تشرف عليها جيزيل خوري وتشبه quot;مراسلون بلا حدودquot;
quot;مؤسسة سمير قصيرquot; ... دفاعًا عن الصحافيين العرب

إيلاف من بيروت: لم يمض على مقتل الكاتب والصحافي سمير قصير بضعة أشهر عام 2005 حتى ولدت المؤسسة التي تحمل اسمه، تخليدًا ووفاءً لذكراه. وأصّر أصدقاء شهيد الفكر والموقف والصحافة واقرباؤه وعائلته، ولا سيما زوجته الإعلامية جيزيل خوري على الاستمرار في مسيرة مُلهم انتفاضة الإستقلال الثاني للبنان، ولإبقاء شعلة الحرية التي أطلقها مضاءة من جيل إلى جيل ، وعلى هذه الأسس تأسست في تشرين الاول / أكتوبر 2005 quot; مؤسسة سمير قصير quot; الفكرية الثقافية التي تحمل روحية ومواقف الكاتب والصحافي الذي اغتالته أيدي الديكتاتورية لأنه كان عاشقًا للحرية، وحرية الرأي خصوصًا.

وتمتلئ أجندة المؤسسة بنشاطات ومشاريع مستقبلية كثيرة ، وكلها تحت عنوان واحد عريض هو: نشر فكر سمير قصير ورسالته في العالم بدءًا من لبنان. والخطوة الاولى كانت ترجمة بعض كتب سمير قصير الى عدد من اللغات. والبداية كانت مع كتاب quot;تاريخ بيروتquot; الذي تُرجم الى الانكليزية و كتاب quot;الحرب اللبنانيةquot; الذي نُقل الى العربية . كما ان المؤسسة لا تغيب عن اي معرض ثقافي ، فجناح مؤسسة سمير قصير حاضر دائمًا في معرض الكتاب العربي في بيروت، كذلك في معرض الكتاب الفرنسي في بيروت و باريس كما في معرض نابولي.

وكل عام تكون المشاركة تحت عنوان قضية أو موضوع اهتم به سمير قصير. هذه السنة تندرج المشاركة تحت عنوان : quot;شهداؤنا في الصحافةquot; بعدما حملت العام الماضي عنوان: quot;بيروتquot;.

والإنجاز الأهم الذي تعمل المؤسسة على وضع اللمسات الاخيرة عليه هو إدخال أرشيف سمير قصير الكامل في الصفحات إلكترونية كي تصبح في متناول الباحث قراءة مقالات سمير قصير، وكل ما يتعلق به من مواضيع حتى بعد مقتله. وخصصت نافذة لمقابلاته وأحاديثه التلفزيونية والاذاعية ، إضافة إلى عرض معلومات عن مراحل حياته وسيرته الذاتية ونشاطات المؤسسة وسبل الانضمام اليها ، وغير ذلك من أبواب تظل خاضعة للتطوير محاولةً ما أمكن إحاطة سمير من كل الجوانب. ويظل اسم سمير قصير توأمًا للصحافة وحريتها.

لذلك ، في 2 حزيران/ يونيو من كل سنة، وفاء لذكرى مقتله، تقدم المؤسسة quot;جائزة سمير قصير للصحافةquot; . جائزة يترشح لها عدد كبير من الصحافيين من مختلف الدول العربية وتتولى لجنة تضم صحافيين وكتابًا ومفكرين قراءة المواضيع واختيار الفائز .

ولا تكتفي المؤسسة بتعريف فكر سمير قصير، بل تحرص على نشره بين الشباب . الجيل الذي علق عليه آمالاً كبيرة . الجيل المنتفض والذي آمن الصحافي والكاتب بقدرته على التغيير وتحويل المستحيل واقعًا حقيقيًا. الجيل الذي كان سمير قصير يكرّس له جزءًا كبيرًا من وقته، أستاذًا جامعيًا محاضرًا، وموجّهًا وصديقًا.

لذا وضعت المؤسسة تحت تصرف الشباب والطلاب وكل من يرغب في التعرف الى سمير قصير قاعة للقراءة داخل المركز تضم أرشيفه الخاص و كتبه . كذلك تخصص المؤسسة للشباب بحيز مهم من نشاطاتها عبر تنظيم حفلات موسيقية متميزة تستهويهم، وحلقات دراسية ومحاضرات في المدارس و الجامعات من اجل توسيع دائرة عارفي سمير قصير.

وأبرز ما تحقق من مفكرة عام 2007 هو انشاء المركز الإعلامي التابع للمؤسسة والذي تعتبره السيدة جيزيل خوري quot;عينquot; سمير قصير الساهرة الدائمة على حرية الصحافة. وقد ولد المركز أخيرًا، وهو في طور التأسيس، ويضم حاليًا عددًا من الباحثين بدأوا كمرحلة أولية تجميع قاعدة معلومات عن كل ما يخص قوانين الاعلام في لبنان والاردن و سوريا.

ويشبه هذا المركز مركز quot;مراسلون بلا حدودquot; لكنه خاص بمنطقتنا العربية . وهدفه الدفاع عن الصحافيين وحقوقهم في وجه أشكال الظلم والإعتداءات والمضايقات التي يتعرضون لها مع السعي الحثيث إلى تطوير قوانين مهنتهم.

quot;ابواب المركز مفتوحة الى جميع الصحافيين من دون اسثناءquot;، تقول خوري وquot;نشاطاته كثيرة، بدأت بزيارة المدير العام لمنظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; روبير مينار ولقائه صحافيي المركز وتقديمه المعلومات و الإرشادات عن طريقة العمل في المركز و تطويرهquot;.

ومن المشاريع المطروحة للبحث في مفكرة السنة المقبلة : تأسيس معرض ثابت ومستمر لشهداء الصحافة اللبنانية، وتخصيص أبوع ثقافي برعاية المؤسسة، وتطوير نشاطات المركز الاعلامي من خلال محاضرات ودورات تدريبية وتبادل خبرات، فضلاً عن العمل على مشاركة الشباب اكثر في النشاطات وquot;بث الأمل فيهم، وروح النضالquot;.