واشنطن: قال الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن، والذي يشغل حالياً منصب مستشار الأمن القومي للرياض، إن الولايات المتحدة الأميركية كانت لتتجنب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، لو أنها تعاونت مع السلطات السعودية في الفترة التي سبقت تلك الأحداث.

وقال بن سلطان، إن بلاده كانت تطارد معظم المتورطين في الهجمات، الأمر الذي ردت عليه مصادر أميركية لشبكة CNN بالتشكيك، وذلك بعد أيام من الأزمة الصامتة التي سبقت وصول العاهل السعودي، الملك عبدالله الثاني إلى لندن، بعد إعلانه أن بلاده قدمت معلومات كانت ستساعد بريطانيا على تفادي وقوع هجمات القطارات.

وأوضح مستشار الأمن القومي السعودي أن بلاده كانت quot;تطارد بفاعليةquot; معظم مخططي هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد نيويورك وواشنطن، وأن عمليات مراقبتهم كانت تتم بـquot;إحكام شديد.quot;وأضاف بن سلطان، الذي ظهر الخميس ضمن برنامج وثائقي بثته فضائية quot;العربيةquot; المقربة من الرياض: quot;لو أن مسؤولي أجهزة الأمن الأميركية تعاونوا مع نظرائهم السعوديين بجد ومصداقية لكنا، من وجهة نظري، قد تجنبنا ما حدث.quot;

وفي تعليق لشبكة CNN شككت مصادر أميركية مسؤولة رفضت الكشف عن اسمها في صحة هذه التصريحات وألمحت إلى وجوب التدقيق في بعض ما جاء فيها.

وكان العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد قال في حديث لقناة quot;بي. بي. سيquot; البريطانية، بث الاثنين، إن لندن فشلت في التحرك بشأن معلومات قدمتها أجهزة الأمن السعودي قبيل التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شبكة النقل العام في لندن في يوليو/تموز عام 2005، التي أدت إلى مصرع 52 شخصاً وإصابة أكثر من 770. وأشار قائلاً في هذا السياق: quot;بعثنا بمعلومات إلى بريطانيا العظمى قبيل الفظائع التي ارتكبها الإرهابيون في بريطانيا، ولكن، وللأسف لم يتخذ أي تصرف كان يمكن تفادي الكارثة به.quot;

ورفض الإفصاح عن تفاصيل تلك المعلومات بدعوى أن الكشف عنها quot;قد يؤدي إلى حساسياتquot; بين الأجهزة الأمنية في الدولتين.

ومن جانبها نقت الداخلية البريطانية، وعلى لسان أحد المتحدثين باسمها، بشدة تجاهل أي معلومات استخباراتية من السعودية بشأن التفجيرات، مضيفاً أن المعلومات التي تلقتها الأجهزة الأمنية البريطانية من السعودية quot;تختلف أساساً عما حدث في السابع من يوليو/تموز.quot;

وقال الناطق لـCNN quot;أوضحنا من قبل أننا لو تلقينا معلومات استخباراتية كانت ستحول دون الهجمات لتحركنا بناءً عليهاquot;، مشيراً إلى خلاصة التحقيقات التي أجرها البرلمان العام الماضي والتي نفت وجود أدلة على معلومات سعودية كان يمكن بها تفادي الهجمات.