سمية درويش من غزة: شنت صحيفة إسرائيلية، هجوما لاذعا على بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة في إسرائيل، واصفة إياه كمن يموت في الشتاء ويعود للحياة في الربيع، ومثل الحوذي الذي يغلق الإسطبلات بعد فرار الجياد منها. وكان نتنياهو الذي وصل لسدة الحكم في إسرائيل بمنتصف التسعينات، قد اتهم خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن، قبل يومين رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بشق الطريق أمام وصول حماس إلى رئاسة السلطة الفلسطينية، في حين وصف قبل شهر ونصف نفسه في خطاب مؤتمر هرتسليا كمن يوجد لديه استعداد لتقديم لفتات كثيرة للفلسطينيين شريطة أن يقوموا بإزاحة حماس عن قيادتهم.
وقالت هآرتس كبرى الصحف الإسرائيلية، بان نتنياهو يفعل ذلك بأساليبه القديمة ، ليغطي نفسه بصورة مزيفة بصياغات تجريدية ويطرح اقتراحات بلا أساس محاولا الظهور بمظهر القائد الحازم الذي يعرف طريقه، مشيرة إلى أن هذا التكتيك يستوجب مواجهته مع مواقفه السابقة والتذكير بشخصه.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتياهو قرر مؤتمر هرتسليا الأخير، أن الهدف المركزي الذي يتوجب على إسرائيل السعي إليه هو إسقاط حكومة حماس والامتناع عن إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين أو تقديم التنازلات لهم إلى أن يحدث ذلك، وفقط عندما تحتل حكومة معتدلة مكان حكومة هنية، سيكون من الممكن إنشاء quot;علاقة سلمية وحسن جوارquot; مع الفلسطينيين.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى الفرص التي أضاعها نتنياهو لإنشاء علاقات سلمية وحسن جوار مع الفلسطينيين عندما كان رئيسا للوزراء في سنوات 1996-1999، موضحة بأنه لن يحصل على إعفاء من التذكير بموقفه من الفلسطينيين ومحمود عباس بعد أن وصل إلى رئاسة السلطة ، بعد ياسر عرفات.
واستذكرت الصحيفة مواقف نتنياهو في الثاني من حزيران quot;يونيوquot; العام 2005 ، عندما كان وزيرا للمالية في حكومة شارون، وقال عن رئيس السلطة الفلسطينية أن إسرائيل تراقب عجزه في مواجهة الجهات الإرهابية، وأنه يأمل بأن يقول شارون له quot;كفى للكلمات.. نعم للأفعالquot;. وأضافت عندما رشح نفسه لقيادة الليكود (في مواجهة شارون) في الثلاثين من آب quot;أغسطسquot; العام 2005 ، تحفظ من quot;خريطة الطريقquot; واصفا أبو مازن كمشجع للإرهاب يتطلع إلى إبادة إسرائيل، وقال انه سيطالب باستفتاء شعبي حول كل تنازل إقليمي.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، بان نتنياهو والليكود أيضا لا يملكان وصفة حقيقية لتصفية الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني، مشيرة إلى انه كلما ازداد تعقيد المواجهة ، كلما ازدادت حلول اليمين المقترحة أكثر تجريدية وتجبرا، وان مصاعب الواقع السياسي والأمني اليوم تثير في نفس نتنياهو حنينا لظروف الأمس، والدائرة تدور.
التعليقات