سمية درويش من غزة: كشف جهاز الأمن الوقائي إحدى القلاع الفتحاوية ، النقاب عن اعتقاله احد عملاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، بعد اعترافه الكامل بالتورط مع أجهزة الأمن الإسرائيلية وعصابات المافيا منذ عام على الأقل ، وإحالته إلى النيابة العامة. وتعاني الساحة الفلسطينية من عملاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، لاسيما مع نشاطهم عقب اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية العام 2000 ، وتورطهم بقضايا تصفية المئات من العناصر الفلسطينية المسلحة.
وبحسب أقوى أجهزة الأمن الفلسطينية ، فان العميل عمل داخل أراضي الخط الأخضر لسنوات طويلة ، استطاع خلالها إقامة علاقة مع المافيا الإسرائيلية ، التي كلفته بسرقة quot;حاويات بضاعةquot; من ميناء أسدود تعود ملكيتها إلى المواطنين ، مستغلا في عمليات السرقة هوية مزورة باسم صاحب البضاعة.
وأكد الأمن الوقائي في بيان صحافي ، أن العميل الذي يسكن أحد مخيمات اللجوء وسط قطاع غزة ، ارتبط مع الاستخبارات الإسرائيلية في شهر حزيران quot;يونيوquot; العام الماضي ، حيث قامت الاستخبارات الإسرائيلية بتسليمه بطاقة اتصال quot;أورنجquot; إضافة إلى مبالغ مالية على دفعات.
وتحاول الاستخبارات الإسرائيلية ، ابتزاز الشباب الفلسطيني بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وحاجتهم إلى العمل داخل إسرائيل ، إلى جانب إسقاط العديد منهم بطرق غير أخلاقية من طريق المخدرات والجنس وتهديدهم بفضح صورهم. وبحسب اعترافات العميل الذي ارتمى بحبال أجهزة الأمن الإسرائيلية ، فقد عاد إلى قطاع غزة مكلفا بمراقبة مطلقي الصواريخ والتبليغ عنهم ، بالإضافة إلى مراقبة أسماء نشطاء فلسطينيين من عدة فصائل.
وكان جهاز الأمن الوقائي ، قد سجل نجاحا باهرا قبل أعوام عقب تمكنه من اعتقال الرأس المدبر لاغتيال عدد كبير من نشطاء الانتفاضة وعناصر فتح في رفح ، والذي رد سبب ارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية رغم ثقافته ، إلى تهديده بفضحه ببعض الصور التافهة. وأكد بيان جهاز الأمن الفلسطيني ، بذله جهودا كبيرة لمحاربة قضية الارتباط بالاستخبارات الإسرائيلية ، داعيا المواطنين إلى المزيد من التعاون مع الجهاز ، والتبليغ عن أي معلومات تقود إلى تنظيف الشارع الفلسطيني من كل من تسول له نفسه خيانة هذا الشعب.
وقد استطاع الأمن الوقائي ، الكشف عن عشرات العملاء ومن لهم ارتباطات مع أجهزة الأمن الإسرائيلية ، حيث اعتقل عميلين آخرين خلال الأشهر الماضية ، أدليا أيضا باعترافات كاملة لدى الجهاز حول تورطهما مع الاستخبارات الإسرائيلية.
ويشار إلى أن الانتفاضة الأولى التي اندلعت في نهاية الثمانينات ، شهدت تصفية لعشرات العملاء ، حيث شكلت حينها المجموعات الفلسطينية الضاربة محكمة الشعب ، فمنهم من قتل ومنهم من هرب لقرية العملاء quot;الدهنيةquot; الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
التعليقات