انتحاريون ضد القوات الأميركية في حال اعتقالها للصدر
شيخ لـquot;إيلافquot; : البريطانيون يقتنصون الصدريين في البصرة


مقتدى الصدر محاط بمساعديه وحراسه
أسامة مهدي من لندن : أكدت شخصية عراقية في مدينة البصرة العراقية الجنوبية لquot;إيلافquot; أن القوات البريطانية تبحث عن قادة جيش المهدي التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر في المدينة واعتقلت حوالى 20 منهم وقتلت اخرين فيما كشفت مصادر شيعية عن قيام مئات الشبان بتسجيل انفسهم للقيام بعمليات انتحارية في حال اعتقال القوات الاميركية للصدر .

وقال الشيخ عامر العباوي امام مسجد المشراك في اتصال هاتفي ان القوات البريطانية المدعومة بالدبابات والمدرعات والطائرة تشن حاليا حملة عسكرية واسعة ضد عناصر جيش المهدي والتيار الصدري في مدينة البصرة (550 كم جنوب بغداد) ثاني اكبر المدن العراقية بعد بغداد حيث تجري اشتباكات بين الطرفين في أحياء الجمهورية والحيانية والطويسة التي تحاصرها القوات حاليا موضحا سقوط عدد من عناصر الجيش قال إنه لم يعرف بعد عددهم لكنه اشار الى اعتقال 20 قياديا للتيار الصدري في المدينة .

وأضاف الشيخ العباوي أن القوات البريطانية تحمل قوائم بمئات الصدريين المطلوب اعتقالهم وخاصة في هذه الأحياء الثلاثة التي يسمع فيها إطلاق نار مستمر . وقدر عدد عناصر جيش المهدي في البصرة بحوالى ثلاثة آلاف موضحا ان الجنود البريطانيين لديهم معلومات كاملة على ما يبدو عن أنصار الصدر حيث إنهم يقصدون بيوتا بعينها لإلقاء القبض على المطلوبين .واوضح ان سكان البصرة متألمون وقلقون مما يجري في مدينتهم خوفا من امتداد المواجهات الى أحياء اخرى مشيرا الى ان السلطات الحكومية صامتة على ما يجري في المدينة ولم تتخذ أي موقف من الأحداث الدامية فيها .

وقال الشيخ العباوي إن المناوشات مستمرة اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي واصفا ما يجري بأنه يشبه حربا نظامية تستخدم فيها مختلف الاسلحة . واشار الى ان هذه العمليات العسكرية بدأت اثر تعرض القواعد البريطانية ومقراتها الى قصف شديد بالهاونات تسبب في اضرار مادية كبيرة . واضاف ان القوات الدنماركية تشارك البريطانية في حملتها هذه التي تحكم فيها السيطرة الكاملة على شوارع البصرة متوقعا استمرار العمليات العسكرية التي بوشر بها امس اياما اخرى.

وكانت الناطقة الإعلامية للقوات المتعددة الجنسيات في الجنوب قالت امس إن جنديا بريطانيا أصيب بجروح فيما قتل مسلح وأصيب آخر في هجمات على نقاط تفتيش بريطانية غرب مدينة البصرة . وأوضحت الكابتن كيتي براون أنquot;عدة نقاط تفتيش بريطانية تعرضت إلى هجمات متفرقة من مسلحين بصواريخ الكاتيوشا والاسلحة الخفيفة في منطقة حي الحسينquot; . واعلنت القوات البريطانية امس عن بدء أكبر خطة أمنية مشتركة في البصرة بالتزامن مع خطة أمن بغداد قامت فيها بنشر غالبية قواتها داخل المدينة وخارجها وعلى الحدود الايرانية وجميع المنافذ الحدودية والمياه الاقليمية ونصب نقاط تفتيش وسيطرات في مناطق مختلفة والقيام بدهم مطلوبين فيما وصفته بأكبر عملية أمنية تستهدف الميليشيات المسلحة لتحقيق حزام أمني حول مدينة البصرة. وتأتي هذه العمليات بعد يوم من اعلان القوات الاميركية عن مغادرة الصدر الى ايران عشية بدء خطة امن بغداد .

