اعتدال سلامه من برلين، كابول: على الرغم من الشكر الذي اعرب عنه الرئيس الافغاني حميد كرزاي في كل المقابلات التلفزيونية التي اجريت معه منذ وصوله يوم الجمعة الماضي الى المانيا لما تقدمه من مساعدات مختلفة الا انه لم يتطرق الى زيادة عدد الجنود الالمان في بلاده بل طالب عند اجتماعه صباح اليوم بالمستشارة الالمانية انجيلا ماركل، بالمزيد من العون الانمائي والمساهمة للدفع بعجلة الاقتصاد الذي يعاني من وضع سيئ جدا، فبلاده بحاجة ماسة الى العون الاقتصادي والا فان عدم الاستقرار يهددها لسنوات طويلة.كرزاي يتوقع إنتهاء أزمة الصحفي الإيطالي المختطف اليوم
وحضر قرصاي وفي جعبتة مشاريع انمائية يود ان تقوم بها المانيا منها توسيع بناء شبكة الطرقات، خاصة بعد ان انهت القوات الالمانية في كابل من شق طريق يصل طوله الى حوالي 70 كلم يربط العاصمة ببعض المدن المحيط بها. الا ان الطلب الاهم بالنسبة له كان زيادة اهتمام المجتمع الدولي والمانيا بقوات الشرطة والقوات المسلحة، فحسب قوله صباح اليوم نحتاج الى جيش مدرب ومسلح على مستوى المسؤولية، وهذا في الحقيقة اثمن من تمركز الوحدات العسكرية الدولية في افغانستان.
وبرر ذلك بالقول ان محاربة الارهاب بالنسبة للقوات الدولية عبأ ثقيل، وستكون التكاليف اقل لو تم تكثيف تدريب القوات الافغانية ورفع مستواها القتالي والحربي. فاذا ما تركز الامر على هذه الناحية فان التكاليف لن تتعدى عشر ما يتم رصده للقوات الدولية المرابطة في بلاده من اجل محاربة الارهاب.
ومن وجهة نظره فان اعادة قوات طالبان تدعيم قواها ليس هو التهديد الحقيقي بل تكمن المشكلة والتهديد في ضعف افغانستان نفسها.
وحسب تقدير عسكريين المان فان قوات الامن الافغانية ليست سيئة الدرب فقط بل مازال عددها قليل جدا ورواتب العناصر متدنية جدا لما يبعد الافغان على الانضمام اليها وتفضيل العمل مع قوات متشددة. لذا قال قرصاي سوف تكون بلاده مسرورة لو توفر لديها 70 الف جندي مدرب تدريبا جيدا. وذكر بان مؤتمر افغانستان الذي عقد في بيترسبرك بالمانيا مباشرة بعد الحرب التي شنها الغرب على حكم طالبان اقر هذا الرقم كحد اقصى.
في المقابل اكدت المستشارة ماركل على ان دعم بلادها لافغانستان متركز على عنصرين مهمين توفير قوات عسكرية المانية لحماية المدنيين وتوفير الامن والتعاون على صعيد العمل الانمائي والعنصر الاول مكمل للثاني وهو مزيج جيد. واتفق السياسيان على التعاون لاعادة الاعمار وكما وكما قالت ماركل هناك الكثير يجب القيام به خاصة في قطاع انتاج الطاقة وتحديث القطاع الصناعي والاقتصادي، في نفس الوقت حذرت الحكومة من الغش والاحتيال المسيطر على دوائرها وزيادة زراعة المخدرات ووجوب قيام حكومة كابل باجراءات ضدها،وهذا ما وعد به كرزاي.
في نفس الوقت طالب الرئيس الافغاني زيادة الغرب والمانيا من الاستثمارات في بلاده لانها بحاجة كبيرة جدا لكل انواع البضائع خاصة في ميدان الاتصالات والهواتف الجوالة وعلى الغرب المشاركة في اعادة بناء البينة التحتية. وحسب مصدر الماني فان عدم تركيز الرئيس قرصاي على الجانب العسكري اراح برلين قليلا فيما يتعلق بمطالبة بلدان حلف شمال الاطلسي وعلى راسها الولايات المتحدة بزيادة قواتها وارسالها الى الجنوب حيث التوتر الامني على اشده بل سوف تكتفي بارسال طائرات الاستكشاف الالمانية من طراز تورنادو.
هذا، واستعرض الرئيس الافغاني مع المستشارة الالمانية الوضع الحالي في بلاده خاصة في منطقة هندوقوس وذكر بان الوضع فيها غير مستقر بسبب تدعيم قوات طالبان لمواقعهم في الاشهر الماضية. في نفس الوقت اكد لها على عدم وجود خضوع المانيا لضغوطات المجموعة الاسلامية المتطرفة التي خطفت هانلورا كورازه وابنها سينان في بغداد وطالب مقابل الافراج عنهما سحبها لقواتها من افغانستان.
ولقد تسلم قرصاي يوم السبت الماضي جائزة Steiger Awardالالمانية وتعتبر رمز للتسامح كما التقى رئيس حكومة ولاية وستفاليا شمال الراين يورغن روتغرت حيث وضعت اسس للتعاون بين هذه الولاية وافغانستان فيما يتعلق برفع مستوى الجامعات الافغانية.
الأفغان يعتبرون إدارة كرزاي الأكثر فسادا منذ 30 عاما
وفي سياق آخر اظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة مستقلة ونشر اليوم الاثنين، أن أكثر من 60 بالمائة من الأفغان يعتبرون الإدارة الحالية التي يرئسها حميد كرزاي الأكثر فسادا منذ 30 عاما.
وأكد 93 بالمائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع وجوب دفع رشوة للحصول على خدمة عامة، في حين أكد أكثر من نصفهم أنهم دفعوا أو قبضوا quot;بقشيشاquot; خلال العام الفائت.
وأجرت الاستطلاع منظمة quot;انتغريتي واتش أفغانستانquot; في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2006 في 13 ولاية من أصل 34 في البلاد وشمل الاستطلاع 1250 أفغانيا.
واعتبر نحو 60 بالمائة من المستطلعين أن الفساد زاد حجم استيائهم من الدولة، وهذه النسبة اعتبرتها المنظمة غير الحكومية quot;مرتفعة للغايةquot; وإنها quot;تهدد بالتشكيك بشرعية الدولةquot;.
واعتبر المستطلعون في 8 ولايات من أصل الولايات آل 13، ومن بينها قندهار (جنوب) وخوست (شرق) اللتان تشهدان نزاعات مسلحة، أن للفساد تأثير على تردي الأوضاع الأمنية.
وقندهار هي الولاية الوحيدة التي شملها الاستطلاع من بين سائر الولايات الجنوبية التي تمثل معقل متمردي حركة الطالبان التي تسلمت الحكم بين 1996 و2001.
وأجرى الاستطلاع ميدانيا في قسمه الأكبر طلاب قسم العلوم السياسية في جامعة كابول لحساب هذه المنظمة التي تمولها بشكل أساسي الأمم المتحدة.
التعليقات