ثلاثة قتلى في اول هجوم جوي يشنه المتمردون في سريلانكا
كولومبو: إتخذ النزاع الذي يدمي سريلانكا منذ 35 عامًا بعدًا جديدًا الإثنين مع أول غارة جوية يشنها الإنفصاليون التاميل على قاعدة عسكرية، إذ كان المتمردون معروفين حتى الآن بهجماتهم الإنتحارية والبرية والبحرية. وقتل ثلاثة أشخاص وجرح 16 آخرًا فجرًا في هجوم جوي لنمور تحرير إيلام تاميل هو الأول في تاريخهم، إستهدف قاعدة قرب مطار كولومبو الدولي على ما أفادت مصادر عسكرية.

وأوضح الناطق باسم سلاح الجو اجانتا سيلفا أن طائرة تابعة لنمور تحرير إيلام تاميل ألقت قنابل، مؤكدًا أن الأضرار ضئيلة جدًا. ولم يصب المطار خلال الغارة لكنه أغلق لمدة ثلاث ساعات في إجراء إحترازي. ومع أن الحصيلة البشرية والمادية للغارة ليست كبيرة إلا أن أثرها النفسي قوي جدًا على ما إعتبر المعلق المستقل في شؤون الدفاع نامال بيريرا.

فنمور التاميل لم يكتفوا بجعل طائرتين تقلعان من مكان سري وتقصفان قاعدة الجيش في كاتوناياكي، بل نجحوا كذلك في إعادتهما من دون أن تتمكن الطائرات السريلانكية من إسقاطهما. وأضاف بيريرا: quot;ليس ثمة متمردون في أي مكان آخر يشنون غارات جوية مثل هذه الغارة. وبعد quot;نجاحquot; هذه الغارة هدد نمور التاميل بتكرارها. وقال الناطق باسمهم راسيا ايليانتيريان: quot;شنت هذه المهمة لخفض قدرات سلاح الجو السريلانكي (...) سنقوم بمهمات مماثلة لمنع الجيش من قصف مدنيينquot;.

وكان معروف حتى الآن أن المتمردين يملكون طائرات خفيفة فضلاً عن قاعدة جوية في معقلهم في واني (شمال)، لكن لم يعتقد أحد أنهم يملكون طائرة تستطيع شن هجوم قتالي. وأعلن زعيم الجناح السياسي للنمور اس.بي. تاميلسيلفان في إتصال هاتفي مع صحيفة تاميل في كولومبو، مسؤولية المتمردين عن الغارة.

ونقل صحافي عنه قوله: quot;إنتظر نمور التاميل عودة الطائرتين سالمتين لتبني الهجومquot;. وسمعت أربعة إنفجارات في القاعدة من دون أن تصاب أي طائرة بأضرار على ما اكدت وزارة الدفاع السريلانكية. لكن قنبلتين أصابتا مروحيتين وأجهزة الهندسة في القاعدة.

وتشكل الغارة تصعيدًا واضحًا للنزاع بين كولومبو والتاميل الذي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 60 ألف قتيل منذ عام 1972 وأكثر من أربعة آلاف قتيل منذ نهاية عام 2005. أما في شمال الجزيرة وشمال شرقها فيتواجه الطرفان يوميًا بقصف مدفعي أو إشتباكات بالأسلحة الخفيفة.

وفي الأيام الأخيرة تراجع النمور ميدانيا في شمال سريلانكا إزاء تقدم قوات كولومبو. لكن المتمردين يظهرون تفوقًا في المعارك البحرية بفضل بحريتهم المعروفة باسم quot;نمور البحارquot;. وهم معروفون أيضًا بتنفيذ عمليات إنتحارية. ففي تشرين الأول (أكتوبر) فجروا شاحنة محشوة بالمتفجرات في حافلات للبحرية، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة جندي.

ويعتبر شمال الجزيرة وشمال شرقها معقلاً للمتمردين الذين يحاربون من أجل إستقلال هذه المنطقة عن سريلانكا الواقعة في جنوب آسيا والتي يشكل السنهاليون 75 في المئة من سكانها. ووقع اتفاق لوقف إطلاق النار في شباط (فبراير) 2002 لكنه بقي حبرًا على ورق.