طبيبة اسنان تفوز عبر التنافس وخارج الكوتا النسائية
النتائج الأولية أظهرت فوز ساحق للمقربين من السلطة


الإنتخابات الأردنية: حضور الأحزاب متواضع

عمان: أدلى الناخبون الاردنيون الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية والتي اظهرت نتائجها الاولية فوز ساحق للمقربين من السلطة فيما فازت أول امرأة بمقعد برلماني خارج الكوتا النسائية. واظهرت النتائج الاولية للانتخابات فوز طبيبة الاسنان الاردنية فلك الجمعاني عبر التنافس وخارج نطاق الكوتا النسائية. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا عن رئيس اللجنة الانتخابية للدائرة الثانية صالح القضاه في محافظة مأدبا ( جنوب ) قوله ان quot; النتائج الاولية للانتخابات في لواء ذيبان اظهرت فوز أول امرأة بالتنافس وهي الطبيبة فلك الجمعاني التي حصلت على 3301 صوتا quot; .

وتعد توجان فيصل التي تنتمي الى عشائر الشركس الاردنيين، اول امرأة تنتخب نائبة في مجلس النواب الاردني عن دورة 1993-1997 ضمن الكوتا النسائية. وشاركت المرأة بقوة في هذه الانتخابات حيث وصل عدد المرشحات الى 199 مرشحة، وهو رقم لم يسبق له مثيل في تاريخ الانتخابات البرلمانية في البلاد، مع العلم ان هناك ستة مقاعد مخصصة للنساء. وكانت 54 امرأة فقط من مجموع 765 مرشحا شاركن في الانتخابات النيابية السابقة في عام 2003. واغلب المرشحات يمثلن العوائل الاردنية الكبيرة الى جانب النساء من اصحاب المهن.

ومن بين مرشحي حزب جبهة العمل الاسلامي ال 22، الذي يعد ابرز احزاب المعارضة في البلاد، امرأة واحدة هي حياة المسيمي، الصيدلانية التي تبلغ من العمر 45 عاما والتي سبق لها ان شغلت احد مقاعد مجلس النواب. وحقق المرشحون المستقلون والعشائريون القريبون من السلطة فوزا ساحقا في الانتخابات النيابية الاردنية اليوم الثلاثاء، حسبما افادت النتائج الاولية للانتخابات. واظهرت النتائج الاولية التي تم جمعها من مراكز الاقتراع فوزا ساحقا للموالين للسلطة من ممثلي العشائر البدوية الاردنية والمستقلين بالاضافة الى انتخاب ما لا يقل عن خمسة مرشحين اسلاميين من مجموع المرشحين ال 22 للحركة الاسلامية.

وبحسب المصادر السياسية فأنه من المتوقع ان يحصل الاسلاميون على ما لا يقل عن 17 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغة 110 مقعدا.

وبحسب النتائج الاولية، فقد تم انتخاب عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب المنحل ورئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة. ودعي نحو 5،2 مليون ناخب اردني نصفهم تقريبا من النساء الى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء للادلاء باصواتهم لاختيار اعضاء مجلس النواب ال110 من بين المرشحين البالغ عددهم 885 في بلد يبلغ تعداده نحو ستة ملايين نسمة.

واعرب الناخبون عن الامل ان يتمكن المرشحين من تخفيف المصاعب التي تواجه حياتهم اليومية. وكان الملك عبدالله الثاني الذي اعتلى عرش الاردن خلفا لوالده الملك حسين عام 1999 تعهد اجراء انتخابات quot;حرة ونزيهةquot;. الا ان اجواء الانتخابات عكرتها اتهامات بالتزوير وجهها الاسلاميون ووسائل الاعلام الذين تحدثوا عن عمليات quot;شراءquot; اصوات وعدم تحرك الحكومة حيال الامر.

وقال جميل ابو بكر الناطق الاعلامي باسم الاخوان المسلمين في مؤتمر صحافي quot;هناك خروقات وتجاوزات كثيرة حصلت اليوم (امس الثلاثاء) وهناك اعلاميون وصحافيون شاهدوا، وهم شهود، على اعمال تزوير حقيقية وبعضهم صورهاquot;. واضاف quot;لقد تم شراء الاصوات بشكل علني في مناطق عديدة وخصوصا في مناطق عمان كما جرى الانتخاب بواسطة بطاقات لم تثبت عليها الدائرة الانتخابيةquot;.

الا ان ابو بكر رأى ان quot;التزوير في الانتخابات البلدية (التي جرت في تموز/يوليو الماضي) كان اكثر من الانتخابات الحالية بكثيرquot;. لكن الحكومة الاردنية نفت الثلاثاء وجود اي عمليات quot;شراءquot; اصوات في الانتخابات. وقال وزير الداخلية عيد الفايز ان quot;موضوع شراء الاصوات تم تكبيره اكثر من اللازمquot;.

واضاف ان quot;الشعب الاردني الطيب لا يقبل ان يشتري احد صوته كما اني لا اعتقد ان هناك مرشحا يقبل ان يشتري اصوات الناس، ربما هناك حالات فرديةquot;. واكد الفايز quot;القبض على عدد محدود لا يتجاوز اصابع اليد ممن حاولوا افساد ذمم الاردنيينquot; في اشارة الى عملية شراء الاصوات. وقال ان quot;هؤلاء سيقدمون للقضاء كي ينالوا جزاءهم العادلquot;. وقال المهندس عصام حسن مهندس لوكالة فرانس برس quot;لن نوهم انفسنا بنتائج هذه الانتخابات التي تبدو لنا مزورة ولا بقدرة الفائزين على حل مشاكلناquot;، مؤكدا ان الكثير من الاردنيين يشاطرونه وجهة نظره.

وكان حزب جبهة العمل الذي اتهم الحكومة بتزوير الانتخابات البلدية في تموز/يوليو الماضي طالبها بوضع مراقبين مستقلين، الا ان رئيس الوزراء معروف البخيت رفض هذا الاقتراح معتبرا ان ذلك يعني quot;تشكيكا مسبقاquot; في العملية الانتخابية. وسيطرت على مجلس النواب المنتهية ولايته غالبية مستقلة قريبة من السلطة في حين لم يمتلك الاسلاميون سوى 15% من مجموع 110 مقاعد.

واتخذت الحكومة جملة اجراءات لضمان سير العملية الانتخابية. فقد تم نشر اربعين الف شرطي في عموم البلاد وارسلت ثلاثة الوية عسكرية الى جنوب المملكة تحسبا لاي صدامات عشائرية. ومجلس النواب الذي سيتم انتخابه هو الخامس عشر في تاريخ الحياة البرلمانية والتشريعية للمملكة. وكان مجلس النواب السابق حل في اب/اغسطس الماضي بمرسوم ملكي. ويتألف مجلس الامة الاردني من مجلسي النواب والاعيان الذي يتم تعيين اعضائه بمرسوم ملكي.

الجدير بالذكر أن عملية الانتخاب تجرى على نظام الربط الإلكتروني لأول مرة، تفاديا لعملية التصويت المتكرر للناخبين وتسهيل إجراءات الفرز.