اعتدال سلامه من برلين: أبدت الحكومة الألمانية اليوم قلقها الشديد حيال التطورات الحاصلة في منطقة البوسنة والهرسك بعد النقد الأخير الذي وجهه ممثلو الصرب في حكومة البوسنة والهرسك الى الممثلية العليا للاتحاد الاوروبي المشرفة على امور هذه المنطقة. وفي بيان وصلت نسخة منه الى ايلاف، أكد وزير الخارجية فرانك فلتر شتاينماير دعم بلاده الكلي للممثلية التي تسعى كما قال بكل جهودها من اجل رفع قدرات حكومة البوسنة والهرسك لتتحمل مسؤولياتها كاعلى سلطة في البلاد، لذا طالب بإلحاح السياسيين في سراييفو وبالتحديد الصرب منهم وبالاخص رئيس الحكومة الصربية دوديك بعدم الاقدام على اي اجراء يعطل مساعي المفوضية العليا ويعيق عملها، ودعا الى دعم كل عمل بناء من اجل الحيلولة دون تجدد اعمال العنف ومنع الصدامات الخطيرة لان ذلك سوف يدمر كل ما تم بناؤه حتى الآن.

وقال الوزير في البيان إن الطرف الوحيد القادر على تحقيق الاصلاحات واحلال الهدوء والامن هي المؤسسات الحكومية الفاعلة في البوسنة والهرسك ومن يقف ضد ما تنص عليه اتفاقية دايتان من اصلاحات فهو في الوقت نفسه يقف ضد مصالح الشعب في البوسنة الهرسك وامنيته في التقرب الى الاتحاد الاوروبي، وترفض الحكومة الالمانية كل سعي لنسف او تقويض اتفاقية دايتون.

وكانت المفوضية العاليا لشؤون البوسنة والهرسك التابعة للاتحاد الاوروبي قد اشتكت من قلة التقدم في تنفيذ مضمون اتفاقية دايتون للسلام التي وضعت اواخر القرن الماضي بعد حرب البلقان، فاقرت في ال13 من الشهر الجاري عدة اجراءات لتنشيط عمل المجلس الوزاري والبرلمان هناك، بحجة توفير قاعدة اساسية للدفع بعمل كل ممثلي الاثنيات في البوسنة والهرسك للعمل بجدية، لذا قال البيان ان هذه الاجراءات لم تكن موجهة الى اي مجوعة عرقية او اثنية هناك والهدف منها الالتزام ببنود اتفاقية دايتون التي وافق عليها حتى الذين يقفون الان ضد تنفيذها او يعرقلون عملية التنفيذ.

والجدير بالذكر ان المقاطعة السياسية التي يمارسها المسلمون والصرب والكروات في البوسنة الهرسك منذ فترة طويلة تهدد الان بفوضى خطيرة. وفي الجلسة الطارئة للمجلس الاقليمي في القسم الصربي اليوم قد يعلن الوزراء والنواب الصرب عن استقالاتهم، وهذا سيزيد من الوضع تأزمًا. ويأتي ذلك ردًا على محاولة مسؤول المفوضية العليا للاتحاد الاوروبي السلوفاكي ميروسلاف لايكاك منح المزيد من الصلاحيات والقوة لبرلمان في سراييفو للتخلص من سيطرة الحكومة في بلغراد.