تواصل ردود الفعل المنددة: مكان دخول منفذ تفجير إيلات ما زال مجهولاً

عملية إيلات: إدانات دولية ونفي أردني وإجراءات حدودية مصرية

عامر الحنتولي من عمان، وكالات: استبق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أي تشنج سياسي أو عسكري للحكومة الإسرائيلية ردا على عملية إيلات التي نفذها انتحاري فلسطيني الإثنين بالطلب الى رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود أولمرت خلال حديث هاتفي بينهما الليلة الماضية إلى تسريع عملية السلام لتفويت الفرصة على محاولات تقويض الجهود الرامية إلى إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، في ظل الحاجة الملحة لها وفقا لمصدر في القصر الملكي الأردني.

ولاحقا جاء نفي رسمي أردني على لسان الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية ناصر جودة لما تناقلته وسائل الإعلام حول تسلل الإنتحاري الفلسطيني الى الأراضي الإسرائيلية عبر الأردن استنادا لبيانات فصائل فلسطينية تبنت العملية. يشار الى ان عمان وتل أبيب تحتفظان بتمثيل دبلوماسي كامل منذ توقيع اتفاقية وادي عربة بين الأردن واسرائيل في أكتوبر من العام 1994، حيث تلا تلك الإتفاقية زيارات متبادلة لمسؤولين اسرائيليين وأردنيين على مستوى رفيع كان آخرها زيارة في أواخر ديسمبر الماضي زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الى عمان التقى خلالها العاهل الأردني عبدالله الثاني.

ما خلفته عملية ايلات من دمار
وكانتتركت عملية إيلات التي حدثت اليوم لغزاً كبيراً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستحتاج لفترة ليست بالقليلة للإجابة عليه، وبخاصة أن الشاب الفلسطيني ابن 21 ربيعاً تجول في سيارة ضابط احتياط إسرائيلي قبل الوصول إلى هدفه، ومن ثم التفجير، ولكن التساؤل الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل يتلخص في كيفية دخول المنفذ إلى قلب أكثر المدن الإسرائيلية تحصيناً كونها مرفأ غواصات دولفين النووية وأكثر المعالم جذبا للسياح بالنسبة إلى الإسرائيليين والأجانب لموقعها الجغرافي وطقسها الفريد.

ويبدو أن الرواية التي أعلنتها الأجنحة العسكرية الفلسطينية المسؤولة عن العملية التي أطلقت عليها اسم quot;ذوبان الجليد الاستشهاديةquot;، بأن المنفذ من سكان بيت لاهيا في قطاع غزة ودخل إيلات عن طريق الأردن، لم تقنع إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية.

وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد سويعات من حدوث التفجير الذي حصل داخل quot;مخبزquot; روايات سكان إيلات والذين ابدوا ذهولهم عند معرفتهم بالمنطقة التي وقعت فيها العملية، وتحدث أحد سكان إيلات ويدعى مور لأحد المواقع الإلكترونية الإسرائيلية الإخبارية قائلا: إن المواطنين ذهلوا لمعرفة المنطقة التي وقعت فيها العملية الانتحارية وقال: حي إيزيدور هو حي هادئ. كما إنه أحدى المناطق القليلة في المدينة التي يعيش فيها العرب جنباً إلى جنب مع اليهود.

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر فصرح بأن الانتحاري الذي قتل ثلاثة أشخاص صباح اليوم دخل إيلات عن طريق مصر. وجاءت تصريحاته لتنفي ما أعلنته الجهات الفلسطينية المنفذة للعملية وهما: سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وquot;جيش المؤمنينquot; أحد أجنحة حركة فتح العسكرية.

وانتقد ديختر جمهورية مصر ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله: إنه ينتظر أن يبذل المصريون قصارى جهدهم للحيلولة دون تكرار مثل هذا الحادث، وذكر مصدر أمني أنه من غير المحتمل أن يكون المخرب قد دخل إيلات عن طريق سيناء نظراً للإجراءات الأمنية المشددة هناك.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أكدت أن منفذ العملية هو الشاب محمد فيصل السكسك ويبلغ من العمر 21 عاماً دخل ايلات من طريق الأردن، ولكن الناطق باسم الحكومة الأردنية سارع لنفي هذا الأمر، مؤكداً أن منفذ العملية في إيلات لم يدخل الأراضي الأردنية.

وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبدت قلقاُ شديداً حينما وقعت العملية لاعتقادها بوصول تنظيم quot;القاعدةquot; إلى إسرائيل، لا سيما أنه حصل في السابق واستهدفت سفينة أميركية في ميناء العقبة الواقع على أحد أطراف مدينة ايلات. وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

وكان ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى خطر حقيقي لتنفيذ عملية تفجير استراتيجية كبيرة في منتجع ايلات الإسرائيلي الواقع في رأس خليج العقبة على البحر الأحمر.