انقرة: إحتفل مئات الآلاف من أكراد تركيا اليوم الأربعاء في جنوب شرق الأناضول حيث يشكلون الغالبية، بعيد النيروز أي بداية السنة الجديدة وفق تقويمهم وسط إجراءات أمنية مشددة، لم تحل مع ذلك دون وقوع حوادث وإعتقال نحو 50 شخصًا. فقد تخللت هذه الإحتفالات صدامات في مدينة مرسين، جنوب البلاد، التي يشكل الأكراد المهاجرون غالبية سكانها وتشهد تمركزًا للناشطين منهم.
فبعد الإحتفالات، إشتبك نحو ألف متظاهر معظمهم من الشباب مع قوات الأمن التي ألقت القبض على نحو عشرين منهم بعد تدخل عنيف لتفرقتهم، أصيب خلاله عدد من الأشخاص وفقًا لمصور فرانس برس. وكان المتظاهرون يهتفون quot;اوجلان، اوجلانquot; في إشارة إلى الزعيم الكردي المتمرد عبد الله اوجلان. كما ألقت الشرطة القبض على 30 شخصًا آخر في مدن أخرى ولا سيما في الجنوب الشرقي حيث يشكل الأكراد الأغلبية.
وفي ديار بكر،أكبر مدن هذه المنطقة الفقيرة من تركيا، تجمع نحو مئة ألف شخص منذ الصباح الباكر في ساحة المعارض، المكان التقليدي للإحتفالات، وهم يرقصون على ألحان الأغاني الفولكلورية كما ظهر في لقطات عرضتها شبكات التلفزيون. كذلك، إنتشر الآلاف من عناصر الشرطة المدعومين بآليات مدرعة حول المدينة لضمان الأمن في هذا المكان. وإضطر رجال الشرطة إلى إطلاق النار في الهواء عندما قام الحشد بإلقاء الحجارة على قوة منهم أثناء قيامها بإعتقال مجموعة من الشباب الذين كانوا يهتفون لأوجلان الملقب بـ quot;ابوquot;، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وأصيبت ثلاث نساء بالحجارة في حادث آخر. ونظم هذه الإحتفالات حزب المجتمع الديموقراطي، أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد. وكان القادة الأتراك قد دعوا الأكراد إلى الأحتفال بالنيروز في هدوء. وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في انقرة: quot;النيروز يوم عيد. وقد يستغله بعضهم لمحاولة بث الفرقة بين أبناء شعبنا. لذلك أدعو الجميع إلى اليقظة... فنحن لن نسمح بأن يتحول هذا العيد إلى مأتمquot;.
وفي اسطنبول، إحتشد نحو 50 ألف شخص، حسب الشرطة، في أرض خلاء في زيدين بورنو في القسم الأوروبي من المدينة. وكتب على لافتة quot;لا نريد سوى ديموقراطية حقيقيةquot; في حين حمل بعضهم صورة عملاقة لاوجلان وهم يهتفون quot;يعيش الرئيس ابوquot; ما استدعى تدخل الشرطة. وإتباعًا للتقاليد قام الشبان والشابات بملابسهم التقليدية بالقفز فوق النار أو الإطارات المشتعلة.
وعادة ما ينتهز أكراد تركيا، البالغ عددهم نحو عشرة ملايين شخص، عيد النيروز للمطالبة بمزيد من الحقوق وأيضًا ليعرب الكثير منهم عن دعمه لحزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ 1984 حركة تمرد إنفصالية على السلطات التركية. ومنذ سنوات عديدة تنظم الدولة التركية أيضًا إحتفالات رسمية بهذا العيد الوثني القديم الذي يعبر أيضًا عن بدء موسم الربيع والذي يحتفل به أيضًا في إيران وفي مناطق في آسيا الوسطى.
وفي عام 1992 في ذروة التمرد الكردي، شهد 21 آذار (مارس) مواجهات دامية بين عناصر حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن في جنوب شرق البلاد، أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً. وتنظر تركيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي إلى حزب العمال الكردستاني على أنه حزب إرهابي.
التعليقات