لقاء شهد حضور 600 خبير امني عالمي
منتدى الأمن بالبحرين: لا امن بلا شراكة حقيقة

مهند سليمان من المنامة: اختتم في البحرين اليوم فعاليات منتدى : quot; الأمن الداخلي والعالمي .. الشرق الأوسط quot; وسط حضور دولي لأكثر من 600 مسئول وخبير امني ، وأكد البيان الختامي ان المنتدى توصل إلى ان الأسباب الرئيسية للمخاطر ترجع إلى تركيز الدول على أمنها الوطني من دون النظر إلى الأمن الإقليمي والدولي وطغيان البعد الدولي على تفاعلات العلاقات الإقليمية واحتكار الدول المتنفذة للقرارات المصيرية كقرارات الحرب , وتجاهلها للدول الأخرى واعتماد القوة العسكرية أسلوبًا لحل النزاعات وهو ما يؤدي إلى صراعات وتكبد خسائر لا مبرر لها ، وكذلك عدم الثقة والخلافات البينية التي تهدد الأمن الوطني للدول .

وناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام موضوعات أمنية متنوعة تطرقت إلى العديد من المشكلات والتهديدات التي يواجهها عالم اليوم منها الإفراط في استخدام القوة في العلاقات الدولية, وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا والأزمات الدولية وتحديدًا التي تخص منطقة الشرق الأوسط ، ووجود بعض المشكلات العالقة وأهمها وأخطرها القضية الفلسطينية , وكذلك العولمة بما تفرضه من تحديات واعتماد متبادل بين الدول ، جعلت الأمن الداخلي متداخلاً مع الأمن الخارجي ، إضافة إلى عدم توازن القوى والتداخل بين العناصر الإقليمية والدولية وكذلك أسلحة الدمار الشامل بما تحمله من مخاطر شتى ، والإرهاب بكافة أشكاله والتخوف من نشوب حرب جديدة ونزاعات إقليمية واضطرابات داخلية .

و أكد المنتدى أن تحقيق الأمن الشامل يشمل مستويات متعددة : فعلى المستوى الوطني الداخلي ، يتطلب الأمر التنسيق بين الأجهزة والمؤسسات الوطنية حكومية وخاصة من أجل دعم ومساندة الأمن الوطني الذي يمهد الطريق إلى الأمن والتقدم والازدهار ، مع ضرورة وضع خطة لإدارة الأزمات ومواجهة الكوارث والعمل على العودة إلى الوضع الطبيعي بأسرع ما يمكن والتعافي من تداعياتها السلبية .

وعلى المستوى الإقليمي ، فإن هناك حاجة إلى التنسيق الأمني والتشاور بين الدول التي تنتمي إلى إقليم واحد ، مع تعزيز إجراءات بناء الثقة القائمة على النوايا الحسنة والاحترام المتبادل والمصالح الأمنية المشتركة بما يؤدي في النهاية إلى شراكة حقيقية بين تلك الدول .

أما على المستوى الدولي , فالحاجة ملحة لوجود ثوابت ومرجعيات ونهج منظم تعود إليها كل الدول في حال وقوع الأزمات ومنها الاتفاق على خطر الإرهاب وأساليبه وطرق التصدي له والجهود المشتركة للتعاون والتنسيق المشترك وتبادل البيانات والمعلومات والخبرات والأفكار للحد من مخاطره , ورفع مستوى الاستعداد الأمني لمواجهته.

من جهته أعلن وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله ال خليفة في ختام المنتدى أن مملكة البحرين ستستضيف منتدى الأمن الداخلي والعالمي(الشرق الأوسط) عام 2008 في إطار جديد ورؤية جديدة ،و أن هذه الرغبة جاءت بعد النجاح الملموس والانطباعات التي تكونت لديه من مؤشرات النجاح من خلال الحضور المكثف والحيوية في النقاش واستمرار وتيرة الاهتمام والحرص على تحقيق الفائدة، وقال ان ما دار في المنتدى من مناقشات وحوارات وما قدمت فيه من أوراق عمل وما توصل إليه المشاركون من اقتراحات سيتم توثيقه من خلال فريق يتولى جمع المادة العلمية وتحليلها وتبويبها وصياغتها في تقرير للاستفادة منه في تطوير الإجراءات واستخدام التقنيات وتطوير التشريعات المتعلقة بالشئون الأمنية معربا عن أملة في الحصول على التفوق والتميز لكي نكون دائما في المقدمة .

ومن جهته أكد اللواء الركن عبداللطيف بن راشد الزيانى رئيس الأمن العام بمملكة البحرين أن الأمن الداخلي والخارجي مرتبطان يبعضهما البعض ارتباطا وثيقا مشيرا إلى أن ظاهرة الإرهاب رغم أن لها جذور سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة إلا أنها أضحت ظاهرة عابرة الحدود لاسيما وأنها باتت بمثابة رد فعل بغيض لأحداث وسياسات وصفت بأنها نتاج للقيم والمصالح الغربية التي فرضت على الشرق الأوسط

وقال الأمين العام المساعد للامن والسلامة وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديفيد فينيس ان أهمية المنتدى تنطلق من تركيزه على الأمن الإقليمي مستعرضا جهود الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب حيث أشار إلى أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان أدخل مفهوم مكافحة الإرهاب وفى سبتمبر / أيلول العام الماضي ثم تم إقرار القرار رقم 688 حيث اتفقت كافة الدول في فيينا على دعم الأمم المتحدة في جهودها الدولية وإحداث تطويرات كاملة لدعم الدول الأعضاء.

ومن ناحيته أكد جين بول كاريترون مؤسس ورئيس منتدى كرانس مونتانا أن الأمن الداخلي والعالمي يمس الجميع مشيرا إلى أن الأخطار الضخمة التي يواجهها العالم اليوم خلقت تضامنا عالميا.