تقاليده تشكل متاعب مالية للأسرة
عيد الفطر بالمغرب: صغار يستعدون وكبار منشغلون بالحكومة

المغاربة يديرون ظهورهم لأطباق فكاهة رمضان المحلية
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يحل عيد الفطر في المغرب هذه السنة متزامنا ومترافقا مع حدثين سياسيين مهمين، أولهما توصل الوزير الأول عباس الفاسي، بعد مفاوضات ماراتونية تفجرت خلالها صراعات حادة بين أحزاب الائتلاف الحاكم، إلى تشكيل فريقه الحكومي، والدخول البرلماني الذي استؤنف بعد أن افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس في مقر المجلس في الرباط الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية الثامنة عبر توجيه خطاب للأمة يتضمن أهم التوجهات السياسية بخصوص المرحلة الجديدة. وعلى الرغم من انتهاء الاستعدادات لاستقبال العيد بما تيسر من الثياب الجديدة ووسائل المرح والتسلية، إلا أن القسم الاكبر من المواطنين انشغل باللائحة التي نشرتها الصحف المكتوبة للوزراء الذين اقترحهم الوزير الأول على الملك محمد السادس.

وانتقل الحديث عن بعض الوجوه الوزارية إلى داخل المنازل، حيث تناسلت التعليقات واختلفت الآراء التي توزعت بين استحسان بعض الأسماء ورفض أخرى، خاصة القديمة منها بسبب quot;عدم تحقيقها ما كان منتظرا منها في الحكومة المنتهية ولايتهاquot;.

كما لم ينس البعض الخوض في موضوع رئاسة البرلمان، الذي فجر صراعا قويا بين عبد الواحد الراضي نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ما اضطر شخصيات وازنة في مراكز القرار إلى التدخل والتخفيف من حدة التوتر بين أحزاب الأغلبية، قبل أن تتوصل إلى اقتراح مصطفى المنصوري، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسا للبرلمان لفض النزاع بين الاشتراكيين والأمازيغ.

ودافعت الحركة الشعبية عن كرسي الرئاسة بقوة، وكانت أولى الخطوات التي اتخذتها في هذا الإطار، هي خلق quot;قطب سياسي قوي ومتجانسquot;، برفقة ثلاثة أحزاب من اليمين والوسط، بهدف quot;المساهمة السياسية وتحمل المسؤولية التاريخية لتدعيم المسلسل الديمقراطي، وبناء مجتمع حداثي في مستوى التطلعات الحقيقية الآنية للشعب المغربيquot;، ويتعلق الأمر بالبيئة والتنمية، والتجديد والإنصاف، والحركة الديمقراطية الاجتماعية.

غير أن ما يشغل الكبار لم يجد له مكان في عقول الصغار الذين كانوا شغوفين ومتلهفين على اقتناء كل ما يمكن ان يرسم الفرحة على وجوههم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبهم.

وتشكل تقاليد عيد الفطر متاعب مالية للأسر المغربية، إذ يلجأ البعض للاقتراض بغية إضفاء أجواء الاحتفال والتمتع بتبادل الهدايا، وذلك لانهم لا يستطيعون حرمان أولادهم هذه الفرحة الكبيرة، رغم استنزاف القدرة الشرائية للمواطنين في شهر رمضان عبر الزيادات القياسية التي عرفتها المواد الغذائية الأساسية، ما أدى إلى ارتفاع حمى الاحتجاجات في مختلف المدن والقرى في المملكة.

وتنشط حركة البيع والشراء في المغرب، في الأسبوع الذي يسبق عيد الفطر، إذ تغرق المحلات والمتاجر بموجات متعاقبة من الأطفال وذويهم الذين يحيرون في اختيار الأنسب لأبنائهم وجيوبهم، في وقت يقوم فيه بعض الباعة بتحويل تجارتهم الأصلية إلى تجارة الملابس.

أما المغربيات فيحرصن في هذه المناسبة على اقتناء الألبسة التقليدية والجلاليب العصرية المطرزة حتى يظهرن في أبهى الحلل عند زيارة الأهل والأحباب الذين يقدمون بدورهم أجمل ما صنعته أيديهن من حلويات وفطائر وquot;الملاويquot;.

ولا يستثنى الرجال من هذه الاستعدادات، إذ يجهزون أفخر الثياب كما يحرصون على التعطر والتطيب، ويجري تعطير كافة المساجد والبيوت بأنواع مختلفة من البخور. وفي صباح يوم عيد الفطر، يعمد الرجال إلى اصطحاب أبنائهم إلى المصليات التي تمتد في ساحات واسعة لأداء صلاة العيد، ثم بعد الصلاة يبدأ المغاربة في توزيع زكاة الفطر على المحتاجين.