خلف خلف من رام الله: مع إقتراب موعد إنعقاد القمة العربية في الرياض نهاية الأسبوع الجاري، تزداد التحركات الدبلوماسية في المنطقة، بينما يشدد الفلسطينيون على أن مطلبهم من القمة هو كسر الحصار، ويحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن من ناحيته تكثيف جهوده لإقناع الولايات المتحدة الأميركية ببرنامج حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت مؤخرًا.
ومن المقرر أن يلتقي عباس يوم الثلاثاء المقبل مع إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني في العاصمة الأردنية في زيارة مشتركة يسافرا بعدها إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة المقررة في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وكان عباس عقد اليوم الأحد مؤتمرًا صحافيًا مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس، وبين عباس للوزيرة رايس أن برنامج الحكومة يلبي متطلبات المجتمع الدولي لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وأشار عباس أنه بحث مع رايس آخر المستجدات، ودعاها إلى ضرورة الضغط على الجانب الإسرائيلي لإنهاء عمليات الإستيطان وبخاصة حول مدينة القدس وإزالة الجدار الفاصل وإنهاء عمليات الإعتقالات والتوغلات في المدن والقرى الفلسطينية.

وأضاف عباس: quot;أكدنا أيضًا للوزيرة رايس ونحن في طريقنا إلى القمة العربية في الرياض، على الإلتزام بالمبادرة العربية، والتي يفترض أن تؤخذ بالجدية اللازمة من كافة الأطراف وخاصة إسرائيل في سبيل إنهاء الصراع في الشرق الأوسطquot;.

وتابع عباس: quot;وفي هذا الإطار بحثنا بعض الأفكار المحددة وأكدنا للوزيرة رايس على أهمية وقف إسرائيل لسياستها أحادية الجانب لتستعيد العملية السلمية صدقيتها أمام الشعوب في المنطقةquot;.
فيما أكدت رايس أن هناك خطة للعمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما إعتبره عباس أسلوبًا جيدًا، وبين عباس كذلك أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت حي وبصحة جيدة، معبرًا عن إعتقاده أن هناك ضرورة لإطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل.

وكانت رايس قد وصلت إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم قادمة من مصر وتوجهت فور وصولها إلى رام الله وعقدت إجتماعًا مطولاً مع الرئيس عباس، وكانت رايس قد حثت كافة الدول العربية على بذل أقصى الجهود في هذه اللحظة الحاسمة لتسوية النزاع في المنطقة بشكل نهائي، ممّا سيضمن إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ومستقرة وتحقيق الأمن لإسرائيل.
ونفت وزيرة الخارجية الأميركية أن تكون قد دعت إلى تعديل مبادرة السلام العربية لكنها قالت إنها تريد أن تتحول المبادرة إلى أساس لما سمته بالدبلوماسية النشطة. وجاءت أقوالها في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط بعد لقائها في مدينة أسوان قبل ظهر اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك.

وستجتمع رايس في مدينة القدس مساء اليوم بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثم تتناول طعام العشاء على مائدة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، وكان كي مون قد حث الحكومة الفلسطينية الجديدة خلال إجتماع له مع الرئيس الفلسطيني اليوم، على تلبية شروط المجتمع الدولي معربًا عن أمله في أن تثبت أفعال هذه الحكومة أنها ملتزمة بتحقيق السلام. وأكد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مع عباس أن الوقت غير مؤات للقاء الوزراء من حركة حماس، ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اغتنام الفرصة السانحة للتوصل إلى السلام مشيدًا بإلتزام السيد عباس بتحقيق هذا الهدف.

وشدد الرئيس عباس بدوره على إلتزام القيادة الفلسطينية الإستراتيجي بالتوصل إلى سلام شامل وفق قرارات الشرعية الدولية معربًا عن أمله في أن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط خلال فترة ولايته، وقال أبو مازن انه مقتنع تمامًا بأنه من الضروري إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط منوهًا بأنه يعمل وسيعمل لإطلاق سراحه بصرف النظر عما إذا كان هناك هجوم عليه أم لا ولكنه يسعى أيضًا في الوقت نفسه وبالوتيرة نفسهالإطلاق سراح عشرة آلاف فلسطيني من السجون الإسرائيلية.