غالب مجادلة
بشار دراغمه، أسامة العيسة: في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها في حزب العمل الإسرائيلي قرر رئيس الحزب عمير بيرتس تعيين أول وزير عربي في الحكومة الإسرائيلية التي يقودها إيهود أولمرت.وعارضت العديد من الأحزاب اليمينية اليهودية خطوة بيرتس هذه ودعته إلى التراجع عنها كونها خطوة غير مسبوقة في حزب العمل ولم يقم من قبل بتعيين وزير عربي في الحكومة.ويعتبر حزب العمل الحليف الأكبر لحزب كديما في الحكومة الحالية.

وانتقدت عضو الكنيست استرينا تارتمان من كتلة اسرائيل بيتنا اليمينية قرار رئيس حزب العمل إسناد حقيبة شؤون العلوم والثقافة والرياضة الى النائب العمالي غالب مجادلة خلفا للنائب اوفير بينس . وقالت في حديث اذاعي صباح اليوم ان بيرتس تدهور الى اسفل درك حفاظا على مصالحه الشخصية وشؤون حزبه.ودعت النائبة تارتمان رئيس الوزراء ايهود اولمرت الى عدم المصادقة على تعيين النائب مجادلة في هذا المنصب الوزاري .ويشار الى ان كتلة اسرائيل بيتنا انضمت مؤخرا الى الائتلاف الحكومي وهي تعرف بمواقفها اليمينية.

وقد أثار قرار عمير بيرتس، جدلا في الأوساط السياسية اليهودية والعربية داخل إسرائيل، وتساؤلات حول مغزى هذا التعيين. ووصف بيريتسمجادلة، بأنه أول وزير عربي في حكومة إسرائيلية، رغم أن صالح طريف سبقه لذلك، وهو الذي عينه أيضا حزب العمل في منصب وزاري، ولكن اعتبر تعيينه قبل ثلاث سنوات، بأنه تعيين لأول وزير درزي، واضطر طريف، إلى الاستقالة، بعد أن لاحقته فضيحة رشوة، ومزاعم حول تصوير شريط جنسي له مع امرأة في أحد فنادق القدس.

وقال مجادلة، أكثر المغتبطين بهذا التعيين، ان تعيينه quot;أول وزير عربي هو سابقة تاريخية لا أستطيع رفضهاquot; في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت له بالانضمام إلى حكومة حرب تضم في عضويتها وزيرا يدعو إلى تهجير العرب هو افيغدور ليبرمان. وقال ان الجلوس مع ليبرمان في اجتماعات الحكومة ليس أمرا سهلا ولكن عليه التعامل مع ذلك كأمر واقع.

ورفض مجادلة، في حديث أدلى به لصحيفة يديعوت احرنوت، الربط بين الوضع الحرج الذي يمر به بيرتس، بسبب اخفاقات حرب لبنان الأخيرة، وتعيينه وزيرا، في رد غير مباشر على الاتهامات التي وجهت لبيرتس، بأنه يهدف من خلال هذا التعيين، إلى كسب أصوات الأعضاء العرب في حزب العمل، في مواجهة خصومه على رئاسة الحزب، وآخرهم أهود باراك.

ورفضت شخصيات عربية في إسرائيل، النظر إلى تعيين مجادلة، بأنه إنصاف للأقلية العربية في إسرائيل، أو أن يكون مجادلة ممثلا للعرب، لانه عضو في حزب صهيوني، وهو في النهاية والبداية يمثل حزبه.

واعتبر النائب العربي في الكنيست محمد بركة، أن quot;قرار رئيس حزب العمل عمير بيرتس، بتعيين النائب غالب مجادلة وزيرا في حكومة أولمرت بيرتس ليبرمان، هو لاحتياجات داخلية في حزب العمل في إطار الصراع على مراكز القوى في الحزب قبل الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزبquot;.

واضاف بركة في تصريحات نقلتها صحيفة الاتحاد الحيفاوية quot;إنه لمن السخرية القول إن مجادلة سيمثل العرب في هذه الحكومة، لأن مجادلة أصلا جاء من حزب لا يمثل المصالح الحقيقية للجماهير العربية، كما ان هذه الحكومة لم يكفها أنها تعمق سياسة التمييز العنصري ضد العرب، فقد ضمت إليها إضافة (عنصرية نوعية) متمثلة بالعنصري أفيغدور ليبرمانquot;.

وتابع بركة قائلا quot;إن كل التحركات في هذا الحزب تحكمها التحركات الداخلية، فمجادلة مثلا صوّت ضد ضم ليبرمان إلى الحكومة، واليوم يسعى للجلوس إلى جانبه حول طاولة الحكومة، وهذا بحد ذاته يقول كل شيءquot;.

وحذر بركة من الأجواء التي بدأت تظهر في الشارع العربي، في إطار المعركة الداخلية في حزب العمل، قائلا quot;إنه لمن المخجل ان نرى بعض المجموعات من بين العرب تنخرط في هذه المنافسة التي تطغى عليها منافسة بين الجنرالات في السعي للوصول إلى حقيبة الأمن التي يتولاها عمير بيرتس، وأن واجب الساعة هو تطهير شارعنا من منافسة على حقيبة كل ما فيها هدر دماء شعبنا الفلسطينيquot;.

ولم يقتصر الموقف من تعيين مجادلة على الوسط العربي، وانتقدت الكتل اليمينية هذا التعيين، واعتبرت عضو الكنيست استرينا تارتمان من كتلة اسرائيل بيتنا تعيين مجادلة وزيرا، بأنه انحطاط أخلاقي لعمير بيرتس. وقالت quot;لقد تدهور بيرتس إلى اسفل درك حفاظا على مصالحه الشخصية وشؤون حزبه، وصراعه الداخلي مع أعضاء حزبهquot;.

ودعت تارتمان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إلى عدم المصادقة على تعيين مجادلة وزيرا في الحكومة، التي تشارك فيها كتلة إسرائيل بيتنا.

وجاء قرار بيرتس، تعيين مجادلة وزيرا، بعد استقالة الوزير عوفير بينس، واعتبر الأعضاء العرب في حزب العمل ذلك، بأنه وفاء من بيرتس لعهود قطعها لهم، وان تعيين وزير عربي quot;يؤكد على توجه الحكومة للمساواة والتعايش بين العرب واليهود في إسرائيلquot;.

ويطرح المتشائمون، سيناريو مستقبلي لغير صالح مجادلة، متوقعين، أن يخرج من منصبه بفضيحة معينة يمكن أن تدبر له في الخفاء، مشيرين إلى ما حدث لصالح طريف الذي لا يشك بولائه لدولة إسرائيل، والذي خدم في جيشها، ولكن أوساطا معينة يمينية لم تتحمل وجوده في الوزارة، وفي أمر مشابه، وعندما طالب عضو حزب الليكود أيوب قرا، المعادي بطروحاته للفلسطينيين، من حزبه تعيينه وزيرا في الحكومة التي شكلها شارون، كما وعد سابقا، لاحقته فجأة فضيحة تحرش جنسي.