موسكو: قالت منظمة الامن والتعاون في اوروبا (OSCE) إنها لن ترسل مراقبين للإشراف على الانتخابات البرلمانية في روسيا بسبب عدم منح موسكو تأشيرات لموظفيها. وافادت المنظمة ان قرارها يعود quot;إلى تأخر السلطات الروسية ولفرضها قيوداquot; على المراقبين الذين من المفترض ان يشرفوا على الانتخابات.

واتهمت المنظمة موسكو بفرض ما سمته بـquot;القيود غير المسبوقة على طلبها مراقبة الانتخابات النيابيةquot;، في الوقت الذي رفضت فيه روسيا هذه الاتهامات الموجهة اليها.

ومن المتوقع ان تفوز الاحزاب الموالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى رأسها حزب روسيا المتحدة، في الانتخابات التي ستجرى في 2 ديسمبر/ كانون الاول المقبل.

في المقابل، حاولت موسكو التقليل من أهمية إعلان المنظمة الاوروبية اذ قال مخائيل كامينين الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان quot;منظمة الامن والتعاون في اوروبا لها الحق باتخاذ القرارات التي تريدهاquot;.

كما قال وزير الخارجية الروسي في بيان له إن quot;المنظمة الاوروبية اخترعت حجة اسمها صعوبة الحصول على تأشيرات من اجل إلغاء مهمتها في روسياquot;.

اما واشنطن، فقد عبرت عن قلقها من استمرار موسكو بوضع قيود على مهمة مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

وفي السياق ذاته أفيدان quot;إلغاء المنظمة الاوروبية لمهمة مراقبة الانتخابات التشريعية في روسيا سيحرم موسكو من مسح تعتمد عليه الحكومات الغربية للتأكد أن الانتخابات جرت بشكل حر وعادلquot;.

70 مراقبا فقط
وفي رسالة أرسلها فرع مراقبة الانتخابات في منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى اللجنة المشرفة على الانتخابات أسفت فيها للـquot;التأخير وللقيود المفروضة على طالبي التأشيرات ما يجعل المنظمة غير قادرة على القيام بمهمتهاquot;.

وكانت وكالة رويترز للانباء قد افادت في وقت سابق من هذا الاسبوع ان رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات حمل quot;المراقبين الدوليين مسؤولية عدم الحصول على تأشيرات بسبب تأخرهم بإبراز المستندات اللازمة للحيازة على تأشيراتquot;.

يذكر ان موسكو كانت قد ارسلت الشهر الماضي رسالة الى المنظمة الاوروبية طلبت فيها صلاحية إبداء الرأي في اللجنة التي قد توكل مراقبة الانتخابات.

كما طلبت موسكو الا يتعدى عدد المراقبين 70 شخصا وهو عدد اقل بكثير مما كان قد ارسل خلال الانتخابات النيابية التي جرت منذ اربعة اعوام والتي ارسل 465 مراقبا للاشراف على سيرها.

يشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيتنحى عن منصبه العام المقبل يتمتع بشعبية كبيرة في روسيا حيث يعتبر الكثيرون انه حقق نجاحا في مجالي الاقتصاد والسياسة الخارجية.

الا ان تأييد بوتين داخل روسيا ليس مطلقا اذ تتهمه المعارضة وبعض الناشطين والمنظمات في مجال حقوق الانسان بإعادة إحياء السلطوية السوفييتية.

كوساتشوف ينتقد منظمة الأمن والتعاون الأوروبي

من جانبهانتقد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف قرار مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي على قراره الخاص بالامتناع عن إرسال مراقبين لمتابعة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في روسيا في الثاني من شهر ديسمبر المقبل.

ووصف كوساتشوف هذا القرار بالسياسي والمغرض مؤكدا أنه لا يتفق مع صلاحيات المكتب.

وأعاد كوساتشوف الى الأذهان أن روسيا عضو في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وتقوم بدفع اشتراكات في ميزانية المنظمة، ومن حقها أن تطالب هذا المكتب بالعمل لكي يبرر حصوله على المال من ميزانية المنظمة.

وقال النائب الروسي في حديث للصحافيين في موسكو اليوم إن روسيا كانت مستعدة لاستقبال هؤلاء المراقبين وتنظيم عملهم في فترة الانتخابات.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن الفوضى التي تعم مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان هي التي تعيق مراقبي المنظمة عن المشاركة في متابعة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في روسيا في الثاني من شهر ديسمبر المقبل.

وجاء في تعليق وزارة الخارجية الروسية على هذه التصريحات: quot;إذا كان هناك ما يعيق مراقبي مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان عن المجيء إلى روسيا فهو الفوضى في المكتب نفسه وطابع الاستخفاف الذي يتميز به عمل المسؤولين في المكتب وعدم إعارتهم أي اهتمام بالإجراءات المتبعةquot;.

وأكدت الوزارة أن المكتب حاول فرض الرقابة في البداية دون انتظار دعوة من روسيا، ثم قام باختلاق المشاكل لمراقبيه ومنتسبيه دون أن يخطرهم بالمعلومات التي أرسلتها لجنة الانتخابات المركزية الروسية حول الخطوات التي يجب اتباعها للحصول على الاعتمادات.

زوبكوف يأمل في تنشيط الحوار مع الاتحاد الأوروبي بزعامة فرنسا

إلى ذلك يرى رئيس الوزراء الروسي فيكتور زوبكوف أن تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2008 سيساعد على تنشيط الحوار بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وقال زوبكوف الزائر لباريس عقب الاجتماع الـ12 للجنة الروسية الفرنسية لشؤون التعاون الثنائي اليوم الجمعة على مستوى رئيسي الحكومتين: quot;ستتولى فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2008. وأنا واثق من أن علاقاتنا في هذه الفترة ستتخذ أبعادا جديدةquot;.

وأضاف قائلا: quot;المقصود هو ترتيب المسائل الخاصة بتنظيم الشراكة بين روسيا والاتحاد الأوروبي لجهة تشكيل فضاءات مشتركة في مجال الاقتصاد والأمن والقانون والعلوم والثقافة وكذلك إلغاء نظام التأشيرات بين الجانبين مستقبلاquot;.

واشنطن quot;تأسف بشدةquot; للعقبات الروسية امام منظمة الامن والتعاون في اوروبا

اعربت واشنطن عن اسفها اليوم لالغاء منظمة الامن والتعاون في اوروبا مهمة مراقبيها في الانتخابات المقبلة في روسيا، واصفة العقبات التي وضعتها موسكو امام المراقبين الدوليين قبيل هذه الانتخابات بانها quot;مؤسفة للغايةquot;.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك quot;انه لمن المؤسف للغاية ان تكون الحكومة الروسية قررت وضع كل هذه العقبات امام منظمة الامن والتعاون في اوروبا لارسال بعثة مراقبين خلال الانتخابات المقبلةquot;.

واضاف quot;لا اعتقد انه سبق ان حصل في الماضي ان بلدا عضوا (في منظمة الامن والتعاون في اوروبا) فرض هذا القدر من العقبات امام بعثة مراقبينquot;، مشيرا الى العراقيل الادارية التي فرضتها موسكو على منح مراقبي المنظمة تأشيرات دخول.