لندن: الحكومة الأفغانية تخطط لإمداد حربها لتشمل تجارة المخدرات غير الشرعية، وذلك بالاستعانة بالجنود البريطانيين المنهكين في مواجهة أعضاء طالبان المسلحين، فيما يشتكي قادة عسكرون من رفض الحكومة البريطانية منحهم معدات ضرورية لمزاولة عملمهم كما ينبغي. كما أن خبر إعلان السناتورة الأميركية، هيلاري كلينتون، ترشيح نفسها لمنصب رئيس الولايات المتحدة تصدر أغلب الصحف البريطانية.
الحرب على الأفيون
في صفحتها العالمية، وبعنوان يقول quot; حرب الأفيون - مهاجمة كبيرة على تجارة المخدرات في افغانسانquot; نشرت صحيفة الإنديباندينت أون صاندي خبر مفاده أن الحكومة في كابول تخطط لإمداد حربها لتشمل تجارة المخدرات غير الشرعية، وذلك بالاستعانة بالجنود البريطانيين المرهقين هناك.
وعلمت أنه في غضون الأيام القليلة المقبلة ستشن جماعة متكونة من 300 عضو من القوات الأفغانية لاستئصال المخدرات (أي إي أف)، برفقة عدد مماثل من رجال الشرطة حملة لتدمير حقول زرع المخدرات في مقاطعة هلماند، حيث يتمركز حوالي 4000 جنديا بريطانيا.
ويبدو أنه مع الرغم من أن هذه القوات البريطانية لن تشترك في الحملة مباشرة إلا أنها ستلبي النداء إذا ما تعرضت القوات الأفغانية إلى هجوم من رجال حركة طالبان المسلحين. و قد رفضت الحكومة الأفغانية اقتراحات دولية لرش حقول المخدرات بمواد كيماوية، واستقرت، بدلا من ذلك، على تدمير المزارع غير القانونية -المرتمية على 22000 هكتارا من الأواضي - باليد أو بواسطة الجرار.
وتبقى هذه المحاولة للقضاء على انتشار زرع المخدرات في البلاد، امتحانا لحكومة الرئيس حميد كرزاي للتعبير عن إرادته واستعدادها للسيطرة على هذه التجارة غير الشرعية، التي لا تمول المسلحين من طالبان فقط، بل تنمّي الفساد الذي وصل إلى مستوى الحكومة ذاتها.
وأشار التقرير إلى أن تسعة أعشار من مجمل كميات المخدرات الموجود في العالم تأتي من أفغانستان، حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة المكلف بمكافحة المخدرات والجريمة (يو أن أو دي سي) كما يبدو أن جل هذه الكميات مزروع في هالماند، التي جُلبت إليها القوات البريطانية السنة الماضية، ورغم ذلك، ارتفع إنتاج الأفيون في منطقة لشقر غاه بنسبة 160 % لوحدها، ما يشكل أكبر نسبة من أي منطقة أخرى في أفغانستان.
وقد أسرع قادة عسكريون بريطانيون بارزون في إبعاد أنفسهم عما لوحت إليه الحكومة البريطانية بأنهم (الجنود) سيساهمون في قمع زراعة الأفيون، عندما تم ترحيلهم إلى جنوب أفغانستان السنة الماضية، لأنهم كانوا يدركون بأن محاولة لتدمير المخدرات في المنظفة أجريت عام 2002 بائت بالفشل، وخلفت مرارة بين الأهالي، بحيث دفع المزارعون الأغنياء رشاوى، وتضرر المنتجون الفقراء في النهاية، لأن الأموال المخصصة لتعويضهم عن زراعة المخدرات إما سرقت أو صرفت في غير محلها.
وفي مقال مطوّل آخر، شرحت الصحيفة ذاتها أن quot;مشاركة القوات البريطانية في مهام عدة في كل من أفغانستان والعراق في آن واحد آل إلى نهاية قائلةquot;.
