الياس توما من براغ: رفض برلمان صرب البوسنة اليوم الاقتراحات التي تقدم بها المفوض المدني الأعلى في البوسنة الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك الهادفة إلى تعزيز عمل المؤسسات المركزية في البوسنة وإنهاء عمليات العرقلة التي يقوم بها صرب البوسنة لعقد اجتماعات المؤسسات المشتركة.
وقد اقر البرلمان بموافقة 71 نائبا واعتراض 6 وثيقة تعتبر اقتراحات لايتشاك بأنها تخرق اتفاقات دايتون التي أوقفت الحرب في البوسنة عام 1995 وجرى بموجبها تقسيم البوسنة والهرسك إلى كيانين الأول يحمل اسم جمهورية صرب البوسنة مقام على 49% من مساحة البوسنة والثاني يحمل تسمية الاتحاد الفيدرالي لمسلمي وكروات البوسنة ومقام على 51% من مساحة الدولة البوسنية.
كما اعتبرت الوثيقة أو الإعلان خطوات المفوض المدني الأعلى بأنها تخلق حالة من عدم الثقة القانونية ودعا البرلمان الصربي لايتشاك إلى التخلي عن بعض صلاحياته ولاسيما عرقلة إصدار القوانين أو إقالة المسؤولين السياسيين. وطالب البرلمان هيئة الإشراف على تفسير اتفاقات السلام بان تقدم ضمانات إضافية لحماية الوضع الدستوري لجمهورية صرب البوسنة وحقوق الصرب كقومية دستورية وفق ما ورد في الإعلان.
ولم يتخذ البرلمان أي إجراءات محددة ضد لايتشاك غير أن ذلك قد يتم حسب الإذاعة الصربية الأسبوع المقبل لان البرلمان الصربي علق جلساته حتى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل إلى حين الحصول على موقف مجلس الإشراف على تنفيذ اتفاقيات السلام .
وقد جاء قرار برلمان صرب البوسنة اليوم بعد تظاهرات نفذت في عدة مدن من هذه الجمهورية ولاسيما في عاصمتها بانيا لوكا عبر فيها سكان صرب البوسنة عن احتجاجهم على الإجراءات التي يريد لايتشاك تنفيذها في البوسنة فيما قال رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوردا دوديك أمس quot; إن لايتشاك باستطاعته أن يستقيل أو يغير قراراته بشكل أساسي لان الشعب والسياسيين الصرب لن يقبلوا أبدا بالإجراءات الجديدة.
في هذه الأثناء عبر الأمين العام لمجلس أوروبا تيري دافيس في سراييفو اليوم عن دعمه للخطوات الإصلاحية للمفوض المدني الأعلى فيما نقلت وكالة الأنباء السلوفاكية مساء اليوم عن وزير الخارجية السلوفاكي يان كوبيش الذي تتمتع بلاده بعضوية مجلس الأمن قوله ان سلوفاكيا قلقة من التهديدات التي أطلقتها بعض القوى السياسية لصرب البوسنة بشل عمل المؤسسات الاتحادية في البوسنة والهرسك.
ورفض في مؤتمر صحافي عقده في براتيسلافا مع وزير الخارجية المقدوني ربط رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا بين الوضع في البوسنة والهرسك وبين التطورات في إقليم كوسوفو.
وأكد أن المفوض المدني الدولي الأعلى ميروسلاف لايتشاك يحظى بدعم سلوفاكيا والاتحاد الأوروبي مشيرا إلى دوره في دفع التطورات في البوسنة بعد نحو عامين من إخفاق القوى البوسنية في حل المشاكل التي تعيق توقيع البوسنة على اتفاق لشراكة والاستقرار مع الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن اتفاقات دايتون أنهت حربا دامية في البوسنة استمرت لثلاثة أعوام غير أنها أوجدت كما هائلا من السلطات والهيئات ليس لها مثيل فالبوسنة والهرسك مقسمة وفق الاتفاقات هذه إلى كيانين الأول ولكل جمهورية منهما حكومتها وبرلمانها وشرطتها وهيئاتها المحلية ورئيسها فيما تتمتع الحكومة المركزية ومجلس الرئاسة الثلاثي بصلاحيات ضعيفة .
وتتركز جهود المفوض المدني الأعلى الذي يعتبر خبيرا في قضايا البلقان على تبسيط قوانين التصويت داخل الحكومة والبرلمان بحيث يمكن أن تعقد اجتماعات الحكومة في حال وجود 6 وزراء من اصل تسعة (لكل قومية 3 وزراء) كما أن التصويت يمكن أن يتم بالأغلبية البسيطة الأمر الذي يعني عمليا أن الوزراء البوسنيين المسلمين يمكن لهم في حال الاتفاق مع الوزراء البوسنيين الكروات على تقديم مشاريع قوانين إلى البرلمان حتى في حال مقاطعة الوزراء البوسنيين الصرب للاجتماعات أو رفضهم لها .
التعليقات