أسامة مهدي من لندن، عمان: قال طبيب الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود في عمان حاليا للعلاج ان نتائج الفحوصات الطبية لحالته ستظهر غدا الثلاثاء ثم يعود بعدها الى مدينة السليمانية الشمالية مقر حزبه وحكومته المحلية بينما اكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امر بتوفير كل ما يحتاجه الرئيس من رعاية صحية واهتمام خلال وجوده في مدينة الحسين الطبية بعمان .. فيما اكد بيان رئاسي ان حالته الصحية مطمئنة وهو في كامل وعيه واتصالاته مع الاخرين طبيعية لكنه فقد نسبة كبيرة من السوائل من جسمه .
وقال الدكتور محمد خوشناو الذي يرافق طالباني في عمان أن أغلب الفحوصات الطبية للرئيس طالباني قد انتهت وكانت نتائجها إيجابية. وأضاف في تصريح صباح اليوم أن الفحوصات أظهرت أن الوعكة الصحية التي أصابت رئيس الجمهورية أمس كانت نتيجة إرهاق شديد وانخفاض نسبة السوائل في جسمه ما أدى إلى إنخفاض في ضغط الدم. وأكد أن الوضع الصحي للرئيس طالباني مطمئن وجيد جدأ كما نقل عنه مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني مضيفا أن النتائج النهائية للفحوصات ستظهر يوم غد الثلاثاء وبعد إكمال الفحوصات سيعود الرئيس إلى إقليم كردستان.
ومن جهته اكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امر بتوفير كل ما يحتاجه الرئيس العراقي من quot;رعاية صحية واهتمامquot; خلال وجوده في مدينة الحسين الطبية في عمان. وقال جودة في مؤتمره الصحافي الاسبوعي اليوم ان الرئيس العراقي quot;ضيف عزيز على الاردن والملك امر الاجهزة المعنية وبالاخص الخدمات الطبية الملكية في مدينة الحسين الطبية بتوفير كل ما يحتاجه من رعاية طبية واهتمامquot;. وحول وضع طالباني الصحي قال جودة ان quot;التفاصيل حول الوضع الصحي للرئيس جلال طالباني شأن عراقي داخلي حتى وهو موجود في الاردنquot;.
وفي وقت سابق اليوم قالت الرئاسة العراقية في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان النتائج الأولية للفحوصات الطبيةالتي اجريت لطالباني اظهرت أن حالة الرئيس طبيعية ومستقرة تماما ولا تستدعي أي قلق وأن أعضاء جسمه الحيوية و الأساسية كلها في حالة جيدة حيث اشارت نتائج التشخيص أن فخامته كان قد عانى من إرهاق وإجهاد شديدين في الأيام القليلة الماضية مما أدى الى فقدان نسبة كبيرة من السوائل في جسمه . وقالت انه سيخضع لمزيد من الفحوصات الطبية للتأكد من تفاصيل وضعه الصحي بشكل دقيق .. وفيما يلي نص البيان :
وصل رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى العاصمة الأردنية عمان مساء الاثنين 25-2-2007 حيث أُدخل الى مدينة الحسين الطبية وأجريت له الفحوصات الطبية اللازمة. و أظهرت النتائج الأولية للفحوصات الطبية أن حالته طبيعية ومستقرة تماما ولا تستدعي أي قلق وأن أعضاء جسمه الحيوية و الأساسية كلها في حالة جيدة.
كما أظهرت نتائج التشخيص أن فخامته كان قد عانى من إرهاق وإجهاد شديدين في الأيام القليلة الماضية مما أدى الى فقدان نسبة كبيرة من السوائل في جسمه (fatigue and dehydration). هذا وسيخضع فخامة الرئيس إلى مزيد من الفحوصات الطبية للتأكد من تفاصيل وضعه الصحي بشكل دقيق. وأفاد مرافقو الرئيس طالباني أنه يتمتع بمعنويات عالية وفي كامل وعيه واتصالاته طبيعية مع الآخرين.
وكان طالباني اصيب بوعكة صحية مساء امس نقل اثرها الى عمان على عجل للعلاج نتيجة الم في كليته وارتفاع في نسبة اليوريا حيث اصيب باغماء ة . واكد عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في مؤتمر صحافي في بمنزله في السليمانية ان الرئيس (74 عاما) احس صباح اليوم بسبب العمل المضني بتعب وكان وضعه الصحي غير مستقر وبعد ان خضع للعلاج تحسنت حالته وتم نقله مساء الى عمان لاجراء بعض الفحوصاتquot;. وشدد على quot;ان حالة طالباني الصحية لا تستدعي أي قلق داعيا العلي القدير أن يعود فخامته معافى إلى وطنه والى مهامه في بغداد وكوردستان بكامل صحتهquot;.
وفي عمان قال وزير الصحة الاردني سعد الخرابشة ان طالباني سيلقى كل quot;الحفاوة والترحيب والعناية اللازمة ومن قبل اعلى المستوياتquot; في الاردن. وكان اخر نشاط علني قام به هو المؤتمر الصحافي الذي عقده امس السبت في السليمانية مع السفير الاميركي زلماي خليل زاد ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وانتخب طالباني رئيسا للعراق في 2005 كاول رئيس للعراق خلال اول انتخابات جرت بعد سقوط نظام صدام حسين ليصبح بذلك اول زعيم كردي يحكم العراق.
