رأوا بأنه الشخص الأكثر ملائمة في نظرهم لتحقيق ذلك
الإسرائيليون يرون في نتنياهو الأقدر على مواجهة نووي إيران

أسامة العيسة من القدس : يتضح من استطلاع نشر أمس في إسرائيل، نزوع الجمهور الإسرائيلي نحو التطرف، حيث حل بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة اليمينية، وافيغدور ليبرمان الوزير المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، في مقدمة السياسيين الإسرائيليين الذين يثق بهم الجمهور، في حين أن المجتمع الإسرائيلي يشهد أجواء من العسكرة، تتمثل باستعداد الجبهة الداخلية لحرب محتملة مع إيران وسوريا وحزب الله.وطرحت الإذاعة الإسرائيلية- القسم العبري، سؤالا على مستمعيها حول الشخص الأكثر ملائمة في نظرهم في مواجهة التهديد النووي الإيراني؟ وكانت النتائج على النحو التالي:

*26% من المستطلعين اعتبروا أن الأكثر ملائمة للتصدي للخطر النووي الإيراني، هو بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، الذي يتطلع كثير من الإسرائيليين ليكون رئيس الوزراء المقبل لدولتهم، بعد ما وصف بالفشل الذي مني به رئيس الوزراء الحالي، خصوصا في حرب لبنان الأخيرة.

استطلاعات الرأي تصب في مصلحة بنيامين نتنياهو
ويدعو نتنياهو إلى مهاجمة المفاعل النووي الإيراني، وكان أعرب عن تأييده للغارة التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على هدف سوري، الشهر الماضي، فيما اعتبر حينها أول اعتراف إسرائيلي بالغارة.

وعبر نتنياهو عن تأييده، لأي خطوة عسكرية تتخذها الحكومة الإسرائيلية لمواجهة إيران وسوريا وحزب الله وحركة حماس في قطاع غزة.

*8% فقط من المستطلعين رأوا في ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الحالي، الشخص الكفء للمهمة، وهو ما يعني عجز اولمرت على تعزيز شعبيته وكسب ثقة الجمهور، رغم التحركات السياسية الأخيرة له خصوصا ما اعتبر أنها زيارات ناجحة له إلى عدة دول مثل روسيا وفرنسا وعواصم أوروبية، لبحث قضايا تتعلق بالملف النووي الإيراني، وكذلك رغم مسؤوليته عن الضربة التي وجهتها إسرائيل لسوريا، والتي استهدفت وفقا لوسائل الاعلام الأجنبية، ما يعتقد انه مفاعلا نوويا، يبينه السوريون بالتعاون مع خبراء من كوريا الشمالية، وبتمويل ايراني، وهو ما نفته سوريا وكوريا، ولكن بالنسبة للرأي العام الإسرائيلي الذي رحب بالضربة، فان الامر مختلفا.

وكان المقربون من اولمرت، يعتقدون، بان تحركاته السياسية هذه سترفع من شعبيته، وتظهره كشخص قوي، خصوصا بموافقته على الضربة التي وجهت لسوريا، ولكن هذا الاستطلاع يثبت العكس.

وبرر المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، عدم إقدامه على الاستقالة في أعقاب فشل حرب تموز (يوليو) 2006، والتحقيقات التي تلاحقه بقضايا فساد، برغبته في رد الاعتبار للجيش الإسرائيلي وشن حرب جديدة، لمحو عار الفشل السابق.

وعمد اولمرت، على ترتيب وضع حكومته الداخلية، وتم استبدال وزير الدفاع السابق عمير بيرتس، باخر له خبرة عسكرية كبيرة هو ايهود باراك، وبتعيين رئيس جديد للأركان خلفا لدان حالوتس الذي قاد حرب لبنان الأخيرة.

ولكن كل هذا لم يقنع، وفقا للاستطلاع الجديد، الجمهور الإسرائيلي بأهلية اولمرت القيادية، مما يجعله في وضع صعب في حال نشبت الحرب.

*19% من المستطلعين، راوا في ايهود باراك، وزير الدفاع الحالي، وزعيم حزب العمل، بأنه الشخص المناسب للتصدي للخطر النووي الإيراني، وهو ما يعتبر تراجعا في شعبية باراك، عن استطلاعات سابقة، رغم انه يقود الان الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خلفا لسلفه الضعيف عمير بيرتس.

واظهر باراك، تشددا في مواجهة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، حيث يتواصل إطلاق الصواريخ محلية الصنع على إسرائيل، ونجح باراك في شن اكثر من هجوم محدود ناجح على شمال القطاع، واقر الان خطة تتضمن عقوبات اقتصادية على القطاع، تشمل إمدادات الكهرباء والمؤن والأشياء الضرورية الأخرى.

*مفاجأة الاستطلاع كانت فيما يخص النسبة التي حصل عليها وزير الشؤون الاستراتيجية، افيغدور ليبرمان، وهو زعيم حزب إسرائيل بيتنا، حيث حصل على 16% من أصوات المستطلعين.

وعكست هذه النسبة تأييد قسم من الجمهور الإسرائيلي لطروحات ليبرمان، المناهضة لاي اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، وتحفظاته على القضايا التي سيناقشها مؤتمر الخريف المقبل، وهو لا يرى أصلا في محمود عباس (ابو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية شريكا مفترضا لإسرائيل في عملية السلام.

ويقطن ليبرمان، في إحدى المستوطنات جنوب القدس، وله علاقات متشعبة خصوصا في أوساط اليهود الروس، ويدعو الى تهجير العرب حاملي الهويات الإسرائيلية، ويخطط لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ضمن تحالف يضم أقطابا من اليهود الروس، ومضاعفة عدد اعضاء حزبه في الكنيست.

وتتعامل إسرائيل بجدية كبيرة عما تسميه الخطر النووي الإيراني، ونسبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى مصادر عسكرية قولها، بان الجيش الإسرائيلي سيطلق قريبا حملة لتوعية السكان، للتعامل مع الظروف التي يمكن أن يتعرضوا فيها لهجوم بالصواريخ.

ووجه الدفاع المدني، نشرة إلى البلديات، تتضمن توصيات أساسية للسكان في حال التعرض لهجوم بصواريخ ذات رؤوس غير تقليدية.

وطلبت النشرة من الإسرائيليين التزود بكميات من اللفائف البلاستيكية واشرطة لاصقة لسد فجوات الملاجئ في المنازل في حال التعرض لهجوم كيميائي، والعمل على تخزين أطعمة ومياه وصناديق إسعافات أولية ومصابيح كهربائية.

وحثت النشرة الإسرائيليين، على استحداث ما تسمى الغرف العازلة في المباني، لمواجهة اي هجوم كيماوي تتعرض له إسرائيل.

وكل ذلك تحسبا لنشوب حرب، مع إيران، لا يستبعد أن تكون سوريا طرفا فيها، بينما من المؤكد من وجهة النظر الإسرائيلية أن يدخل فيها حزب الله اللبناني.

وحسب المعلقين في وسائل الإعلام الإسرائيلية فان الحرب الإقليمية بالنسبة للإسرائيليين بدأت بالفعل، وان الاستعدادات لها جارية على مختلف الأصعدة