مقديشو: أعلن أحد كبار قادة الاسلاميين الصوماليين الشيخ محمد ابراهيم بلال ان المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في مدينة كيسمايو اخر معاقلهم quot;لن يتفاوضوا مع العدوquot;، وذلك بعد دعوة رئيس الوزراء الصومالي محمد جيدي للحوار. وقال بلال من كيسمايو quot;ان هذا الامر لن يحدث ابدا.. ان بلادنا تحت نير الاستعمار ولا نستطيع القبول باي عرض لاجراء مفاوضات طالما ان الاثيوبيين موجودون على ارضناquot;.

واوضح quot;الوقت ليس وقت سلام، انه وقت التحرر وسنحرر بلدنا من الاعداءquot;، مضيفا quot;لن نتفاوض مع الحكومة الصومالية ولا مع اي صومالي اخرquot;. واستنادا الى القيادة الاسلامية، فان الحكومة quot;خاضعة لسيطرة الاثيوبيين ولا نستطيع الجلوس والتحدث عن سلام لاننا هنا لمحاربتهمquot;.

وبعد هزيمة الاسلاميين الذين فروا الخميس من مقديشو امام تقدم القوات الاثيوبية والصومالية، دعا رئيس الوزراء علي محمد جيدي quot;فريق المحاكم الاسلامية الصومالية الى الحوار والانضمام الى الحكومةquot;.

واليوم، شددت القوات الاثيوبية والصومالية الضغط على المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في منطقة كيسمايو بهدف تطويق المدينة الساحلية الواقعة على بعد 500 كلم من مقديشو.

القوات الاثيوبية والصومالية تستعد لمحاصرة كيسمايو

وكان اعلن نائب رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين عيديد اليوم الاحد في مقديشو ان القوات الاثيوبية والصومالية تستعد لفرض حصار على مدينة كيسمايو الواقعة جنوب الصومال والتي تعتبر اخر معقل للميليشيات الاسلامية.وقال عيديد quot;سنحاصر المدينة (500 كلم جنوب مقديشو) كما سنبقي على باب الحوار مفتوحا لكي ينزعوا (الاسلاميون) سلاحهمquot;.وتابع قائلا quot;ان قواتنا تنتشر حاليا في بواليquot; (180 كلم شمال كيسمايو).

مقتل مدنيين احدهما طفلة اثر انفجار متعمد في مقديشو

ميدانيا قتل مدنيان احدهما طفلة في الثانية عشرة من العمر اثر انفجار متعمد وقع مساء السبت في مقديشو التي اخلاها معظم المقاتلين الاسلاميين ودخلت اليها القوات الصومالية الحكومية والاثيوبية الخميس، كما افاد بعض السكان.وروى شاهد العيان عبدالقادر حسن ضاهر quot;يبدو انها كانت قنبلة يدوية. سمعت اناسا يصيحون +النجدة+. وتوفيت ربة العائلة (في المنزل المصاب بالانفجار) على الفور فيما توفيت ابنتها (12 عاما) متأثرة بجروحها في المستشفى هذا الصباحquot;. واكدت نورتو سعيد بار وهي من سكان الحي ايضا الوقائع والحصيلة. ولم يكن ممكنا على الفور معرفة منفذي الهجوم الذي وقع حوالى الساعة 15،21 بالتوقيت المحلي (15،18 ت غ) في حي يكشيد بشمال مقديشو ليس بعيدا عن فندق رمضان.

وتوغلت الدبابات الاثيوبية في جنوب الصومال انطلاقا من العاصمة مقديشو يوم السبت لمهاجمة الاسلاميين الصوماليين في حين دعا زعماء الحركة الدينية مقاتليهم والسكان في مدينة كيسمايو الساحلية لطرد quot;المحتلينquot; الاجانب. وحث شيخ شريف أحمد رئيس مجلس المحاكم الاسلامية الذي فرت قواته من العاصمة الصومالية يوم الخميس الالاف الذين تجمعوا في ستاد كيسمايو للاحتفال بعيد الاضحى على الدفاع عن بلدهم ودينهم ضد القوات الحكومية المدعومة بالمدرعات والجنود والطائرات من اثيوبيا التي يمثل المسيحيون غالبية سكانها.

وقال للحشد في حين تقف بالخارج قوات اسلامية على شاحنات مزودة بمدافع مضادة للطائرات ان الصومال تحت الاحتلال ولذلك قرر الاسلاميون ان يقاتلوا. وقال احمد ان مجلس المحاكم الاسلامية الصومالي ما زال مستعدا للتفاوض مع الحكومة المؤقتة لكن الجنود الاثيوبيين يجب ان يرحلوا اولا. واضاف ان المحاكم شكلت لتحاول استعادة الاستقرار في بلد يعاني من الفوضى والتمزق بسبب سطوة زعماء الميليشيات على مدى 15 عاما. واستدرك رئيس مجلس المحاكم الاسلامية قائلا ان الاسلاميين يستعدون الان لطرد quot;اولئك المحتلينquot; من البلاد.

