عادل درويش من برلمان وستمنستر: وجه وزير المالية البريطاني جوردون براون، والمتوقع ان يخلف توني بلير في رئاسة الوزارة خلال ستة اشهر، نداءا الى مسلمي بريطانيا بالتزامه باعتبارهم جزءا لايتجزأ من الامة البريطانية وانه سيعمل بكل الجهود الممكنة على رفع شعورهم بالانتماء والفخر بجنسيتهم البريطانية بمفهوم تشرشيلي ( نسبة للسير ونستون تشرشل)، بينما عبر رئيس الوزراء بلير عن تفاؤله بتحريك عملية السلام بين الفلسطنيين والاسرائيليين، حسب مصادر داوننج ستريت بعد ظهر اليوم.

وفي اول مقابلة له يعلن فيها رسميا انه سيخلف بلير في زعامة حزب العمال، ورئاسة الوزارة البريطانية في اقل من ستة اشهر، قال براون ان اولي الفقرات في اجندته السياسية هي التوجه لمسلمي بريطانيا، والذين يتراوح عددهم بين مليون ونصف ومليونين في البلاد، الى تفعيل احساسهم بالأنتماء للأمة البريطانية واحياء شعور وطني بنموذج تشرشيلي بقدرة بريطانيا على مواجهة الصعاب والتحديات. وكان رئيس الوزراء الراحل السير ونستون تشيرشيل، الذي جعلته ظروف الحرب العالمية الثانية زعيما للعالم الحر عندما سقطت اوروبا كلها في قبضة النازي وكانت جحافل هتلر تتأهب للوثوب على بريطانيا التي وقفت وحدها دون حليف ndash; فلم تكن أميركا قد دخلت الحرب بعد ndash; الهب بموقفه البطولي مشاعر الجماهير من مختلف الإنتمائات العرقية والدينية بالإنتماء الوطني لبريطانيا والدفاع عن المثل والقيم التي تمثلها بريطانيا؛ ولولا نشر تشرشيل هذا الإحساس لما تمكنت شعوب الامبراطورية البريطانية من الصمود في اصعب اختبار فرضه التاريخ عليها.

وقال بلير لمجموعة من الصحفيين البرلمانيين تصاحبه في رحلته الى الهند اليوم انه سيبذل المزيد من الجهد بعد دخوله رقم 10 داوننج ستريت لآبعاد كثر من المسلمين عما اسماه quot; بقوى الظلام quot; التي تحاول انتزاعهم من الانتماء للبلاد.

وكثير من الليبراليين المسلمين يدعون الى اسلام بريطاني له خصوصياته وملامحه الثقافية المميزة كالإسلام المصري او التركي او الهندي، مثلما كان يدعو الزعيم الاسلامي الراحل، الدكتور زكي بدوي، عميد الكلية الاسلامية في لندن ورئيس جمعية الائمة في المملكة المتحدة.

ومن ناحية اخرى قال المتحدث باسم رئيس الوزراء لآيلاف اليوم ان الزعيم البريطاني توني بلير متفائل بمستقبل السلام بين الفلسطنيين وألاسرائيليين، وذلك عقب لقائه امس بوزيرة الخارجية ألامريكية كوندوليزا رايس التي اطلعته على نتائج جولتها في الشرق ألاوسط: حيث التقت الزعماء الفلسطنيين والإسرائيليين والمصريين و زعماء سبعة من البلدان العربية.

وقالت مصادر داوننج ستريت اليوم ان هناك نافذة مناسبة للسلام في الشرق الاوسط بالتركيز على التوصل لتسوية بين الفلسطنيين والاسرائليين، وانه قلما تتاح هذه الفرصة في تاريخ العلاقات الطويلة المتوترة بين الجانبين، خاصة وان هناك بشائر ايجابية بين الطرفين، اهمها افراج ألسرائيلين عن اموال للسلطة الفلسطينية، واهتمام والتزام امريكي، مع عزم وزيرة الخارجية ألامريكية على العودة الى المنطقة لتفعيل عملية السلام.

وقد علمت ايلاف بعدم تطابق وجهات النظر البريطانية والامريكية فيما يتعلق بالعراق والمواجهة التي تريد واشنطن تصعيدها مع ايران، وكانت مصادر بريطانية اعربت عن قلقها من تصعيد امريكا لحدة التوتر مع ايران، بسبب وجود القوات البريطانية في البصرة. والمنطقة تسيطر عليها مليشيات شيعية تأتمر باوامر طهران، حسب مصادر عسكرية بريطانية، وبالتالي قد تدفع القوات البريطانية ثمن اي توتر بين امريكا وايران. وعلمت ايلاف ان لندن شرحت هذا القلق لوزيرة الخارجية الأمريكية اثناء تواجدها في لندن امس.