وحول توجه الصدر الى ايران قال الرئيس العراقي جلال طالباني انه لا معلومات لديه حول مغادرة الصدر او رحيل قادته الى ايران معربا عن اعتقاده بتلقي كبار مسؤولي جيش المهدي اوامر بترك العراق لتسهيل مهمة القوات الأمنية في تنفيذ خطتها . واضاف في تصريح ليلة امس ان الصدر حريص على استقرار الأوضاع ونجاح الخطة الأمنية في العراق مشيرا الى انه أعطى الضوء الأخضر للحكومة لاعتقال أي مخالف للقانون .
ومن جهته اكد سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي ان الصدر موجود بالفعل في إيران لكنه نفى صحة الأنباء التي أفادت بأن الصدر فر إلى إيران هربا من عمليات التصدي للميليشيات المسلحة التي تقوم بها القوات العراقية والأميركية المشتركة.
وقال العسكري إن الصدر توجه إلى إيران في زيارة قصيرة وإنه سيعود إلى العراق قريبا مضيفا أنه زار إيران عدة مرات سابقا. وانتقد العسكري القوات الأميركية في العراق بسبب توقيت كشفها عن تواجد مقتدى الصدر في إيران، كما أعرب عن استغرابه من محاولات بعض الصدريين نفي هذه الزيارة التي وصفها بانها امر طبيعي.

دورية بريطانية قرب الحدود العراقية مع ايران جنوب البصرة
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي نفى امس الاول وجود أمر قضائي ldquo;في الوقت الحاليrdquo; باعتقال الصدر في إطار خطة أمن بغداد وذلك بعد أنباء ترددت عن وجود أمر قضائي باعتقال الصدر على خلفية التحقيق في قضية مقتل المرجع السيد عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف بعد أسابيع من غزو العراق عام 2003.
وعلى الصعيد نفسه كشف قيادي صدري عن جهود تبذلها أطراف حكومية عدة من أجل إطلاق سراح المسؤول الإعلامي للتيار الصدري الشيخ عبد الهادي الدراجي ووكيل وزارة الصحة حاكم الزاملي المعتقلين لدى القوات الأميركية .
وقال فلاح حسن شنشل عضو مجلس النواب عن التيار الصدري في الإئتلاف العراقي الموحد في تصريح صحافي إن التيار على اتصال مع الحكومة لمتابعة قضية اعتقال كل من الشيخ عبد الهادي الدراجي والسيد حاكم الزاملي من قبل القوات الأميركية مؤخرا .

متطوعون لعمليات انتحارية في حال اعتقال الصدر

قالت مصادر شيعية ان المئات من المتطوعين سجلوا انفسهم quot; كاستشهاديين quot; لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الاميركية في حال تعرضها لمقتدى الصدر الزعيم الروحي للتيار الصدري . واوضحت مصادر في الحوزة العلمية الشيعية في النجف انها لاحظت بان هؤلاء المتطوعين ليسوا من عناصر جيش المهدي وينتمون إلى أكثر من تيار شيعي ويتوزعون في تقليد اكثر من مرجع ديني وذلك بعدما رصدت عشرات الحالات لسعي شباب متحمس للحصول على اجازة شرعية لتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الاميركية في حالة تعرضها للسيد مقتدى الصدر ومحاولة اعتقاله .
وقالت المصادر ان هذه الظاهرة شهدتها مناطق من محافظات الجنوب وعزت سبب بروز ظاهرة التطوع لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الاميركية الى انتشار تقارير خبرية اشارت الى وجود قرار على مستوى عال لاعتقال الصدر ، اتخذته الادارة الاميركية وان خطة امن بغداد تهدف إلى القضاء على جيش المهدي وقتل واعتقال قادته بالدرجة الاولى وتسرب هذه المعلومات عن الاهداف الاميركية واعتراف بعض القادة العسكرين الاميركيين العاملين في العراق بصدقيتها دفع المئات من هؤلاء الشباب إلى تسجيل اسمائهم في قائمة المتطوعين لتنفيذ العمليات الاستشهادية كما نقل موقع quot;نهرين نتquot; الشيعي عن هذه المصادر .

ولم يشاهد عدد كبير من عناصر جيش المهدي في شوارع معقلهم في مدينة الصدر في شرق بغداد على مدى الاسبوع الماضي حيث تقول واشنطن ان هذا الجيش هو أكبر تهديد للامن في العراق وتم اعتقال مئات من اعضائه . وقرر الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال قوات اضافية قوامها 17 الف جندي للحملة الامنية في بغداد.