مقديشو: قام متمردون صوماليون بسحب جثث جنود اثيوبيين في شوارع مقديشو يوم الخميس في احدث اندلاع للقتال الذي دفع الالاف الى الهروب من العاصمة.
وقال شهود عيان ان ما لا يقل عن ثلاثة جنود اثيوبيين من الذين يساندون الحكومة الصومالية الموقتة قتلوا خلال معارك في احد احياء شمال مقديشو.
وقال احد المقيمين في الحي ويدعى ديكو علي لرويترز quot;رأيت ثلاثة جنود اثيوبيين قتلهم متمردون وكانت حشود تهتف (الله اكبر) وتسحب جثثهم على الارض.quot;
وتذكر هذه المناظر المريعة بحادث اسقاط اثنين من طائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك على ايدي ميليشيات صومالية في عام 1993 خلال محاولة اميركية فاشلة لمطاردة امراء الحرب في مقديشو.
وصدمت صور جثث الاميركيين المسحوبة في شوارع مقديشو بايدي الصوماليين المبتهجين الرأي العام الاميركي بشدة وعجلت بالانسحاب الاميركي وساهمت في إنهاء عملية حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في عام 1995.
وسحبت جثث اثيوبيين في شوارع مقديشو ايضا في مارس اذار الماضي خلال هجمات على معاقل للمتمردين قتل فيها المئات.
وادى القتال في مقديشو في العام الحالي الى دفع مئات الالاف الى الهروب من المدينة وجعل من تسليم المعونات امرا شبه مستحيل في العاصمة.
وكثير من الصوماليين العاديين والمتمردين القادمين اساسا من صفوف الحركة الاسلامية التي حكمت مقديشو لفترة قصيرة في العام الماضي مستاؤون من وجود عدوتهم القديمة اثيوبيا ويقومون في احيان كثيرة باحتجاجات عنيفة ضد جنودها.
وقام المئات من المقيمين باشعال النار في اطارات السيارات وتدفقوا الى شوارع جنوب مقديشو يوم الاربعاء للاحتجاج ضد الاثيوبيين الذين ساعدوا الحكومة في الاستيلاء العام الماضي على العاصمة التي ينعدم فيها حكم القانون والحيوية لاستعادة السيطرة المركزية.
وفي بلدة بيدوة في وسط الجنوب حيث لا يزال البرلمان الصومالي يتخذ مقره حث احد مبعوثي الامم المتحدة الى البلاد المشرعين يوم الخميس على التحرك بسرعة لمنع تفاقم الازمة الانسانية.
وقال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الصومال اريك لاروش امام البرلمان quot;أريد ان اوضح امامكم اليوم ان 1.5 مليون صومالي في حاجة الى معونات عاجلة وان عدد الاشخاص الذين نزحوا من ديارهم ارتفع الى 850 الفا.quot;
وقال quot;علينا ان نكون قادرين على مساعدتهم لكننا نجد صعوبة في الوصول اليهم.quot;
والمهمة الاولى امام البرلمان حاليا هي الموافقة على رئيس وزراء جديد ليخلف محمد علي جيدي الذي استقال الاسبوع الماضي بعد نزاع مع الرئيس.
وقال الرئيس عبد الله يوسف امام البرلمان الذي وافق على تعديل قانوني يسمح لغير المشرعين بالعمل في منصب رئيس الوزراء والوزراء انه سيعمل بسرعة على ايجاد بديل.
وقال يوسف quot;امامنا الان تحد لتعيين رئيس للوزراء وهو ما وعدت بان اعمله بالتشاور معكم.quot; ولم يفصح هو ولا اي من حلفائه عن الاشخاص الذين يدرسون اوضاعهم من اجل تولي هذا المنصب.
ويقول دبلوماسيون ان التعديل القانوني ادى الى توسيع نطاق مجموعة الزعماء المؤهلين لهذا المنصب من خارج البرلمان الذي يضم بين اعضائه الكثير من امراء الحرب وزعماء العشائر الاميين.
وهم يأملون ان تصبح الحكومة الموقتة قادرة على ادخال زعماء مؤهلين من الشتات الصومالي الى صفوفها.
وادى النزاع بين يوسف وجيدي الى تعطيل تقدم الحكومة التي تعد المحاولة رقم 14 لفرض الحكم المركزي منذ ادت الاطاحة في عام 1991 بالدكتاتور محمد سياد بري الى انغماس هذه الدولة بالقرن الافريقي في الفوضى الشاملة.