اوسلو: يجتمع ممثلون عن 45 دولة ومنظمة دولية في اوسلو يومي الخميس والجمعة للمطالبة بوضع معاهدة لحظر القنابل العنقودية، مع مشاركة لاطراف مؤيدة ومعارضة لهذا الاجراء.وقد بادرت الحكومة النروجية الى عقد هذا المؤتمر، بعدما اعتبرت ان مؤتمر البحث في المعاهدة حول الاسلحة التقليدية الذي نظمته الامم المتحدة في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر كان فاشلا.ويمكن للقنبلة العنقودية ان تحتوي على 650 قنبلة صغيرة تنتشر على المساحة التي انفجرت فيها. وتملك معظم الجيوش في العالم هذا النوع من القنابل الذي استخدم في الحرب الاخيرة على لبنان.

وتصطدم الجهود التي تبذلها النروج ودول اخرى في سبيل حظر هذه القنابل بمعارضة عدد من الدول. وتامل اوسلو في ان يؤدي المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن وزارات لدول مؤيدة او معارضة للحظر، الى مسار ينتهي بحظر هذه الاسلحة.وقال ريموند يوهانسن سكرتير الدولة في وزارة الخارجية النروجية quot;من الافضل ان تعمل دول تتشارك في الرؤية في الاتجاه ذاتهquot;، مشيرا الى ان التوصل الى اتفاق دولي من شانه ان يضغط على الدول المعارضة للحظر.

ومن بين الدول المشاركة المؤيدة للحظر السويد والمانيا وموزمبيق وانغولا، في حين ان بريطانيا وكندا وفرنسا والصين والهند او حتى روسيا هي من الدول التي تعارضها.اما الولايات المتحدة فهي من الفريق الثاني ايضا لكنها لن تشارك في المؤتمر.

ومن المشاركين ايضا العديد من الوكالات التابعة للامم المتحدة بالاضافة الى quot;التحالف ضد القنابل العنقوديةquot; وهي منظمة تضم تحت رايتها العديد من المنظمات غير الحكومية التي تنشط في مجال مكافحة هذه القنابل.وتعتبر الدول والمنظمات التي تدعو الى الحظر ان القنابل العنقودية تشكل تهديدا غير مقبول للمدنيين الذين يمثلون غالبية ضحاياها.وقال ستيف غوس احد المسؤولين في quot;التحالف ضد القنابل العنقوديةquot; ان لهذه الاسلحة quot;اثرا مزدوجا. ففي لحظة الهجوم، تنتشر القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة بطريقة عشوائية. والعديد منها لا ينفجر لحظة ملامستها الارض ويمكن ان تتسبب بالقتل بعد سنواتquot;.واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس انه quot;خلال الحرب في العراق وكوسوفو، ادت القنابل العنقودية الى مقتل مدنيين اكثر من اي سلاح آخرquot;.

وتامل النروج في تكرار النجاح الذي لاقته عام 1997 حين عقدت مؤتمرا ادى الى وضع معاهدة دولية تحظر الالغام المضادة للافراد، والتي وقعتها حتى اليوم 152 دولة.واتت المبادرة من بعض الدول المؤيدة للحظر بدعم من منظمات غير حكومية، دون ان الانتظار ان يغير المعارضون لهذا الاجراء رايهم.

وقال غوس quot;ان المعاهدة حول الالغام اعطت مثالا، ونعتقد ان ذلك يمكن ان يتكرر بالنسبة للقنابل العنقوديةquot;. لكن بعض الخبراء يدعون الى التريث.

ويقول نيكولاس سميث الخبير في التدقيق بالاسلحة في مدرسة لندن للعلوم السياسية والاقتصادية (quot;لندن سكول اوف ايكونوميكس اند بوليتيكيل ساينسquot;) quot;نخشى ان تحترم الدول المؤيدة اصلا لحظر القنابل العنقودية هذه المعاهدة في حين لا يكون لها اثر على الدول التي تعاني منها او تلك التي تصنعهاquot;.