اندريه مهاوج من باريس : حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست ـ بلازي من تصاعد موجة العنف في بعض دول الشرق الاوسط وقال ان الاوضاع في لبنان والعراق وبين الفلسطينيين والاسرائيليين لم تكن يوما على هذا المستوى المرتفع من التوتر الامني ومن تصاعد نفوذ المتشددين فلذلك يجب جعل سنة 2007 سنة مفيدة للسلام من خلال اعادة خلق الشروط المناسبة لتأمين الاستقرار في المنطقة وفي رسالة نشرت في صحيفة لوموند الفرنسية قال وزير الخارجية إن العراق يغرق أكثر فأكثر يوما بعد يوم في الحرب الأهلية وإن شكوكا عدة تخيم على إمكانات نجاح استراتيجية الرئيس جورج بوش الجديدة لتحقيق النصر في العراق لان الحل لا يمكن أن يكون من خلال خطط عسكرية جديدة بل إنه حل سياسي اولا واخيرا .

وبالنسبة الى الوضع في لبنان رأى وزير الخارجية الفرنسية في رسالته هذه أن الوضع لم يصل يوما في السابق الى هذا المستوى من الهشاشة مضيفا ان المعارضة اختارت على ما يبدو التصعيد بعد ثلاثة أشهر من التازم السياسي معرضة البلاد لمخاطر العودة الى أسوأ الاحداث المأسوية التي عاشتها في الماضي في اشارة منه الى الحرب الاهلية واعتبر ان الحل يكمن في التوصل الى توافق عبر الحوار السياسي بين اللبنانيين انفسهم وان العودة الى الحوار كان من بين الاهداف الرئيسة لمؤتمر باريس 3 الذي شدد على اهمية استعادة اللبنانيين وحدتهم الوطنية وقال دوستي ـ بلازي ان كل هذه المحاولات تندرج في اطار منع جعل لبنان مجددا ساحة للمواجهات بين جيرانه او لأطراف اقليمية ودولية ولكي يتسنى له بالمقابل الافادة بشكل كامل من الدعم الدولي الذي تحقق في مؤتمر باريس.

وانتقل الوزير الفرنسي للحديث عن الملف النووي الايراني معتبرا أن بعض التطورات التي حصلت في المدة الاخيرة يمكن ان تحمل اركان النظام على اعادة التفكير بسياستهم الراهنة منها تصاعد اصوات معارضة داخل النظام لسياسة الرئيس محمود احمدي نجاد والهزيمة الانتخابية التي مني بها انصاره اخيرا اضافة الى بدء ظهور مفاعيل العقوبات الدولية . وقال وزير الخارجية الفرنسية ان كل هذه المعطيات بشأن الملف الايراني تدفع اركان المجتمع الدولي إلى التمسك بوحدة موقفهم ولكن ايضا إلى الابقاء على باب الحوار مفتوحا وإلى رفع العقوبات في حال وافقت ايران على وقف نشاطاتها النووية الحساسة معتبرا ان الحل الدبلوماسي الذي تدعو اليه فرنسا هو الوحيد الكفيل بتأمين مصالح جميع الاطراف .

بالنسبة الى العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية لاحظ دوست ـ بلازي ان التباعد بين الطرفين لم يكن يوما على ما كان عليه الان في حين ان الطرفين لم يظهرا يوما اهتماما بالتحاور بقدر الاهتمام الذي يبدونه في هذه المرحلة فاسرائيل التي رأت ان أمنها يمكن ان يهتز في أي لحظة ولمست خلال الصيف الماضي هشاشة وضعها والانسحابات من جانب واحد لا يمكن ان تؤمن لها الاستقرار هذا الى جانب عدم فاعلية استراتيجيتها التي تقوم فقط على الجانب العسكري كذلك فان من مصلحة الفلسطينيين العودة الى الحل التفاوضي بعدما حرمتهم انقساماتهم من وجود محاور او ممثل عنهم قادر على التحدث باسمهم من اجل الانخراط في عملية السلام لذلك عليهم الان ان يعملوا بشكل طارئ على التوحد ضمن حكومة وحدة وطنية يمكن للمجتمع الدولي ان يتعامل معها
واستنتج وزير الخارجية الفرنسي ان لكل من الازمات في لبنان والعراق وايران خصوصيتها ومخاطرها ولكن الامر الطارئ الان هو التركيز على القضية التي شكلت دوما عصب الازمات في المنطقة كلها أي الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي .