مجموعة جديدة من الجنود الأثيوبيين تغادر مقديشو
مقديشو:
إندلع قتال عنيف يوم الأربعاء في العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الحكومية المدعومة من قبل القوات الإثيوبية من جهة ومسلحين من جهة أخرى.
ولقي ثمانية أشخاص حتفهم في القتال الذي يعتبر الأعنف منذ سقوط سلطة المحاكم الإسلامية في أواخر العام المنصرم.
وأفادت الأنباء الواردة من الصومال أن المسلحين الصوماليين شوهدوا وهم يسحلون جثتين في الشوارع. وقال مراسل وكالة رويترز للأنباء أن إنه لم يتمكن من التأكد مما إذا كانت الجثث تعود لجنود صوماليين أم لعسكريين إثيوبيين.
كما أفادت رويترز نقلاً عن شهود عيان أن المسلحين شوهدوا وهم يركلون جثثًا أخرى في إحدى شوارع العاصمة.
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان الحادث الذي وقع عام 1993 عندما أسقط مسلحون صوماليون طائرة هليكوبتر أميركية في مقديشو وسحلوا العسكريين الأميركيين في الشوارع.
ويشهد الصومال منذ أسابيع تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات ضد الأهداف الحكومية.
من جهتها، قالت وكالة الاسوشيتد برس إن حركة المقاومة الشعبية في أرض الهجرتين قد نشرت بيانًا على أحد المواقع الإسلامية على الإنترنت، قالت فيه إنها تتعرض منذ صباح الأربعاء إلى هجوم من قبل القوات الحكومية جنوب مقديشو وبعض المناطق شمال العاصمة، مشيرة إلى أن الحركة تصدت لهذه الهجمات وأن عددًا من عناصر القوى الأمنية الحكومية استسلموا لها.
أما الحكومة الموقتة، فتقول إن فترة الأسبوعين القادمين ستكون حاسمة للبرهنة على أنها تستطيع إحلال الهدوء في مقديشو التي تعد واحدة من أشد المدن خطورة في العالم قبل إجتماع يحضره زعماء وشيوخ قبائل وأمراء حرب سابقون يعقد هناك الشهر القادم بغرض إحلال السلام.
وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة العاملة في الصومال إن أكثر من 40 ألف شخص فروا من مقديشو في شهر شباط (فبراير) الماضي وحده.
كما تعرضت قوات حفظ السلام الأوغندية التابعة للإتحاد الأفريقي وكذلك قوات الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها للهجمات والكمائن.
وكانت المحاكم الإسلامية قد تمكنت من وضع حد للإنفلات الأمني الذي ابتليت به الصومال في السنوات الـ16 الماضية عندما بسطت سيطرتها على مقديشو في العام الماضي.
ولكن الأوضاع الأمنية تدهورت مجددًا في العاصمة حيث تقدر الأمم المتحدة أن زهاء 40 ألف من سكانها قد هاجروها منذ الشهر الماضي.
ويتزامن التصعيد الأخير مع دعوة الحكومة الصومالية إلى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في مقديشو في الشهر المقبل.
و من الممكن أن يكون المسلحون يرسلون عبر هذا التصعيد إشارات إلى أن المدينة لا تتمتع بالهدوء الضروري لعقد المؤتمر