خلف خلف من رام الله: رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المصادقة على تعيين وزير عربي في حكومته، كما رفض طرح الموضوع في جلسة الحكومة الأسبوعية المقررة يوم غد الأحد، يأتي هذا القرار في الوقت الذي تعاني من الساحة السياسية الإسرائيلية من خلافات حادة بين أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس الذي طالب بتعيين النائب العربي غالب مجادلة، ولكنه اصطدم بقرار أولمرت، وتشهد العلاقات بين الطرفين منذ عدة أيام توتراً غير مسبوق.
وتفيد التقارير الإسرائيلية أن هناك خلافاً بينهم فيما يتعلق بتعيين رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي خلفاً لدان حالوتس الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي، ونقل عن عضو الكنيست تساحي هنغفي رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قوله: أن مسألة تسمية رئيس جديد للأركان تعد اختبار زعامة لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، وأنهما يخوضان صراع بقاء.
ومن جانبهما، يحاولا بيرتس وأولمرت إخفاء أجواء التوتر بينها، ويظهرا انفسهما بأنها يسعيان لتعيين بديلاً لحالوتس بأسرع وقت، وذلك محاولة منهم لعكس أجواء من الوحدة تُشعر الجماهير بأنهم في قمة المسؤولية في أعقاب التوتر الحاصل بين الاثنين، وفي ظل ما تبقى من ثقة الجمهور بهما كما تشير إلى ذلك استطلاعات الرأي الأخيرة.
وجاء في تقرير أعده عيدان فيلر ويوني شينفيلد، وهما مراسلا إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن الجهود تتواصل دون إهدار للوقت لتعيين رئيس أركان جديد، ويذكر أن بيرتس هو المخول الوحيد بموجب قانون تأسيس الجيش الذي بإمكانه طرح اسم رئيس الأركان على الحكومة من أجل المصادقة عليه، وذلك في حال عدم وجود أي اعتراضٍ من جانب رئيس الوزراء في غضون أيام بعد التنسيب.
هذا فيما نقل عن بيرتس قوله: نحن نعمل في هذه الأيام كما هو مطلوب منا لاختيار رئيس أركانٍ جديد، ولن يستغرق هذا الإجراء وقتاً طويلاً، ووفق القانون وبشكل منظمٍ ومسؤول من منطلق الاهتمام بأمن وسلامة دولة إسرائيل، كونه العنصر الوحيد الذي أضعه نصب عيني.
هذا وقام بيرتس بتغيير كل أجندته بهدف إجراء لقاءات مع المرشحين لخلافة حالوتس، واثنان منهم يخدمان في الجيش الإسرائيلي حالياً وهما نائب رئيس الأركان موشي كابلنسكي، وقائد القوات البرية اللواء بيني غانس، أما الاثنان الآخران فقد سرحا من الجيش، وهما اللواء احتياط غابي أشكنازي وإيلان بيران، ويشار أن بيران الذي تسرح منذ أكثر من عقد من الزمن ليس معنياً بهذا المنصب، كما أوصى وزير الدفاع بتعيين اشكنازي الذي من المتوقع أن يخلف بيران في منصب مدير عام وزارة الدفاع.
هذا فيما أكد مقربون من بيرتس بأنه سيعمل للحيلولة دون نشوء فراغٍ في قيادة الجيش، وبالتالي سيعلن عن مرشحه لرئاسة الأركان خلال أيام معدودة وقد يتم ذلك يوم غد الأحد، ومن هنا فإنه يولي الأمر أهمية قصوى، حيث من المقرر أن يُجري سلسلةً من المشاورات خلال الأيام القريبة القادمة مع رؤساء أركانٍ سابقين، أمثال شاحاك ودان شومرون، وكذلك مع ألوية احتياط أمثال عاموس ملكا وشلومو يناي، وذلك من منطلق رغبة بيرتس في تعيين رئيس أركانٍ مخلص وفي أسرع وقتٍ ممكن.
التعليقات