رام الله، وكالات: يحتفل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات اليوم بذكرى مرور 19 عامًا على إعلان دولة فلسطين المستقلة.وكان الزعيم الراحل ياسر عرفات قد أعلن في الجزائر العاصمة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1988 قيام دولة فلسطين المستقلة استنادا إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وإلى القرارات الدولية ذات الصلة وأهما القرار رقم 194 الذي قسم فلسطين التاريخية إلى دولتين يهودية وعربية.
وكان الرئيس الراحل قد دعا في ذلك اليوم إلى إرساء سلام عادل وشامل مما أدى إلى التوصل إلى اتفاق أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة سنة 1994 وعودة عرفات وقواته إليها وما تلاها من اتفاقات أدت في نهاية المطاف إلى الاصطدام بمعضلتي القدس الشرقية واللاجئين وعدم التوصل إلى حل مرضي بشأنهما في مفاوضات كامب ديفيد الثلاثية وكذلك إلى إعلان الزعيم الفلسطيني الانتفاضة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي التي لم تهدأ إلى الآن.
وتمر هذه الذكري في ظل انقسامات حادة في صفوف الشعب الفلسطيني وصلت بها إلى حد الصراع الدموي وسقوط العديد من الضحايا وإقدام حركة quot;حماسquot; الإسلامية على طرد قوات حركة quot;فتحquot; والسلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس خليفة عرفات من قطاع غزة والسيطرة الأمنية عليه.
ويعاني القطاع من قرار إسرائيلي بإعلانه كيانًا معاديًا، وتشديد الحصار الاقتصادي والأمني والسياسي حوله مما وضع سكانه الذين يصل عددهم إلى مليون ونصف المليون نسمة أمام تحديات ضخمة يصعب عليهم مواجهتها بمفردهم.
عباس: علينا إسقاط الإنقلابييين
وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة بمناسبة الذكرى على ضرورة quot;اسقاط الزمرة الانقلابية التي استولت على قطاع غزة بالقوةquot;. وقال عباس في الكلمة التي بثها التلفزيون الفلسطيني الرسمي quot;علينا ان نسقط هذه الزمرة التي استولت بالقوة المسلحة على قطاع غزة، وتتاجر بمعاناة ومآسي شعبنا الذي لم ينل منها سوى اعمال الاجرام المترافقة مع تشديد الحصار من قبل اسرائيلquot;. واضاف quot;واذا كانت هذه الزمرة تقوم الان باعتقال المئات من كوادر فتح ومنظمة التحرير وباقي الفصائل والافراد، فهذا دليل على حالة الارتباك والعزلةquot;. وقد سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بالقوة في منتصف حزيران/يونيو الماضي.
مصممون quot;على صنع السلام الحقيقيquot;
واكد متوجها الى الاسرائيليين تصميمه quot;على صنع سلام حقيقيquot; مطالبا بوقف الاستيطان والحصار واطلاق سراح الاسرى. واضاف quot;اقول بذات الصراحة والتصميم ان الاحتلال لا يوفر الامن لاحد وان السلام وعلاقات الجيرة القائمة على التكافؤ والمساواة والاحترام المتبادل هي الطريق لانهاء عهود الحروب والآلام وسفك الدماءquot;. وقال quot;يجب ان يتوقف الاستيطان تماما والحصار لا بد ان ينتهي والاسرى يجب ان يعودوا الى بيوتهم واسرهم، ودورات العنف والقتل والاغتيال ينبغي ان تصبح اعمالا من الماضيquot;.