اسلام اباد ndash; علي مطر: يبدو أن المصالح السياسية والإقتصادية قد بدأت تنخر في الوفاق القائم بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والقوى المحيطة به في كابول. هذه القوى تتمثل في أمراء الحرب وبقايا الشيوعيين وأعضاء عائلة الملك ظاهر شاه التواقين إلى إستعادة مجد الحكم الملكي السابق. هذه القوى لملمت كما يبدو خلافاتها الكثيرة وتوقفت عن التناطح في ما بينها، وأعلنت مؤخرًا عن تشكيل جبهة مضادة للرئيس كرزاي بغرض الحد من نفوذه وصلاحياته. الجبهة الجديدة إتخذت لها مسمى يحمل الهم العام وإختارت عنوان quot;الجبهة الوطنيةquot;، وهي تحرك من شأنه أن يقلق الرئيس الأفغاني على الرغم من الدعم اللامحدود الذي يتمتع به من الولايات المتحدة، هذه البوتقة الجديدة المعلنة ضده ورغم صغر شأنها قد تشكل له همًا في الأيام المقبلة.

كرزاي يوجه نداء لطالبان من أجل تحقيق السلام
رئيس أفغانستان الأسبق برهان الدين رباني والذي كان في عهد الغزو السوفييتي لأفغانستان يجول ويصول في شوارع مدينتي بيشاور وإسلام اباد الباكستانيتين، تقدم ليترأس هذه المجموعة الجديدة المناهضة للرئيس كرزاي وربما تمكن من إقناع أعضاء في حكومة كرزاي بالإنضمام إلى هذه اللجنة الوطنية. رباني قال مدافعًا عن الحركة الجديدة، إنها تتطلع إلى منح برلمان البلاد سلطات أكثر ولم تخفِ التقارير الواردة من كابل مدى التأييد الذي يتمتع به المطالبون بمثل هكذا دعوة. السلطات التي تفوق ما يحتاج إليه الرئيس كرزاي، كما يقول أعضاء هذه الحركة؛ لذا فإن هذه الجبهة تتطلع أيضًا إلى تقليص هذه الصلاحيات ومنح البرلمان فرصة أكثر لأداء بعض المهام السياسية.

من جانبه أكد رباني على أن ما دعاه إلى البحث عن منظومة سياسية قادرة على تقاسم السلطة مع الحكومة هي الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، والتي تزداد سوءًا مع مرور الوقت وكذلك تمكن مقاتلو حركة طالبان من إزعاج السلطات الأمنية وعدم قدرة الحكومة على وضع حد لأنشطة طالبان التي تهدد الوضع السياسي القائم في أفغانستان، وتفقد الحكومة المزيد من ثقة الشعب بها. ومن بين الوجوه اللامعة في الجبهة الوطنية هناك أحمد ضياء مسعود وهو ابن احمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال الأفغاني الذي قضى إغتيالاً. وهناك محمد قاسم فهيم ومحمد يونس قانوني وهو قائد سياسي بارز ويترأس البرلمان الأفغاني، وكان عضوًا سابقًا في جمعية إسلامي أفغانستان التي يترأسها برهان الدين رباني؛ إضافة إلى قادة سابقون في الأحزاب الشيوعية الأفغانية وعبد الرشيد دوستم زعيم الميليشيات الأزبكية التي تشكل عامل ضغط قوي في شمال افغانستان، وكذلك اسماعيل خان حاكم هيرات السابق وذو النفوذ القوي في غرب افغانستان ويشغل في الوقت الراهن منصب وزير الطاقة؛ وانضم إلى هؤلاء مصطفى طاهر حفيد الملك السابق ظاهر شاه.