مقديشو :قال سكان إن قتالا عنيفا اندلع في العاصمة الصومالية مقديشو اليوم الجمعة لليوم الثالث على التوالي بين مسلحين والقوات الاثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية المؤقتة.وسمعت الدبابات الاثيوبية تطلق نيرانها قرب قاعدة حكومية أقيمت في المقر السابق لوزارة الدفاع في رد فيما يبدو على تعرضها للقصف. وشهدت المنطقة اشرس المعارك ويخشى السكان من ان يتصاعد الموقف الى قتال مستمر. وتأتي هذه المعارك رغم اعلانالمتحدث باسم وجهاء محليين أن الجيش الإثيوبي المنتشر في مقديشو ابرم اتفاقا لوقف إطلاق النار مع السلطات التقليدية في العاصمة الصومالية لإنهاء المعارك المستعرة في المدينة منذ الأربعاء.وقال اوغاس عبدي ضاهر محمد احد زعماء الهاوية كبرى القبائل في مقديشو quot;بعد مناقشات جدية حول الوضع السياسي الحالي وعودة العنف اتفقنا مع المسؤولين العسكريين الإثيوبيين على تطبيق وقف إطلاق النارquot;.وأضاف أن quot;الإثيوبيين سيبقون في ثكناتهم ولن يشاركوا في القتال إلى جانب القوات الصومالية والهاوية لن يطلقوا أي رصاصة وسيحترمون وقف إطلاق النارquot;.
إتهام القاعدة بقيادة التمرد
قالت الحكومة الصومالية إن تنظيم القاعدة عين قائدا إسلاميا شابا لقيادة العمليات في مقديشو في الوقت الذي استعر فيه القتال لليوم الثاني في العاصمة الساحلية.
وقال صلاد علي جيلي نائب وزير الدفاع في مؤتمر صحفي في مقديشو يوم الخميس إن، ادن هاشي ايرو، القائد الذي تدرب في أفغانستان وهو في الثلاثينات من عمره، يقوم بصفة شخصية بقيادة التمرد المتصاعد.
وقال جيلي إن quot;الحكومة مستهدفة من هؤلاء الذين اعتادوا العمل مع الإرهابيين فيما يعرف بالمحاكم الإسلامية وأنهم بعد أن أجروا مشاورات مطولة مع القاعدة عينوا ادن هاشي ايرو قائدا لعمليات (القاعدة) في مقديشو.quot;
وتتهم الولايات المتحدة والحكومة الصومالية ايرو وزعماء إسلاميين آخرين منذ وقت طويل بأن لهم صلة بالقاعدة.
معارك طاحنة
وجاءت هذه الاتهامات يوم الخميس في وقت اشتبك فيه المتمردون من جديد في معارك مع قوات الحكومة الصومالية وحلفائها من الجيش الأثيوبي مما أرغم مئات العائلات على الفرار.
وبعد اشتباكات عنيفة الأربعاء أدت إلى مقتل 16 شخصا على الأقل وشهدت سحب جثث جنود عبر الشوارع وحرقها، اندلع القتال من جديد في المدينة عندما فتحت دبابات أثيوبية تحرس قاعدة تابعة للحكومة الصومالية النار على مهاجمين مجهولين.
وقال شهود إن أصوات المدافع دوت لفترة استمرت 10 دقائق وأعقبها إطلاق نيران مدافع رشاشة حول القاعدة التي تقع عند مقر سابق لوزارة الدفاع. وقال الشهود إن معركة مسلحة منفصلة اندلعت أيضا في حي رمضان الشمالي. وسمع انفجار هائل في منطقة quot;الكيلومتر أربعةquot; التي تسيطر عليها الحكومة بعد الظهر.ولم يتضح على الفور ما إذا كانت قد وقعت إصابات جديدة في اشتباكات الخميس. لكن المئات من السكان و غالبيتهم من النساء والأطفال فروا من القتال وهم يحملون أمتعتهم فوق عربات تجرها الحمير وفي حافلات صغيرة وشاحنات.
وقال احد سكان حي رمضان الذي رفض ذكر اسمه خوفا من الانتقام quot;القتال لا يزال مستمرا. انه قتال بين فلول الإسلاميين والحكومة.quot;
وقاعدة وزارة الدفاع هدف مفضل للمسلحين الذين يشنون هجمات خاطفة يوميا تقريبا على الحكومة وحلفائها وبينهم نحو 1200 من جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الأفريقي من أوغندا الذين وصلوا هذا الشهر.وكانت هذه القاعدة وحي رمضان معقلين للحركة الإسلامية التي حكمت مقديشو والأماكن المحيطة بها طوال النصف الثاني من عام 2006 حتى هزمتها قوات الحكومة والجنود الأثيوبيون واستولوا على العاصمة قبل حلول العام الجديد بقليل.
وقال وزير الإعلام مادوب مناو محمد إن قوات الحكومة ألقت القبض على عدد من المتمردين واستولت على quot;كمية كبيرة من الأسلحةquot; في حملة نزع السلاح التي بدأت يوم الأربعاء. وأضاف أن quot;الحكومة الانتقالية المؤقتة تحلت بالصبر فترة طويلة بينما كانت فلول اتحاد المحاكم الإسلامية تقصف مواقع حكومية ومؤسسات اقتصادية وأحياء سكنية مدنية بشكل يومي.quot; دعوة للقتال
يذكر أن الشيخ حسن ضاهر عويس، زعيم اتحاد المحاكم الإسلامية الصومالية التي أطيح بها أواخر العام الماضي، كان قد دعا الصوماليين لمقاومة ما وصفه quot;احتلال قوات الاتحاد الإفريقي والإثيوبيينquot; لبلاده، ودافع عن تواصل القتال الدائر في العاصمة مقديشو. وقال عويس في اتصال هاتفي مع بي بي سي إن بلاده تحت الاحتلال، وإن الشعب له الحق في المقاومة.
وأضاف أنه كان ينبغي لاتحاد المحاكم أن يُكافأ على استعادته السلام والأمن في الصومال، لكنه أُسقط بدلاً من ذلك على يد المجتمع الدولي.
إغلاق مكتب الجزيرة
من جهة أخرى قالت قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من قطر إن السلطات الصومالية أمرتها بالكف عن نقل أخبار من الصومال. وعرضت الجزيرة ما قالت انه رسالة من جهاز أمني صومالي يأمر قناة التلفزيون بإيقاف نشاطها على الفور. وقال المدير العام للجزيرة، وضاح خنفر، في بيان إن quot;الجزيرة إذ تعبر عن خيبة أملها لقرار إغلاق مكتبها لتؤكد مُجددا التزامها بمبادئ حرية الصحافة وتدافع عن حق المشاهدين في معرفة ما يجري في أنحاء العالم في حياد ونزاهة.quot;