يوم أول حافل من الزيارة الملكية السعودية لبريطانيا
الملك عبدالله يبحث مع براون اليوم ملفات الشرق الأوسط الساخنة
إيلاف -لندن -وكالات: يلتقي العاهل السعودي الملكعبد الله اليوم،رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، حيث من المتوقع أن تتمحور محادثاتهما حول مكافحة الإرهاب، وإيران، وعملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في العراق ولبنان، فيما تمارس منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ضغوطًا على براون ليبحث مع الملك السعودي الملف الإنساني، في حين يتوقع أن تنظم تظاهرة جديدة لدى بدء محادثات المسؤولين.
وكانت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية قد خصت أمس نظيرها السعودي عبد الله باستقبال رسمي، حيث جالا في شوارع لندن في العربة الملكية. وسلك الملكان الجادة التي تؤدي إلى قصر باكنغهام مستقلين العربة الملكية ذات الجياد الستة، والتي تلتها ست عربات نقلت مقربين من الأسرتين المالكتين، فيما أحاط بالموكب فرسان من الحرس الملكي، قبل أن تقام مأدبتا غداء وعشاء على شرف الضيف السعودي، الذي سيقيم في قصر باكنغهام حتى يوم غد الخميس، فيما ينزل نحو 400 مستشار ودبلوماسي سعودي، وصلوا أمس إلى لندن على متن خمس طائرات، في عدد من الفنادق في العاصمة البريطانية.
وألقت الملكة كلمة قالت فيها: لقد تابعنا باهتمام كبير جهودكم الرامية للدفع بعجلة المملكة العربية السعودية للأمام، وقد أبدينا تقديرنا واعجابنا للدور الذي تلعبه المملكة سعيًا للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي وخصوصاً عبر مبادرة السلام العربية التي طرحتموها ياخادم الحرمين الشريفين شخصياً.
كما ألقى الملك عبد الله كلمة قال فيها: quot;إن مؤشرات الحرب والصراعات تجتمع في أماكن عديدة من العالم وأمام هذه المخاطر المتزايدة لا بد لنا أن نتسلح بالحكمة والشجاعة لكي لا تنزلق الأمور إلى حافة الهاوية. إن المملكة العربية السعودية تمد يدها بثقة وحزم لكل الأصدقاء الذين يرغبون في تحقيق سلام عادل دائم في منطقتنا وفي بقية المناطق المتفجرةquot;. إلى ذلك تلقى خادم الحرمين اتصالاً هاتفيًا من رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج دبليو بوش.
لقاء الفيصل ميليباند
وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية ان هناك تقاربًا كبيرًا في وجهات نظر البلدين بالنسبة الى القضايا المطروحة، وان الجانبين متفقان على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامة اراضيه وتحقيق توازن بين مكونات شعبه، ويشجعان على ان تكون الانتخابات الرئاسية في لبنان مدخلاً لاستقرار هذا البلد وارساء الامن فيه، كما يريان ضرورة ان يخرج المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة بنتائج ملموسة تنعكس ايجابًا على استقرار المنطقة والعالم، ويتشاركان القلق من احتمال انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط ويدعوان الى اخلائها من اسلحة الدمار الشامل، ويشددان على تفعيل التعاون الثنائي في مكافحة الارهاب وتنمية الاستثمارات المتبادلة. وينتظر ان يتم توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجالات اقتصادية وثقافية
المنتدى السعودي البريطاني اختتم أعماله وناقش محوري التعليم العالي والثقافة والإعلام
كما اختتمت في لندن فعاليات المنتدى السعودي البريطاني الثالث الذي استضافته المملكة المتحدة تحت عنوان (حوار مملكتين.. التحديات المشتركة) وذلك بمشاركة أعضاء الوفدين السعودي والبريطاني. وتم عقد ورشتي عمل نوقش خلالها محوري (التعليم العالي والتعليم الفني) و(الثقافة والإعلام) وكيفية تفعيل التعاون المشترك بين البلدين في هذين المجالين.
وبحث المشاركون التحديات التي تواجه الشباب والشابات في كلا البلدين وكيفية تحقيق تطلعاتهم.. إضافة إلى ترسيخ مفاهيم التسامح والقيم المشتركة بينهم وتعزيز التواصل من اجل تشجيع الاعتدال الفكري لديهم ومواجهة أفكار التطرف من خلال وسائل الإعلام والتعليم وغيرها. كما بحثوا برامج التعاون في قطاع التعليم العالي والجامعات ومراكز البحث العلمي وتبادل الخبرات بين البلدين وإنشاء معاهد تدريب فنية سعودية بريطانية مشتركة في السعودية، إضافة إلى بحث موضوع التعاون بين المؤسسات الثقافية والإعلامية السعودية والبريطانية وتفعيل فكرة التدريب والتأهيل في هذين المجالين.
