خلف خلف من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس بلدية القدس اليهودي تيدي كوليك كان جاسوسًا يعمل لحساب بريطانيا، ويظهر من وثائق سرية جدًا لجهاز الإستخبارات البريطاني أن تيدي كوليك عمل لفترة طويلة في الأربعينات مصدر معلومات مركزيًا ومهمًا جدًا في الحرب التي وجهها الإنتداب إلى العصابتين السريتين إيتسل وليحي. وقد زود كوليك، الذي قضى نحبه، قبل نحو ثلاثة أشهر، وزود البريطانيين بمعلومات عظيمة في سعتها وعمقها عن مبنى المنظمات، والعمليات المخطط لها، والوسائل القتالية، ومعسكرات التدريب والنشطاء الرؤساء.

بل حاول، وإن يكن ذلك بغير نجاح، أن يساعد البريطانيين في إعتقال من رأوه تهديدًا رئيسًا لسلامة المملكة ألا وهو قائد الايتسل، مناحيم بيغن. وحسب صحيفة يديعوت فإنه في أعقاب نشاط كوليك إعتقل عشرات من نشطاء ايتسل وليحي، وصودرت كميات كبيرة من السلاح، وأحبطت عمليات كثيرة. زود كوليك، الذي عمل في تلك الأيام رئيسًا لقسم المهمات الخاصة، ونائبًا لرئيس قسم الإستخبارات في الوكالة اليهودية في البلاد، بالمعلومات في إطار الحرب التي قدّسها رؤساء الإستيطان والموجهة إلى العصابتين السريتين. كتب رئيس الإستخبارات البريطاني في مذكرة سرية بعد لقائه كوليك أن البريطانيين معتمدون عليه وعلى رجاله في محاربتهم الإرهاب الصهيوني.

وتقول الصحيفة: quot;هكذا مثلاً في لقاء أجراه مع ممثلي الإستخبارات البريطانية في العاشر من آب 1945 حدّثهم كوليك عن معسكر التدريب السري للايتسل في المنطقة المهجورة شوني المجاورة لبنيامينا. على حسب تلخيص المشغل البريطاني للقاء، قال كوليك: quot;ستكون فكرة حسنة في إجراء مداهمة للمكانquot;. بعد زمن قصير من اللقاء، فاجأت قوات بريطانية كبيرة المتدربين في المعسكر. إعتقل 27 محاربًا، وفيهم ثلاث نساء وعدد من نشطاء ايتسل الكبار الذين كانوا يوجدون زمنًا طويلاً في قائمة المطلوبين للشرطة السرية البريطانية. وصودرت كميات كبيرة من السلاح. وقُدم المعتقلون إلى محكمة عسكرية للبريطانيين وحُكم عليهم بعقوبات شديدة. فكانت تلك ضربة شديدة لايتسل.

وقبل نحو من سنة، عندما بدأت الإستخبارات البريطانية نشاطها تمهيدًا لإيداع مئات آلاف الوثائق من الأربعينات، الأرشيف القومي وفتحها لينظر فيها الجمهور، توجه أفراد من وزارة الخارجية البريطانية إلى سفارة إسرائيل في لندن، وتحدثوا عن التذويب المتوقع للملف رقم 66.968 الذي يتناول صلات كوليك باستخبارات جلالة الملكة. نقلوا من سفارة إسرائيل طلبًا خاصًا من قبل وزارة الخارجية، عدم فتح هذا الملف لينظر فيه الجمهور ما ظل كوليكعلى قيد الحياة.

وقد إستجاب البريطانيون للطلب، وبقي الملف 66.968 مغلقًا. في الوثائق التي أُبيح للجمهور النظر فيها، جهدوا أن يمحوا كل تفصيل يُعرّفه، لكن اسم كوليك في بعضها يظهر صريحًا، ويُذكر أنه مصدر. في وثائق أخرى يظهر الاسم الشيفري quot;سكوربيونquot; (العقرب)، وقيل إنه أجرى اللقاءات. لكن عمليات المحو تمت بإهمال، وعلى الصفحات التي يظهر فيها نشاط quot;العقربquot; تنبيهًا إلى أن الوثيقة الأصلية، بغير عمليات المحو، مجعولة في ملف كوليك الشخصي.

وتقول المصادر الإسرائيلية أن كوليك لم يعترف قط بأنه سلّم أعضاء من العصابات السرية إلى البريطانيين. مع ذلك كتب في مذكراته الشخصية: quot;عارضت دائمًا الفوضى داخل صفوفنا. عندما إستقر الرأي في أعلى المستويات في الوكالة وفي الهاغانا على الأخذ بعمل يُضاد هذه الجماعات، وتحملت دورًا في العملية التي سميت quot;سازونquot;، وأخذت ذلك على عاتقي كخطوة ضرورية في الطريق إلى استقلال دولتناquot;. وقال ابنه عاموس كوليك ردًا على ذلك: quot;لم يتحدث أبي قط عن أفعاله في تلك الفترةquot;.