خلف خلف من رام الله، وكالات: يتضح من نتائج إستطلاع حديث نشرت نتائجه قناة الكنيست أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أقوى المرشحين لخلافة أيهود أولمرت، حيث حصلت على 47% من أصوات المستطلعين، بينما حصل وزير الأمن الداخلي آفي ديختر وشاؤول موفاز 16% لكل منهما، فيما جاء بالمرتبة الرابعة اولمرت بنسبة 12%، وفي المرتبة الخامسة حصل مئير شطريت على 9%.
ولعل ما يساعد على سطوع نجم ليفني في جميع استطلاعات الرأي التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية، ابتعاد اسمها عن دائرة الفساد المشتعلة حالياً في مؤسسات الحكم في الدولة العبرية، وتمتعها بقدرة على اتخاذ القرار عكس أولمرت الذي يبدو ضعفه جليا في هذا الجانب.
يأتي هذا في وقت عادت الأصوات الإسرائيلية المطالبة لأولمرت في الاستقالة بالارتفاع في ظل الشبهات الدائرة حول تورطه في أربع قضايا فساد ورشاوى، وقد جدد اليوم افيغدور يتسحاقي عضو الكنيست ومدير مكتب شارون سابقًا دعوته إلى إولمرت للاستقالة من منصبه ووقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
وقال يتسحافي في مقابلة مع تلفزيون الكنيست في برنامج جرثومة سياسية إنه وبعد استقالة رئيس الأركان دان حالوتس وإنهاء خدمة عمير بيرس وزير الدفاع وإقالة واستقالة عدد من الجنرالات وقادة الألوية والفرق العسكرية كان لا بد من استقالة رأس الهرم، وهو ايهود اولمرت المسؤول المباشر عن فشل هؤلاء أثناء الحرب الإسرائيلية في لبنان.
وأضاف أن ظاهرة التمسك بالسلطة بهذا الشكل رغم الفشل الكبير والخطير هي ظاهرة لا سابق لها في تاريخ إسرائيل بالرغم من أن اولمرت يحاول استثمار ما وصف على أنه نجاح كبير حققه سلاح الجوفي تدمير منشاة سورية مؤخرًا.

وحمل يتسحاقي مسؤولية استمرار اولمرت في السلطة على من اسماهم بأعضاء الكنيست الذين باتوا يعملون كموظفين يتقاضون رواتبهم ليس إلا واصفًا هؤلاء بجوقة المرددين وراء اولمرت.

واعتبر أن الحياة البرلمانية في ظل حكومة ورئيس حكومة يتجاهلون الحقائق ونتائج التحقيق أصبحت من دون معنى فالمهم بالنسبة لهم والاستمرار بالسلطة واستمرار استلام رواتبهم.

ومضى قائلا: quot;في مقدمة أولويات أعضاء الائتلاف الحكومي والحزبي في الكنيست هو البقاء في مناصبهم بغض النظر عن المنطلقات الحزبية والفكرية التي باتت في مهب الريح وعلى سبيل المثال فان الوزير الجديد عامي ايلون الذي انضم مؤخرًا إلى حكومة اولمرت كان يردد قبل أيام من انضمامه أنه من العيب أن يكون الفرد في حكومة أثبتت فشلها، وعرضت امن إسرائيل للخطر، ولكن اليوم ها هو ايلون انضم إلى الحكومة ويقيم الاحتفالات بهذه المناسبة وأصبح واحداً من وصفهم بأعضاء حكومة الفشل.

وأضاف أن ايهود اولمرت يفتش عن أي سبب يمكنه من البقاء في السلطة وهو على استعداد لفعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف وعليه فهو يحاور السلطة الفلسطينية والأميركيين، وكأنه ذاهب إلى اتفاق معهم بالوقت الذي يعرف فيه بأنه غير قادر على تحقيق أي خطوة في هذا الاتجاه ففي الحكومة التي يقودها يشاركه السلطة أحزاب قادرة على وقف مسيرته وعلى سبيل المثال فان حركة شاس وحزب إسرائيل بيتنا لن يسمحوا لاولمرت السير بعيدًا وخاصة باتجاه الفلسطينيين، ولذلك فإن سيره بهذا الاتجاه هو مجرد سباحة في الفراغ لكسب الوقت.

ورأى أن عددًا من أعضاء حزب كديما الذي يرئسه اولمرت لا يوافقون على ما قاله مؤخرًا حاييم رمون، وكذلك على مواقف ونوايا اولمرت في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين وخاصة اعتباره أن محمود عباس هو الشريك المناسب للمفاوضات.
وقال يتسحاقي: quot;نعم عدد غير قليل من أعضاء كديما لا يرون بالسلطة الفلسطينية وبرئيسها كشريك مناسب وعليه لا بد من أن يأخذ اولمرت هذه الحقيقة بالإعتبار، ويحاول لجم جموحه وطموحاته وخاصة بالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين وكذلك بشأن إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين خاصة وأن اولمرت هذا يعلم تمامًا أن أي صفقة مع محمود عباس لن تصمد طويلاً وانه شخص ضعيف ليس لديه شعبية في الشارع الفلسطيني وعليه فإن الاتفاقات مع الصغار مصيرها الفشل الذريعquot;.
المستوطنون المعارضون لأي انسحاب يطلقون حملة ضد اولمرت
في سياق آخر، رفعت شعارات منددة بنية رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اجراء انسحابات من الضفة الغربية في اطار اتفاق اسرائيلي-فلسطيني في القدس، الثلاثاء عشية اللقاء المقرر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكتب على لافتة علقت بمبادرة من مستوطنين يهود من الضفة الغربية على حافلات كانت تسير في المدينة quot;اولمرت كبير السفهاء سينفجر الاتفاق في وجهنا في مطار دافيد بن غوريونquot; في تل ابيب.
ويعتبر المستوطنون المعارضون لأي انسحاب او لإزالة مستوطنات يهودية في اطار اتفاق سلام محتمل، ان مثل هذا الانسحاب سيضع مطار تل ابيب الدولي في مرمى صواريخ المجموعات الفلسطينية المسلحة.
وقال ايشائي هولاندر المتحدث باسم ادارة المستوطنين في الضفة الغربية لوكالة فرانس برس ان quot;انسحابا من الضفة الغربية سيضع المطار والبلدات القريبة من مدينة تل ابيب في مرمى الصواريخ الفلسطينية تمامًا كما هي حال البلدات في جنوب البلاد منذ الانسحاب من قطاع غزة (في صيف 2005)quot;.
واضاف ان الحملة التي اطلقت الثلاثاء ستتكثف مع اقتراب موعد الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقرر عقده في الولايات المتحدة الشهر المقبل بدعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش.