خلف خلف من رام الله: ما زالت إسرائيل تطارد الفتى الفلسطيني محمد الدرة الذي شكل مشهد مقتله عام 2000 أمام عدسات الكاميرا صدمة وذهول للرأي العام العربي والعالمي. ويعتبر لغاية الآن دليلاً حيًا على مدى القسوة التي تنتهجها قوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة فرنسية اليوم الأربعاء في قضية مقتل الدرة، بعد تقدم فيليب كارسنتي وهو رجال أعمال يهودي يقيم في فرنسا بطلب للمحكمة يزعم خلاله أن الشريط الذي بث سابقًا عن مقتل الدرة غير كامل ومبتور، وأن الدرة ndash; حسب ادعائه- قتل برصاص مسلحين فلسطينيين، وردًا على ذلك سيُبث في المحكمة في باريس اليوم الشريط المسجل الكامل للحادثة.
والإدعاء السابق لرجل الأعمال اليهودي ثبتت عدم مصداقيته الشهر الماضي أمام المحكمة الفرنسية ذاتها، وفرضت غرامة مالية رمزية على كارسنتي نتيجة لادعائه الكاذب، ولكنه تقدم باستئناف مجددًا، ويطالب بعرض الشريط المصور للحادثة الكاملة، ومدته 27 دقيقة، زاعمًا أن الحقيقة تظهر في التفاصيل.
وتأتي هذه المحاولات اليهودية بعد فشل جميع المحاولات الإسرائيلية لاجتثاث صورة مقتل الدرة من عقول الملايين، وقد فشل ما نفذه خبراء إسرائيليون من فبركة للشريط التلفزيوني لمقتل الدرة عبر وضع إشارة يرتديها اليهود عادة فوق رؤوسهم، ومحاولة تسويق الصورة في الغرب، وكأنه طفل يهودي قتل على يد الفلسطينيون.
ويذكر أنه وفي 11/12/2000 كان الطفل محمد الدرة (12 عامًا) خارجًا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين مستوطنة نتساريم وغزة، فتعرض لإطلاق عشوائي، قام الأب على الفور بالاحتماء مع ابنه خلف برميل، واستمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه.
وطالب الأب الجنود الإسرائيليين بالتوقف، قائلا: quot;الولد مات..مات الولدquot;، ولكن إطلاق النار استمر، وأصابت العديد من الرصاصات الأب والابن، وسقط الطفل الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.
وهذه الصورة أثارت اليهود المتطرفين في العالم الذين نظموا حملة ضد مدير مكتب وكالة quot;فرانس2quot; في القدس شارل انديرلان، الذي بث التقرير حول الجريمة، وازدادت شراسة اليهود مع تعاطف العالم بأكمله مع الدرة، ولغاية اليوم ما زالت صورة الدرة تزين ميدان رئيس في مدينة باماكو، عاصمة مالي، كما يطلق على وزارة الصحة الفلسطينية أسم quot;الدرةquot; في بعض الأحيان.