الرياض:اجرى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم السبت محادثات في السعودية حول الاوضاع في لبنان فيما تستعد باريس لاستقبال مؤتمر دولي للاطراف المانحة لمساعدة هذا البلد.وقال دوست بلازي للصحافيين في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض التي زارها لبضع ساعات ان محادثات الوزيرين تطرقت quot;لما يمكن فعله من اجل مساعدة لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على تخطي الازمة الحالية التي يعيشها اللبنانيونquot;.وشدد دوست بلازي على اهمية انجاح مؤتمر quot;باريس-3quot; الذي تستضيفه بلاده في 25 كانون الثاني/يناير، مؤكدا ان انعقاده quot;اساسي لاعادة اعمار لبنان وتنميته واستقرارهquot;.

كما جدد الوزير الفرنسي دعم بلاده لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مؤكدا ان الازمة السياسية الحالية في لبنان لن تعيق عقد المؤتمر.واضاف quot;على لبنان الا يتحول ابدا مجددا اسيرا للنزاعات والمصالح الغريبة عنهquot;.وتواجه حكومة السنيورة المدعومة من الغرب والسعودية، تحديا جادا يتمثل بمطالبة المعارضة اللبنانية وعلى راسها حزب الله الشيعي اللبناني القريب من سوريا، باسقاطها وتشكيل حكومة وحدة وطنية.وتعتبر المعارضة في لبنان حكومة السنيورة quot;فاقدة الشرعيةquot;، وذلك منذ استقالة ستة وزراء في تشرين الاول/نوفمبر بينهم وزراء الطائفة الشيعية جميعهم وعددهم خمسة. واطلقت حكومة السنيورة برنامجا اصلاحيا يمتد على خمس سنوات ستقدمه في مؤتمر باريس-3 ويتضمن اصلاحات اجتماعية ومالية وضريبية ومشاريع خصخصة.

من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في المؤتمر الصحافي على ضرورة ايجاد حل للازمة من اجل انجاح المؤتمر الذي يسعى لبنان من خلاله الى الحصول مساعدات مالية والتوصل الى اعادة جدولة لدينه العام الذي تجاوز اربعين مليار دولار في نهاية 2006.وقال الوزير السعودي quot;المملكة من جانبها ترحب بمؤتمر باريس 3 الخاص بدعم لبنان وسوف تستمر في جهودها لانجاح المؤتمر غير انه من المهم الوصول الى صيغة للوفاق الوطني للأزمة اللبنانية الراهنة حتى يستطيع المؤتمر ان يحقق اهدافهquot;.كما دعا الفيصل الاطراف في لبنان quot;الى الاستجابة لمبادرة الامين العام للجامعة العربية والتي تشكل الحل التوافقي الانسب في ظل الظروف التي يعيشها بمعزل عن اي تدخلات خارجية تستهدف وحدة لبنان واضعاف نسيجه الوطنيquot;.

وكان العاهل السعودي استقبل في نهاية الشهر الماضي وفدا من حزب الله واكد التنظيم الشيعي بعد ذلك ان السعودية يمكنها ان تلعب دورا في ايجاد حل للازمة اللبنانية.وتنشر فرنسا حوالى 1600 جندي في جنوب لبنان في اطار القوة الدولية الموقتة (يونيفيل) المعززة للمساهمة في اعادة السلام بعد الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني خلال الصيف.

الى ذلك، تطرقت محادثات دوست بلازي والفيصل في الرياض الى مشاكل الشرق الاوسط الاخرى بما في ذلك احتدام العنف في العراق ودعا الرجلان الى اشراك جميع الافرقاء والطوائف العراقية في العملية السياسية.وقال دوست بلازي انه ونظيره السعودي quot;شددا على ضرورة اشراك جميع دول المنطقة (في الجهود من اجل حل الازمة) ان كانت هذه الدول تبدي استعدادا للمساهمة في استقرار العراقquot;، في ما يبدو اشارة ضمنية الى ايران وسوريا.واضاف quot;ان لهذه الدول مكانا في الحوار بين العراق وجيرانهquot;. وافاد مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس ان دوست بلازي توجه بعد الرياض الى مصر.