الياس يوسف من بيروت: في خطوة لافتة ، انتقد السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان اليوم quot;حزب اللهquot; وحمّل النواب الذين رفضوا الذهاب الى مجلس النواب للتصويت على انتخاب رئيس للجمهورية quot;مسؤولية حرمان لبنان رأس الدولة، وحرمان المسيحيين دورهم السياسي المميزquot;.

زار السفير فيلتمان اليوم رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميّل، وصرّح على الأثر: quot;زيارتي اليوم الى صديقي الرئيس امين الجميل طغى عليها الحزن والأمل في آن واحد. مع مرور سنة على اغتيال الوزير بيار الجميل، أرى بأسى أنه لم يتم توقيف أحد بسبب هذه الجريمة النكراء، ورغم أن الشيخ بيار خطف من عائلته ووطنه بطريقة مأسوية، فإن حلمه بلبنان حر وسيد لا يزال حيا. أملنا أن المحكمة الخاصة التي يتم تأسيسها الان سوف تجلب قاتلي الشيخ بيار الى العدالة. أملنا أن المحكمة الخاصة ستضع حدا للحقبة الطويلة والحزينة من الجرائم السياسية التي لم تحل في لبنان. وإن التزام الولايات المتحدة الأميركية تجاه المحكمة الخاصة والعدالة من اجل لبنان يبقى ثابتا.

أضاف: quot;ناقشنا أيضا، الرئيس الجميل وأنا، موضوع الرئاسة. أشرت إلى أن لبنان، مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول ديمقراطية أخرى، ينعم برؤساء دول سابقين يتمسكون بالتقاليد الديمقراطية وبالمهل الدستورية، ويغادرون مناصبهم بهدوء ويعتمدون على حكمتهم وخبرتهم لخدمة بلدانهم بوفاء وبقدرات جديدة. نحن نؤمن ان مغادرة الرئيس من منصبه بملء إرادته في الموعد المحدد هو إشارة واعدة لقوة الديمقراطية اللبنانية النابضة.

في الوقت نفسه، إتفقنا على أن إستمرار الفراغ في الرئاسة لمدة طويلة غير مقبول سياسيا وغير مقبول مذهبيا. إن الفراغ الذي تسبب به رفض بعض أعضاء مجلس النواب ممارسة مسؤولياتهم بالتصويت بحاجة إلى أن يُملأ في أسرع وقت ممكن.
ونحن على ثقة بأن أعضاء البرلمان، إذا أتيح لهم أن يصوتوا بحرية، فسوف ينتخبون رئيسا ملتزما بوحدة لبنان وسيادته وديمقراطيته ومتمسكاً بدستور لبنان وإستقلاله.

بالتناغم مع المبدأ الذي يقول إن اللبنانيين يجب أن يديروا شؤون لبنان، فإن الولايات المتحدة الأميركية قصدت أن لا تؤيد أي مرشح، كما أنها لم تصرف أي محاولات للوصول الى حل عبر الحوار. نحن دعمنا جهود غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله صفير لحل المأزق السياسي. كما اننا نجل ونحترم إرادة البطريرك بممارسة القيادة والمسؤولية. للأسف إن كل هذه المحاولات فشلت. لبنان اليوم من دون رئيس. وللأسف إن الذين رفضوا الذهاب الى مجلس النواب للتصويت حرموا لبنان من رأس للدولة وحرموا المسيحيين من دورهم السياسي المميز.

في نظر الولايات المتحدة الأميركية، فإن الفراغ الرئاسي لا يخدم الا الذين يريدون إضعاف الدولة. ليس من باب الصدفة ان الأطراف التي إختارت أن تبقى أبواب مجلس النواب مغلقة بدل التصويت على المحكمة الخاصة، والتي تبني ميليشيا خاصة لا تخضع لسلطة الدولة، والتي تؤسس شبكة إتصالات خاصة تخدم بعضهم، هي الجهات نفسها التي تعوق إمكانية مجلس النواب بملء أعلى منصب في البلاد.

إن من اخترعوا الفراغ يحاولون أن يخفوا تواطؤهم بإطلاق تهم كاذبة ضد الولايات المتحدة الأميركية في حين قد دعمنا منذ البدء، حق مجلس النواب بانتخاب رئيس. إن اقتناعنا الثابت هو ان الجواب للفراغ الرئاسي في لبنان لا يكون بالأعمال غير المسؤولة والخطرة في الشارع كما يقترح البعض حاليا. إن الجواب هو في المؤسسات الدستورية في لبنان وفي المرتبة الأولى في مجلس النواب.

في الختام، ولأكون واضحا، خاصة لمن سوف يصرحون، لأسباب ديماغوجية، أن سورية وإيران بريئتان، وان الولايات المتحدة هي المذنبة والمسؤولة عن هذا الفراغ الرئاسي الحزين: نؤمن وبشدة أن لبنان بحاجة الى رئيس فورا. والوسيلة لتحقيق هذا بسيطة. على أعضاء مجلس النواب ان يمارسوا واجبهم ويحترموا المبادئ الديمقراطية ويصوتوا. من اجل لبنان، ومن أجل دور الطائفة المسيحية في لبنان، إن الولايات المتحدة الأميركية ترغب في أن ترى ذلك يتحقق اليومquot;.