المواد الأولية ارتفعت أسعارها وحتى أجرة التاكسي
لبنان بعد الحرب يعاني من تضخم في الأسعار


ارتفاع أسعار الخضار
ريما زهار من بيروت: في محيط منطقة الدورة، تبيع ام علي العلكة والشوكولا التي تحملها في سلتها كل يوم،quot;مستورةquot; تقول وهي تنظر إلي، ام علي تتذمر من الحروب الكثيرة التي مرت على لبنان، لقد خسرت ابنها، ولم يبق لها سوى ثلاث بنات واحدة فقط متزوجة وحالها الصحية غير جيدة، تقول ام علي إنها تعمل قليلًا وهناك مؤسسات خيرية تساعدها وحتى سائقو التاكسي يسمحون لها بان تستقل سياراتهم باجرة 1000 ليرة لبنانية بدل 1500 .
كل شيء ارتفع ثمنه في لبنان، تقول ام علي، خصوصًا الخضار فكيلو الفاصوليا وصل الى 4 آلاف ليرة لبنانية، والخيار وصل سعره الى 2000 ليرة لبنانية، دون ان تنسى الزيادة في سعر quot;الفروجquot;.
ريتا تخرج من احدى السوبرماركات في الاشرفية للتوجه الينا بالقول، بان الاسعار ارتفعت بعد الحرب الاخيرة في لبنان واستمرت ارتفاعًا بعد الاحداث الاخيرة التي شهدها البلد من اعتصام للمعارضة في وسط بيروت اضافة الى ثلاثاء الاضراب الماضي وخميس احداث الجامعة العربية.
وتشير ريتا الى ان كيلو quot;الطاووقquot; ارتفع من 7 آلاف الى اكثر من 11 الف ليرة للكيلو الواحد، كما ارتفعت اسعار الاجبان والخضار بشكل غير اعتيادي.
وفي دراسة اعدتها حماية المستهلك عن بيع المواد الاولية في لبنان، تبين ان التضخم في الاسعار منذ تموز2006(يوليو) حتى تشرين الاول(اكتوبر) بلغ اكثر من 13%.

واسعار الفروج
ومن المعروف ان وزارة الاقتصاد تضع اسعارًا محددة لبعض السلع خصوصا تلك المتعلقة بربطة الرغيف، والمحروقات والمكالمات، لكن يبقى عدد لا يستهان من المواد التي تخضع الى عملية العرض والطلب.
وهكذا يمكن القول إن ارتفاع اسعار الخضار والفواكه قارب ال25%،
والمواد المستخرجة من الحليب قاربت ال10%، ويمكن لأي مشتر ان يلاحظ بان ادوات التنظيف التي كانت تباع مثلًا ب2000 ليرة تقريبًا اصبحت اليوم بسعر2500 تقريبًا.

1737

وفي وزارة الاقتصاد تم استحداث خط هاتفي يمكنه استقبال شكاوى الناس على الرقم 1737 على مدار اليوم 24/24 ساعة، خلال سبعة ايام، وعندما تصل الشكوى تقوم فرقة من الشرطة الى المكان المحدد للتأكد منها.
ويعتبر الكثيرون ان زيادة القيمة المضافة التي اقرتها ورقة باريس 3 ستساهم في المستقبل في زيادة الاسعار اكثر مما هي عليه اليوم حتى لو تأخر الامر الى العام 2008، وكذلك تتأثر الاسعار بارتفاع اليورو، وهو امر تتخذه الكثير من الشركات المستوردة كذريعة لرفع اسعارها بين الحين والآخر بينما تكون المواد مستوردة في الاصل قبل ارتفاع اليورو.

وكل هذه الامور تجعل اللبناني لا يأمل خيرًا في اقتصاد بلده، خصوصًا وان الاسعار تتجه نحو الارتفاع ككرة الثلج المتصاعدة التي ستأخذ بطريقها كل آمال اللبنانيين بعيش كريم ومزدهر.
وفي دراسة حديثة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، تبين ان 42% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الصفر، وهذه النسبة مرشحة للارتفاع، وستحمل المزيد من الشباب اللبناني الى هجر بلاده في المستقبل، خصوصًا وان ابسط امور الحياة الامنية والاقتصادية غير متوفرة له.

*تصوير ريما زهار