأ أن يحشد أنصاره في منطقة ذات طابع مسيحي من العاصمة لئلا يثير حساسيات، كما إنه لا يريد الظهور مظهر غير المتجاوب مع الدعوات العربية إلى التهدئة ، ولا سيما تلك الصادرة عن المملكة العربية السعودية حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الإثنين الماضي رئيس تيارquot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري بعدما كان استقبل الشهر الماضي وفداً رفيع المستوى من قيادة quot;حزب اللهquot; ودعاه إلى تسهيل حل لبناني داخلي .

وبخلاف ما ترى الأكثرية الموالية ، تؤكد المعارضة أنها ماضية في تحرك مفتوح على مزيد من الزخم والضغط، وأن التغيير الحكومي في لبنان بات أولوية في العالمين العربي والغربي بفضل هذا التحرك.