الياس توما من براغ: تشهد العاصمة الصربية غدا نشاطات دبلوماسية مكثفة بالصلة مع تطورات الأوضاع في إقليم كوسوفو من جهة ومع موضوع تكامل صربيا مع الأطر الأوربية وموضوع إنهاء ملف المتهمين بارتكاب جرائم حرب من الصرب من جهة أخرى .
وسيحل في بلغراد غدا وفد ترويكا المفاوضات التابع لمجموعة الاتصال الدولية للإطلاع على الموقف النهائي لقيادات صربيا من الوضع القانوني النهائي لإقليم كوسوفو قبل انتقال الوفد إلى برشتينا في مهمة مماثلة يعد بعدها الوفد تقريره النهائي عن نتيجة المحادثات التي جرت بن الطرفين الصربي والألباني على مدى 120 يوما لتقديمه في التاسع من هذا الشهر لمجموعة الاتصال وفي العاشر منه إلى الأمين العام للأمم المتحدة .
وستتزامن زيارة وفد ترويكا المفاوضات إلى بلغراد بزيارة يبدأها وزير الخارجية السلوفاكي يان كوربيش غدا إلى بلغراد ومن ثم إلى برشتينا بوصفه رئيسا للدورة الحالية لمجلس أوروبا .
وعلى خلاف مهمة الترويكا ووزير الخارجية السلوفاكي التي ستركز على موضوع كوسوفو والتعاون الأوربي مع صربيا وإقليم كوسوفو مستقبلا فان مهمة المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي غدا إلى بلغراد ستتركز حول موضوع تعاون بلغراد في مسالة المتهمين الصرب الذين تطالب بهم المحكمة الدولية ولاسيما القائد العسكري السابق لصرب البوسنة رادكو ملاديتش .
وبالنظر لكون هذه المهمة هي الأخيرة للمدعية العامة قبل انتهاء التفويض الممنوح لها في منصبها هذا فان الآمال تعتبر ضعيفة جدا بان تنهي المدعية العامة مهمتها وملاديتش يوجد في سجن لاهاي كما أرادت منذ عدة أعوام .
وتقول الإذاعة الصربية أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا وأنها وستجتمع بالرئيس الصربي بوريس تاديتش ومع ورئيس الحكومة فوييسلاف كوشتونيتسا ومع رئيس المجلس القومي للتعاون مع محكمة لاهاي راسيم ليايتش إضافة إلى الاجتماع مع فلاديمير فوكتشيفيتش المدعي الخاص بجرائم الحرب.
من جهته صرح ليايتش أن الاحتمال ضعيف بان يتواجد ملاديتش وغيره من المتهمين في محكمة لاهاي خلال ما تبقى من وقت لانتهاء التفويض الدولي الممنوح للسيدة ديل بونتي مشيرا إلى أن المدعية العامة لمحكمة لاهاي ستقدم تقريرها إلى أمين عام الأمم المتحدة حتى العاشر من ديسمبر/كانون الأول وهو موعد انتهاء التخويل الدولي الممنوح لها أيضا.
وأشار ليايتش إلى أنه سيطرح على كارلا ديل بونتي بعض المعلومات الجديدة الخاصة بعمليات البحث عن الهاربين الذين تطالب بهم المحكمة إلا أنه شدد على انه سيكون من الصعب الاعتقاد بأن رادكو ملاديتش أو غيره سيتواجدون في لاهاي حتى موعد ترك السيدة ديل بونتي لمنصبها.
وأكد ليايتش أن مصلحة بلغراد مواصلة التعاون مع المحكمة، لأنه يتوقف على ذلك أيضا موضوع تقاربها وتكاملها مع الأطر الأوربية .