. ومن جهته، قال محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص.. إن ورش عمل التعليم العالي والتدريب الفني ناقشت موضوع تدريب المدربين في كليات المؤسسة العامة للتدريب الفني والتدريب المهني. واشار إلى أنه سيتم خلال زيارة الملك عبدالله الحالية لبريطانيا التوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة حول التعليم الفني والتدريب المهني واجراء الدراسات والبحوث وتدريب المدربين في الكليات التابعة للمؤسسة وتشغيل كليات ومعاهد فنية مشتركة لاسيما المرتبطة في المجال الصناعي ودورات اللغة الانكليزية، إضافة إلى التعاون في برنامج الابتعاث إلى الكليات التطبيقية في الجامعات البريطانية.
وقال أمين عام مجلس الحوار الوطني فيصل المعمر، إن انعقاد مثل هذه المنتديات سيؤدي إلى زيادة التعاون الثنائي بين البلدين.. مشيرًا الى انه تم تبادل الخبرات بين البلدين حول موضوعي التعليم والتدريب والتعليم العالي والاعلام والحوار بين الشباب وسيتم استمرار طرح المزيد من الموضوعات ذات الأهمية المشتركة بين السعودية وبريطانيا في المنتديات المقبلة لتعزيز العلاقات بين البلدين. وفي السياق ذاته اوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن صالح بن سلمه أنه تم خلال أحد محاور المنتدى مناقشة بحث تطوير التعاون في المجال الإعلامي بين البلدين.. وذلك وفقًا لخطة قامت بها وزارة الثقافة والإعلام.
وأضاف الدكتور بن سلمه إنه تم مناقشة كيفية توظيف الإعلام في نشر صور التسامح والمحبة بين دول العالم فضلاً عن كيفية الاستفادة في نقل ثقافة بلادنا إلى الطرف الآخر.. والتعاون مع بريطانيا في عقد المؤتمرات والندوات بين مثقفي البلدين لتعزيز التبادل المعرفي.
وزير الثقافة يفتتح معرض صور العلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا
افتتح وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كيم هولز أمس، معرض quot;العلاقات التاريخية الثنائية بين السعودية والمملكة المتحدةquot; الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام في متحف quot;فكتوريا والبرتquot; في لندن بالتعاون مع السفارة السعودية، وذلك بالتزامن مع زيارة الملك عبد الله.
وأكد مدني ان المعرض يضم كثيرًا من الصور التاريخية البريطانية السعودية التي لا تزال تعكس متانة العلاقات والصداقة بين البلدين وتجمع الشعبين وتوثق علاقاتهما التي ترسخت منذ ذلك الاجتماع التاريخي الذي جمع الملك المؤسس عبدالعزيز مع رئيس وزراء بريطانيا الراحل ونستون تشرشل.واستعرض وزير الثقافة والإعلام تطور العلاقات السعودية البريطانية وقال quot;إنه على مدى العقود الماضية حظيت العلاقات البريطانية السعودية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية والتبادلات الثقافية بازدهار كبيرquot;، معتبرا أن العلاقات الثقافية والتبادل الثقافي يشكلان دورًا مهمًا في ترسيخ العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة.
وأشار إلى أن التبادل الثقافي له دور في إزالة الصور النمطية التي يحملها كل مجتمع عن الآخر، حيث إنه من خلال التعبيرات والصور الثقافية يمكن قراءة المجتمعات الأخرى، مؤكدًا أن هذا المعرض المشترك يعتبر نموذجًا واضحًا لازدهار التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين وتعهد بمواصلة زخم وفاعلية هذه التبادلات الثقافية.وأوضح أن الحركة الثقافية في السعودية غنية بغزارة إنتاجها حيث شهدت السنوات القليلة الماضية تأليف أكثر من 400 رواية أدبية سعودية جديدة، مبينًا أن الروايات السعودية تجد إقبالاً ورواجًا كبيرًا في الأسواق العربية المجاورة.
كما أعرب في ختام كلمته عن ارتياحه لتميز ورسوخ العلاقات القائمة بين البلدين. وقال quot;إن شعبي المملكتين لديهما الكثير من الاهتمامات المشتركة والقيم والتسامح المشترك علاوة على التنوع الثقافيquot;.ثم ألقى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كلمة رحب فيها بوزير الثقافة والإعلام وسفير الملك في متحف فكتوريا والبرت الذي يضم مقتنيات تاريخية لها طابعها الفريد والمميز في العالم. وأشاد الوزير البريطاني بمتانة العلاقات السعودية البريطانية على كافة الأصعدة، وقال quot;إنه حضر مناقشات في مجلس العموم البريطاني عن نهضة سياسة المملكة الخارجية ودورها في دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق تقارب بين الأطراف المعنية في المنطقةquot;. وأعرب هولز عن اعتقاده بأن الثقافة والفنون تلعبان دورا مهما في تقريب وجهات نظر الشعوب، متعهدًا بأن تواصل بلاده نهجها الحالي في التقارب الثقافي وغيره مع السعودية.
التعليقات