واشنطن: اقرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بوجود خلافات quot;تكتيكيةquot; في وجهات النظر مع روسيا والصين في موضوع فرض عقوبات جديدة على ايران، بعد اجراء مشاورات بين الدول الكبرى حول البرنامج النووي الايراني. وقالت رايس في مقابلة نشرتها صحيفة quot;يو اس ايه تودايquot; الاربعاء quot;لدينا بعض الخلافات التكتيكية في وجهات النظر مع روسيا بصورة خاصة ومع الصين الى حد ما، حول توقيت عقوبات جديدة وطبيعتهاquot;.

لكنها اكدت ان quot;الجميع اعلن المضي في استراتيجيتنا المزدوجةquot; بالرغم من صدور تقرير عن وكالات الاستخبارات الاميركية يفيد ان ايران علقت برنامجها النووي العسكري عام 2003. وتشير رايس في تصريحاتها الى المقاربة التي اعتمدتها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) والمانيا اذ اعطت طهران الخيار ما بين فتح حوار موسع معها بعد تعليقها نشاطات تخصيب اليورانيوم وفرض عقوبات دولية عليها ولا سيما على الصعيد المالي.

وبحث المدراء السياسيون في وزارات خارجية الدول الست الثلاثاء البرنامج النووي الايراني لمدة ساعة ونصف ساعة عبر الهاتف من دون ان يتوصلوا الى اتفاق حول مسودة قرار. وقالت رايس quot;اعتقد ان اجتماعا اخر سيعقدquot; مضيفة quot;ما زالت هناك بعض الخلافات التكتيكية في وجهات النظر بيننا حول ما يمكننا القيام به في المستقبلquot;.

وهذا الاجتماع الجديد عبر الهاتف بين المدراء السياسيين قد يعقد quot;اعتبارا من مطلع الاسبوع المقبلquot; كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك خلال مؤتمر صحافي. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية اعربت الاثنين عن الامل في التمكن من طرح مسودة هذا القرار الملزم، وهو الثالث الذي يتضمن عقوبات على ايران، على التصويت في مجلس الامن quot;في الاسابيع المقبلةquot;.

وعلى الرغم من تقرير الاستخبارات الاميركية، تأمل الدول الغربية الكبرى التمكن من تشديد العقوبات التي يفرضها مجلس الامن الدولي على ايران لارغامها على التخلي عن تخصيب اليورانيوم. ولكن روسيا والصين تبديان تحفظا ازاء تشديد هذه العقوبات، وتعربان في الوقت عينه عن رغبتهما بمواصلة التعاون مع الغربيين حول الملف النووي الايراني.

ومن جهة اخرى وردا على سؤال حول الوضع في العراق قالت رايس في المقابلة الصحافية ان هناك quot;انخفاضا في العنف الذي تمارسه بعض المجموعات المرتبطة بايرانquot;، في وقت يفترض ان تبدأ فيه مباحثات جديدة بين واشنطن وطهران حول هذا الملف الاسبوع المقبل في بغداد على مستوى الخبراء.

ولكن رايس استدركت قائلة quot;لا اعرف (...) ما اذا كانت ايران تراجعت فعلاquot;، معتبرة ان تراجع اعمال العنف في العراق، الذي يعزى سببه حتى الآن الى ايران، يعود بالدرجة الاولى الى العمليات الاميركية quot;العنيفة جداquot; ضد عملاء الحرس الثوري الايراني الذين تسللوا الى العراق.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين ان اجتماعا بين الولايات المتحدة وطهران حول الوضع في العراق سيعقد على مستوى الخبراء في 18 كانون الاول/ديسمبر في بغداد، في رابع لقاء من هذا النوع بين هذين البلدين اللذين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ اكثر من ربع قرن.