وبعد عشرة ايام من هجوم بري وضربات جوية اثيوبية تخلت القوات الاسلامية يوم الخميس عن العاصمة الساحلية التي فرضوا فيها الشريعة على مدى ستة اشهر. واستقبل سكان مقديشو قوات الحكومة المؤقتة والاثيوبيين المؤيدين لها بمزيج من مشاعر البهجة والخوف والاحتجاجات.

وتوج التحول المثير في مجريات الامور بوصول رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الى مقديشو في ركب عربات مصفحة يوم الجمعة قائلا ان النصر تحقق في معركة البقاء السياسي. وقال جيدي انه من المقرر ان يجتمع مع كبار القادة العسكريين لمناقشة خطط اعطاء مهلة للميليشيات والمدنيين في المدينة لمدة 48 ساعة لتسليم اسلحتهم والا سيتم نزع سلاحهم بالقوة. ولم يتضح متى سيصدر الامر وسمع صوت اطلاق نار على نحو متقطع في انحاء المدينة على مدار يوم السبت.

وفي وقت سابق يوم السبت هبطت طائرة هليكوبتر عسكرية اثيوبية تقل الرئيس عبد الله يوسف على مسافة 20 كيلومترا خارج المدينة حيث أجرى محادثات مع زعماء فصائل ووجهاء.

وقال للصحفيين في معسكر متهدم للجيش ان الحكومة عليها واجب اعادة السلام. واضاف ان الاسلحة النارية انتشرت في انحاء البلاد على مدى 15 عاما من الحرب الاهلية. وتابع ان الصوماليين بحاجة الان الى تبادل العفو والشد على ايدي بعضهم البعض.

وقال يوسف انه لن يدخل العاصمة هذه المرة وسيعود الى قاعدة الحكومة في بيدوة. ويقول خبراء انه لن يكون من السهل بالنسبة له ولجيدي السيطرة على مدينة أرغمت معارك الشوارع الضارية فيها القوات الامريكية على الانسحاب بشكل مهين قبل اكثر من عقد.

وشارك مئات السكان في مظاهرة جنوبي مقديشو يوم السبت واحرقوا اطارات ورددوا شعارات مناهضة للاثيوبيين. وخرجت مظاهرة مشابهة في المدينة يوم الجمعة.

ويقول خبراء اقليميون ان الانطباع الاول بتحقيق الحكومة نصرا مدويا لا يمكن ان يكون انطباعا مؤكدا بأي حال وان الصراع قد يتخذ منحى جديدا. وحلقت المقاتلات الاثيوبية فوق كيسمايو وبلدة جيليب القريبة يومي الجمعة والسبت مما أشاع الذعر بين السكان.

وتقع كيسمايو على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب غربي مقديشو. وذكر جندي في الحكومة الصومالية أن الاسلاميين الذين تتهمهم أديس أبابا وواشنطن بأنهم يتمتعون بدعم تنظيم القاعدة لغموا الطريق السريع من مقديشو أثناء انسحابهم.

وقال أحمد نور ياسين لرويترز عبر الهاتف quot;نتوجه الى جيليب في قافلة من 15 دبابة اثيوبية. هناك المزيد من القوات التي ستتوجه الى بوالي وأنا واثق أن القتال سيندلع قريبا.quot; وقال مصدر كبير في الحكومة الصومالية quot;جميع الارهابيين في جيليب وكيسمايو.quot;وقال الاسلاميون انهم يتوقعون الهجوم. وقال مقاتل اسلامي طلب عدم نشر اسمه quot;سنقاتل المحتلين الاثيوبيين. الجهاد لن يتوقف.quot;

ومع حلول الظلام في انحاء الجنوب ظل الموقف مشوبا بالتوتر الا انه لم ترد تقارير عن تجدد المعارك. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم السبت ان العنف ربما قتل المئات ووصفت التصعيد العسكري السريع في الصومال بأنه quot;اعنف قتال خلال عقدquot; من الزمان.

وكان من المتوقع أن يوافق البرلمان الصومالي يوم السبت على اعلان الاحكام العرفية لمدة ثلاثة أشهر بهدف نزع سلاح ألوف من الموالين لزعماء الميليشيات السابقين الذين يلقى عليهم باللوم في سنوات من الفوضى.

ويقول محللون ان الحكومة تعتمد بشكل كلي تقريبا في قوتها العسكرية على اثيوبيا ولم يتضح بعد كيف ستحافظ على الامن اذا غادر الاثيوبيون الصومال.ويخشى سكان ومحللون أن يشن الاسلاميون حرب عصابات. لكن انتقال جيدي الى مقديشو يوم الجمعة اعتبر خطوة رمزية عززت الثقة في السوق المحلية. وقال صيارفة وباعة جائلون ان الشلن الصومالي قفز الى عشرة الاف شلن مقابل الدولار بعد ان كان 14 الفا يوم الخميس.