quot;هدنة عمرو موسى quot; سمحت باحتفالات وحركة في الأسواق
لبنان يستقبل الأعياد بزينة وقلوب واجفة

إيلي الحاج من بيروت: بفرح ضئيل هارب من اكفهرار أجواء السياسة، يستقبل اللبنانيون بدءاً من الليلة أعياداً متلاحقة، الميلاد ورأس السنة والأضحى، وأتاحت لهم quot;الهدنةquot; التي وفرتها وساطة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن يمسحوا عن وجوههم أمارات القلق، موقتاً على الأقل، فشهدت الأسواق في الأيام الثلاثة الماضية إقبالاً على شراء أغراض الأعياد والهدايا للأطفال والكبار. وتنفست نسبة واسعة من التجار الصعداء لتمكنها من بيع بعض ما كانت استوردت كما تفعل كل سنة، بما يمكنها من استعادة ما دفعت مع شيء من الربح.

وبدت الطرق والشوارع التي ازدانت كالعادة بالأضواء وأشجار الأعياد الملونة مساء الأحد كأنها ترتاح من ازدحمات الأيام السابقة. وشهدت المطاعم في مناطق عديدة تهافتاً اضطر معه الزبائن إلى الأنتظار لتفرغ طاولات من روادها إذا لم يكونوا حجزوا أمكنتهم مسبقاً.

وكالعادة أقيمت حفلات في الفنادق والمرابع والمطاعم، في موازاة الإحتفالات التي تنظمها المؤسسات الأهلية والخيرية والإنسانية للأطفال والعجز والأيتام في الأعياد ، ووزع فيهاquot;السانتاكلوزاتquot; التقليديون الهدايا والحلوى على وقع رنين أجراسهم، وبعضهم جال في الطرق في مواكب سيارة ناشراً بهجة تجذب إليها الأطفال.

وفي بكركي ، مقر البطريركية المارونية، التي لم يزرها رئيس الجمهورية إميل لحود في عيد الميلاد خلافاً للتقاليد ، ألقى البطريرك الماروني نصرالله صفير عظة، في حضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان ، قال فيها: quot;كم نحن في حاجة الى رضى الله في ما نتخبط فيه من فوضى على صعيد الوطن، في هذه الايام القلقة المضطربة. وهل لنا غير الله نرفع عقولنا اليه لنسأله أن يقوي منا العزائم لنسير في الطريق القويم، طريق المواطنية السليمة، والاخوة الصحيحة، والاستقامة في المسلك، لنعمل معا على انهاض بلدنا مما يتخبط فيه؟ إن هذا الوطن لن ينهضه سوانا، مع خالص امتناننا لجميع الذين يأتون الينا ليساعدونا على الخروج من الازمة التي تكاد تودي بنا. فلنعد اليه تعالى ( ...)quot;.

ولفت تنظيم quot;حزب اللهquot; ندوة فكرية تحت عنوان quot;السيد المسيح ومبدأ التعايش الاسلامي المسيحي المشرقيquot;، لمناسبة quot;الولادة العطرة للسيد المسيحquot;، حاضر فيها مدير quot;معهد الحكمة للعلوم الإلهيةquot;الشيخ شفيق جرادي، في quot;قاعة شهداء مدينة بنت جبيلquot;، في حضور حشد من المشايخ وشخصيات سياسية وثقافية ومهتمين من ابناء المنطقة.

ودعا الشيخ جرادي جميع اللبنانيين الى quot;أن يقدموا افضل نموذج للتعايش من خلال ان يعيش المسيحي بمسيحيته والمسلم بإسلامه لأن اكبر كفر لدى جميع الاديان هو الطائفيةquot; . وأضاف: quot;ان المستقبل ينبىء ان هناك ميثاقا لبنانيا جديدا نابعا من ارادة الناس وحريتهم وقدرتهم على التمييز ومن قيمهم الدينية المرتبطة بالإسلام والمسيحية بمحمد والمسيح، والتي تنسج حالة من الوفاق يمكن التعايش على اساسها بين اللبنانيين تحت عنوانين اساسين هما: المحبة في المسيحية والرحمة في الإسلامquot;.ولم تمر عشية الميلاد على خير تماماً، ففي بلدة حناويه في قضاء صور جنوباً أدى انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات حرب تموز/ يوليو الاخيرة، الى اصابة ثلاثة فتية بجروح مختلفة، هم حسين خليل اسماعيل (13 عاما) من حناويه واحمد حسن ناجي (15 عاما) وشقيقة علي (13 عاما) من بلدة باتوليه المجاورة . ونقلوا على اثرها الى مستشفى نجم في صور للمعالجة.