المداهمات تطول المؤسسات الإعلامية
الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية تنغص حياة الفلسطينيين

سفير فلسطين بجنيف: إسرائيل أفسدت تفاؤل أنابوليس

خلف خلف من رام الله: تنغص حملات الاعتداء والاجتياحات التي تنفذها قوات الجيش الإسرائيلي حياة وصفو المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ورغم تسلم السلطة الفلسطينية السيطرة على بعض هذه المدن مثل نابلس وطولكرم ونشر قوات الأمن الوطني والشرطة في شوارعها ومراكزها، ونجاح الأخيرة في مهماتها، وإعادة الاستقرار والأمن لقلوب المواطنين نسبياً، إلا أن قوات الاحتلال تداوم يومياً على التوغل بعد الساعة الثانية عشر ليلاً في معظم مدن الضفة، وتنفذ حملة مداهمات واعتقالات في صفوف المواطنين، وذلك بعد أن تثير الرعب في قلوب الأطفال والشيوخ والنساء عبر اقتحامها للبيوت الآمنة.

واجتاحت قوات عسكرية إسرائيلية فجر الليلة الماضية مدينة نابلس، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات طالت بعض المنازل، ولم تسلم المؤسسات الإعلامية من الاعتداءات التي استهدفت المدينة، حيث قام الجيش باقتحام مقر quot;تلفزيون آفاقquot; المحلي، والحق به دماراً كبيراً، وصادر أجهزة البث الخاصة به، وذلك قبل شمعه بالشمع الأحمر، بتهمة دعم جماعات اسماها بالإرهابية. كما اقتحم الجيش مكتب quot;النجاح للصحافةquot;، وصادر أجهزة الحاسوب، ووثائق من داخله، كما طال الاقتحام مكتب quot;الرواد للصحافةquot;، وصودرت أيضا منه8 أجهزة حاسوب، وعدد من الوثائق. واعتقل الجيش الإسرائيلي اليوم أيضا أربعة مواطنين بينهم فتاة من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية خلال عمليات عسكرية منفصلة، شملت دهم وتفتيش عدد من بيوت المواطنين.

وتم اقتحام بلدة أبو ديس الواقعة شرق مدينة القدس، وأطلقت قوات حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع قبل مداهمتها لبعض المنازل، واعتقال الشابين عبد الله داهود عواد (27 عاماً) وأحمد عريقات (18 عاماً).

وكانت قوات إسرائيلية خاصة اختطفت أمس أيضا أحد كوادر حركة (فتح) من مدينة رام الله بتهمة إطلاق نار على مستوطنة quot;بزاجوتquot; القريبة من المدينة. وتوغل الاحتلال كذلك في مخيم جنين جنوب الضفة الغربية، ونفذ حملة مداهمات للمنازل وسط إطلاق للنيران وقنابل الصوت مما أثار الرعب في صفوف المواطنين.

وفي مدينة قلقيلة أيضا اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس الثلاثاء أربعة مواطنين من بلدة النبي الياس شرقي المدينة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، والمعتقلين هم: quot;رامي فتحي أحمد رضوان، خالد زكي رضوان، عادل عثمان زماري، وحمدان فايق عبد العزيز حنونquot;.

وتأتي هذه الاعتقالات، رغم إفراج قوات الاحتلال الإسرائيلي عن 429 أسيراً فلسطينياً مؤخراً ينتمي معظم لحركة (فتح)، إلا أن الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الحقوقية التي تعني بقضايا الأسرى الفلسطينيين تؤكد أنه يتم اعتقال 100 فلسطيني أسبوعياً.

ووصف المواطن خالد يوسف الذي يسكن مدينة نابلس سلوك جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزله مؤخراً، بـquot; الحيوانيquot;، قائلا: quot;كانوا يتعمدون التخريب والتدمير، فمثلاً الخزانة يفتحها الجندي وينظر بداخلها، وحينما لا يجد شيئاً بداخلها، يقوم بضربها في بلطة موجودة معهquot;.

وأضاف: quot;قاموا بإلقاء ملابسنا على الأرض وداسوا عليها بأقدامهم، وهذا تصرف لا يصدر سوى عن حيواناتquot;، وتابع: quot;الاقتحام في ساعات الليل، وبخاصة في فصل الشتاء يأتي بهدف التنغيص علينا، ودب الرعب في قلوب أطفالنا، وخلق جيل فلسطيني يخاف سماع كلمة quot;جيش إسرائيلquot;.

وحسبما تؤكد المصادر الفلسطينية فأن التوغلات الإسرائيلية داخل المدن الفلسطينية بهدف في المقام الأول لخدش السيادة، وإشعار المواطن الفلسطيني بوجود لاحتلال الدائم، وإرباك عمل قوات الأمن الفلسطيني التي أثبتت نجاعتها في ضبط الأوضاع خلال فترة وجيزة.