الياس توما من براغ : دخل صرب البوسنة ومعهم قيادات بلغراد في مواجهة سياسية ساخنة مع المفوض المدني الأعلى في البوسنة الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك بسبب اقتراحات الأخير الهادفة لتعزيز عمل المؤسسات المركزية في البوسنة وإنهاء عمليات العرقلة التي يقوم بها صرب البوسنة لعقد اجتماعات المؤسسات المشتركة .
فبعد تهديد رئيس حكومة صرب البوسنة ميروسلاف دوديك بانسحاب صرب البوسنة من الهيئات المشتركة للدولة البوسنية في حال إقرار هذه التغييرات رغما عن إرادة الصرب اتهم رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا لايتشاك بانتهاج سياسة معادية للصرب معتبرا أن اقتراحاته وصلت إلى حد العمل بسياسة القوة بهدف تغيير اتفاقات دايتون التي أنهت الحرب البوسنية الدامية في عام 1995.
كما اتهم كوشتونيتسا لايتشاك بتهديد مصالح الشعب الصربي والعمل على تقويض قرار مجلس الأمن رقم 1244 واتفاقات دايتون 1995 وشدد على أن الحفاظ على كيان صرب البوسنة وعلى إقليم كوسوفو الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية وللقوات الأطلسية يمثلان أولوية بالنسبة للصرب.
وقد انضم إلى الحملة الصربية ضد لايتشاك الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي يعتبر معتدلا لكنه اختار لغة أكثر هدوءا حيث دعا المفوض المدني الأعلى في البوسنة إلى إعادة تقييم اقتراحاته والى البحث عن حل توافقي مع صرب البوسنة مشددا في نفس الوقت على أن صوت جمهورية صرب البوسنة يجب أن يحترم لأنه وفق اتفاقات دايتون يجب أن تحظى أي تغييرات جوهرية بموافقة ممثلي جميع القوميات الثلاث في البوسنة أي الصرب والكروات والمسلمين.
كما أكد أن صربيا باعتبارها من الموقعين على هذا الاتفاقيات فإنها ستظل مخلصة لهذا المبدأ.
وعلى خلاف لغة الرئيس تاديش الدبلوماسية فقد هدد احد زعماء الحزب الصربي الراديكالي وهو توميسلاف نيكوليتش بالصلة مع التطورات الخاصة بإقليم كوسوفو بان استقلال الإقليم سيعني quot; الرجوع إلى المذكرة الخاصة بصرب البوسنة حتميا quot; في إشارة واضحة إلى انه في حال فقدان الصرب لكوسوفو فإنهم يريدون التعويض عنه بضم جمهورية صرب البوسنة الأمر الذي يمكن له أن يجدد أعمال العنف العرقي في البلقان.
ويرى مرتقبون في البلقان أن اقتراحات المفوض المدني الأعلى في البوسنة تعتبر مفهومة للدفع بالأوضاع في البوسنة نحو التقدم بعيدا عن المنطق القومي الضيق ولتقريب البوسنة والهرسك أكثر من الأطر الأوروبية غير أنها في نفس الوقت تعتبر حساسة جدا كونها تمثل تغييرا ولو جزئيا في القواعد والأسس التي تم الاتفاق عليها في دايتون وبالتالي فان الصرب يتخوفون من أن يؤدي تغييرها إلى سحب البساط تدريجيا من تحتهم والى إلغاء كيانهم.
ويرى مرتقبون في البلقان أن اقتراحات المفوض المدني الأعلى في البوسنة تعتبر مفهومة للدفع بالأوضاع في البوسنة نحو التقدم بعيدا عن المنطق القومي الضيق ولتقريب البوسنة والهرسك أكثر من الأطر الأوروبية غير أنها في نفس الوقت تعتبر حساسة جدا كونها تمثل تغييرا ولو جزئيا في القواعد والأسس التي تم الاتفاق عليها في دايتون وبالتالي فان الصرب يتخوفون من أن يؤدي تغييرها إلى سحب البساط تدريجيا من تحتهم والى إلغاء كيانهم.
وتأتي هذه الاقتراحات في الوقت الذي بدء العد التنازلي لموضوع حسم مستقبل إقليم كوسوفو ولذلك فان الصرب يتخوفون من أن تكون هذه الاقتراحات الجديدة للمفوض المدني محاولة لتضييق الخناق أمامهم حتى لا يفكروا مستقبلا بالخروج من الإطار البوسني كرد فعل على استقلال إقليم كوسوفو المحتمل.
يذكر أن اتفاقات دايتون أنهت حربا دامية في البوسنة استمرت لثلاثة أعوام غير أنها أوجدت كما هائلا من السلطات والهيئات ليس لها مثيل فالبوسنة والهرسك مقسمة وفق الاتفاقات هذه إلى كيانين الأول يحمل اسم جمهورية سربسكا أي الصربية وهي مقامة على 49% من مساحة البوسنة فيما الكيان الثاني عبارة عن فيدرالية تجمع بين المسلمين والكروات ومقامة على 51% ولكل جمهورية منهما حكومتها وبرلمانها وشرطتها وهيئاتها المحلية ورئيسها فيما تتمتع الحكومة المركزية ومجلس الرئاسة الثلاثي بصلاحيات ضعيفة.
وتنصب جهود المفوض المدني الأعلى على تبسيط قوانين التصويت داخل الحكومة والبرلمان بحيث يمكن أن تعقد اجتماعات الحكومة في حال جود 6 وزراء من اصل تسعه (لكل قومية 3 وزراء) كما أن التصويت يمكن أن يتم بالأغلبية البسيطة الأمر الذي يعني عمليا أن الوزراء البوسنيين المسلمين يمكن لهم في حال الاتفاق مع الوزراء البوسنيين الكروات على تقديم مشاريع قوانين إلى البرلمان حتى في حال مقاطعة الوزراء لبوسنيين الصرب للاجتماعات أو رفضهم لها.
التعليقات