وقد اكد قبات طالباني نجل الرئيس العراقي ان والده نقل الى عمان لاجراء فحوص طبية لاصابته باعياء شديد، نافيا ان يكون اصيب بازمة قلبية او بنزيف في الدماغ . وقال quot;تحدثت اليه هذا الصباح. كانت معنوياته مرتفعة. انه يعاني من ارهاق شديدquot;. واضاف ان المعلومات التي قالت انه اصيب بازمة قلبية او بنزيف في الدماغ quot;غير صحيحة بالمرةquot;. واشار قبات طالباني الى ان والده صعد الى الطائرة التي اقلته الى عمان ونزل منها بدون مساعدة احد، وانه كان قادرا على الوقوف والكلام وتناول طعامه.
وقد وضعت الحكومة الاميركية بتصرف الرئيس العراقي طائرة عسكرية اميركية من طراز سي-130 مجهزة طبيا لنقله الى الاردن. وقال قبات طالباني ان والده نقل الى الاردن نظرا لنقص المعدات الطبية في شمال العراق واوضح انهم فكروا ان من الافضل نقله الى عمان حيث يمكن ان يحصل على فحوصات وعلاج افضلquot; كما ابلغ سي ان ان .
وومن جهته اكد سعد جاسم الحياني السفير العراقي في عمان انه quot;لا يوجد ما يدعو للقول ان حالته خطرة فاسباب الوعكة الصحية معروفة للجميع وهي الجهد الذي بذله الرئيس في اجتماعاته المتواصلة خلال الايام الاخيرةquot;. وقال ان الرئيس طالباني توجه فور وصوله الى مدينة الحسين الطبية لاجراء الفحوصات طبية . واضاف ان وضعه جيد والحمد لله حيث يجري له الاطباء حاليا فحوصات وليس هناك ما يدعو للقلق . وحول الفترة التي سيمضيها طالباني في المستشفى قال الحياني انه لايعرف كم ستطول فترة الفحوصات فهذا يعتمد على رأي الاطباء الذين يجرون الفحوصات لكنه توقع انه لن تدوم الفترة سوى يوم او يومين .
طالباني اول كردي يترأس العراق
وطالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، قومي متشدد قاد حملة استمرت عقودا للمطالبة بحقوق شعبه. انتخب طالباني رئيسا للعراق لمرحلة انتقالية في نيسان/ابريل 2005 واعيد انتخابه في 23 نيسان/ابريل الماضي لولاية تستمر اربع سنوات.
وخلال ولايته سعى الرئيس العراقي الى التهدئة مع جارتي العراق سوريا وايران اللتين تتهمهما الولايات المتحدة بدعم التمرد في العراق. لكنه رأى ايضا ان اي انسحاب مبكر للقوات الاميركية سيشكل quot;كارثةquot;. وطالباني الملقب quot;مام جلالquot; اي quot;العم جلالquot; باللغة الكردية، قومي كردي متشدد ناضل عقودا للمطالبة بحقوق شعبه ونجح في كسر نظرية quot;الاكراد مواطني درجة ثانية في العراق الجديدquot;.
وطالباني القصير القامة الممتلىء الجسم الذي يلبس الملابس الغربية على عكس بارزاني حصل على الدوام على مبتغاه وقام بما يعتبره محقا ولو ان خياراته جعلته في بعض الاحيان يخسر حلفاء. ويمتاز طالباني ببساطته ودماثة خلقه ومرحه حتى انه اشتهر بمقولة quot;بابي مفتوح لكل العراقيينquot;. وغالبا ما كان يطلب من الصحافيين المحليين العراقيين الذين يلتقيهم بين الحين والاخر بأن يخبروه بما يتحدث عنه العراقيون البسطاء في الشارع.
ولد طالباني في 1933 في قرية كلكان (400 كلم شمال شرق بغداد) واصبح من اشد المدافعين عن القضية الكردية بدافع الاعجاب بالملا مصطفى بارزاني القائد العسكري والزعيم الكردي التاريخي. وطالباني متزوج من هيروخان ابنة المفكر الكردي الراحل ابراهيم احمد وله ولدان، بافل وقبات. وهو مولع بقراءة الكتب السياسية ولم يكن قد بلغ من العمر 15 عاما عندما ابدى اهتمامه بالشؤون السياسية.
وقد شارك في التظاهرات العارمة التي جرت في 1952 في شارع الملك غازي وسط بغداد وحمله زملاؤه على اكتافهم وهو يهتف ضد الاستعمار ومن اجل حكم الشعب. وفي 1955 اضطر الى ترك كلية الحقوق في بغداد وهو في عامه الاخير والاختفاء بسبب نشاطاته السياسية ليعود بعد سقوط الملكية العام 1958 الى اكمال دراسته في نفس الكلية.
عمل طالباني محررا صحافيا في صحيفتي quot;خباتquot; التي تعني الوطن وصحيفة كردستان. وعندما تخرج من كلية الحقوق عام 1959 استدعي للخدمة العسكرية الالزامية في الجيش العراقي حيث خدم كضابط احتياط في وحدات المدفعية والدروع. التحق طالباني الشاب بالحزب الديموقراطي الكردستاني واصبح عضوا في اللجنة المركزية وهو في ال18 من العمر. وقد ظل وفيا له حتى 1964 حيث انضم الى صفوف انشقاق ادى الى صراع داخلي طويل بين اكراد العراق.
هرب الى ايران بعد ان عارض قرارا لمصطفى بارزاني بوقف المعارك ضد قوات الحكومة العراقية، وبعد هزيمة حركة التمرد الكردية عام 1975، اسس الاتحاد الوطني الكردستاني في خطوة كرست انفصاله عن بارزاني. واكتسب الاتحاد الوطني الكردستاني ذو التوجهات الاشتراكية شعبية في الاوساط المدينية.
ويعارض طالباني انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق قبل الاوان، مؤكدا ان اي خروج مبكر سيكون quot;كارثةquot;. وقد ربطته علاقات شخصية بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والليبي معمر القذافي والذي يعتبره quot;صديق الشعب الكرديquot;.
التعليقات