لحود باق حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية
المعارضة تطرح سيناريوهين لحل ازمة لبنان

ريما زهار من بيروت: يتجه خطباء المعارضة اليوم الى التلويح بعصيان مدني يبدأ بعدم ذهاب الموظفين الحكوميين التابعين لها الى وظائفهم وبالتالي عدم تسيير اعمال الوزرات، ورغم الكلام عن لقاء محتمل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري، بعد الخطاب المعتدل الذي القاه هذا الاخير في ذكرى وفاة والده، الا ان الامور مجمدة حتى الآن ولا شيىء يلوح في الافق، وكان النائب سعد الحريري تحدث عن تسوية تاريخية من خلال الحديث عن قرارات مصيرية تقوم باعتماد المحكمة الدولية وانشاء حكومة وحدة وطنية للخروج من المأزق الحالي.

وتقول مصادر مقربة من المعارضة ان هناك سيناريوهين اثنين محتملين في الوقت الحاضر، الاول وهو الافضل، يطمح الى التوصل الى حلول بين ايران والمملكة العربية السعودية من خلال تجسيد دعوات الى الحوار الداخلي من خلال انفتاح بين الرئيس بري وسعد الحريري، من جهة اخرى يبرز سيناريو آخر يتمثل بفشل المباحثات وتطور الاوضاع نحو الاسوأ بانتظار نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد اميل لحود.

السيناريو الاول

والسيناريو الاول بحسب مصادر المعارضة، يطمح الى ايجاد تسوية تسمح من جهة باعتماد مشروع المحكمة الدولية ومن جهة اخرى انشاء حكومة وحدة وطنية، وبهذا الخصوص فان موقف المعارضة مبدئي اذ لا يمكن ايجاد حكومة وحدة وطنية دون الثلث الضامن، وهذا لا تقبل به الاكثرية التي تتحدث عن مشاركة مهمة للمعارضة في الحكومة لكن دون القبول بالثلث المعطل.

واذا تم انجاز هذا السيناريو، فبحسب مصادر المعارضة سيتم تنفيذه في الاسابيع الاولى من شهر آذار(مارس) وذلك قبل القمة العربية المنوي عقدها في الرياض في 28 آذار(مارس)، واذا لم يتم الاتفاق قبل هذا الموعد، فان الازمة ستستمر حتى نهاية عهد لحود في تشرين الثاني المقبل(نوفمبر) وستدخل البلاد اتونًا من النزاعات قد تؤدي ربما الى حروب اهلية، او يصبح لبنان شبيهًا بالعراق. وتضيف المصادر نفسها، بانه مع عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل هذا التاريخ فان رئيس الجمهورية سيرفض ترك قصر بعبدا كما هو مقرر، لانه لن يترك السلطة، كما قال في اكثر من مناسبة، في يد حكومة لا يعترف بشرعيتها السياسية والقانونية.

وفي ظل هذه الظروف، تضيف المصادر المعارضة، فان الاكثرية قد تلجأ بدورها الى انتخاب رئيس جديد في مقر آخر، ويكون لبنان محكومًا برئيسين، بانتظار اي حلول خارجية بامكانها تسوية الامور. وهذا السيناريو بامكانه ان يجلب الكثير من المتاعب الى الداخل اللبناني لان هناك سلطة واحدة تدير الجيش اللبناني، ومن اجل تجنب هذا السيناريو، تقول المصادر المعارضة، فان رئيس الجمهورية اعلن منذ فترة بانه لن يترك منصبه في بعبدا ما لم يتم التوافق على حكومة وحدة وطنية، وهذا الاعلان هو طريقة لدق ناقوس الخطر ولاعطاء مزيد من الوقت للمباحثات الخارجية لايجاد حل عادل وشامل في لبنان.

ورغم التظاهرة الاخيرة التي شهدتها ساحة الشهداء لقوى 14 آذار( مارس) في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، فان المعارضة مستمرة في اعتصامها في وسط بيروت، مؤكدة ان الوقت في صالحها، وان القوى الخارجية التي تدعم الاكثرية تعيد النظر في موقعها وتطلب من قوى الاكثرية ايجاد تسوية ما لحل الموضوع، من جهة اخرى، فان الاكثرية تعتبر ان العكس هو الصحيح وان المعارضة لعبت كل اوراقها وهي تفقد الكثير باستمرارها في الاعتصام، وليس الوقت مناسبًا لتقديم تنازلات.

وهذه الامور الجدلية تشكل عائقًا في وجه كل المحاولات لحل الازمة في لبنان، ويبقى الامل في القمة العربية بعد شهر تقريبًا، واللبنانيون الذين انتظروا اعوامًا كثيرة لحل ازماتهم الداخلية، مستعدون للصبر شهرًا آخرًا اذا ما كان الحل سيأتي بعده.