بريطانيا معلقة بين أفغانستان والعراق
وجاء في مقال quot; حرب يريطانيا على جبهتينquot;، أنه في الوقت الذي تقوم فيه القوات البريطانية بعمل مواجهة عسكرية في أفغانستان من أجل تفكيك مسلحي طالبان، وإقناع الأهالي بأن مصلحتهم تكمن في دعم قوات الناتو، يمضى جل الجنود البريطانيين أوقاتهم داخل معسكراتهم في العراق (البصرة)، تفاديا لخسائر آخري في الأرواح. وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون الشهر الماضي فقط، سجلت القوات البريطانية في البلدين ثلاثة قتلى بين صفوفها.
كما أن إعلان الولايات المتحدة زيادة عدد قواتها في العراق من جهة، وبريطانيا عن نيتها في تقليص عدد جنودهم في العراق، بهدف تركيز الجهود على أفغانستان، لكن دون أن يُعرف متى سيتم ذلك، يخل بتخطيط الجيش البريطاني للمستقبل.
حول أفغانستان، وفي إقليم هالماند دائما، نشرت صحيفة الأوبزارفور، تفاصيل عملية محاولة انقاذ أحد الجنود البريطانيين الذي ضاع منهم في الإقليم. وتظهر الصور الموفقة بالمقال أربعة جندي خارج إحدى المروحيتين التي هبطتا إلى أدنى ارتفاع ممكن من أجل إنقاذ أحد رفقائهم، الجندي ماثيو فورد، الذي تاه في منطقة جاغرود، التي يسيطر عليها مسلحون من طالبان.
ورغم تفطن طالبان للعملية وإطلاق النار على المروحية وركابها، تمكن الجنود من انقاذ فورد التي كان يعاني من جروح، لكنه توفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه.
جنود دون أسحلة ضرورية
أما مراسل شؤون الدفاع القومي في صحيفة ذي صاندي تيليغراف، شين رايمانت، فقد كشف عن أمر آخر متعلق بالجنود البريطانيين في أفغانستان. إذ كتب بأن السلطات البريطانية المعنية رفضت العشرات من الطلبات التي تقدمت بها القوات التي تقاتل طالبان من أجل الحصول على معدات ضرورية للقيام بمهامها.
إن الطلبات التي قدمها ضباط عسكريون لتوفير أسلحة هجومية، ومعدات حيوية، بالإضافة إلى أجهزة الرؤية في الظلام، وأخرى تساعد على التمييز بين العدو من الصديق عبر تقنية التصوير الحراري، كلها قوبلت بالرفض من قبل وزارة الدفاع، على حد قول الصحيفة.
وقد أثارت هذه التقارير اتهامات موجهة لرئيس الوزراء البريطاني، لتوني بلير، بأنه لم يتمسك بتعهداته التي قدمها منذ أربعة أشهر، ألزم نفسه من خلالها مد القادة العسكريين بكل ما يحتاجونه quot;من أجل تأدية عملهمquot;.
وتقول ذي صاندي تايمزإنها علمت بأن سيارات الجيش الإسعافية المحمية من نوع (ام بي في) التسع، التي تستخدم لنقل الجنود الجرحى من حقول الألغام، قد تعطلت لكهاكما أشارت الصحيفة إلى أن نصف المخدراتا المستهلكة في بريطانيا تنبع من هناك.
يجب غلق جوانتانامو
وما زالت قضية معتقل جوانتانامو باي الموجود بصحراء كوبا تثير جدلا في بريطانيا.
ففي مقال معنون quot; رئيس الوزراء يطلع بأنه يجب غلق جوانتانامو بايquot; نشرت الإنديباندينت أون صاندي ملخص نتائج لجنة حكومية بريطانية كانت تنظر في الظروف التي يعيشوها المعتقلون في هذا السجن.
وأفاد الخبر أنه يجب على رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، أن يعمل مع الأميركيين من أجل إيجاد بديل للمعتقل ذي السمعة السيئة، لكي يتم إغلاقه.
وتوصلت اللجنة، وهي مكلفة بالشؤون الخارجية ضمن البرلمان، إلى أن السجن العالمي لا يلبي معايير السجون البريطانية من حيث توفير مرافق ممارسة التمرينات البدنية والتسلية، والمساعدة القانونية، والاتصال بالعالم الخارجي.
ومع أن التقرير دحض وجود التجاوزات في حق المساجين في الوقت الحاضر إلا أن اللجنة التي زارت المكان في سبتمبر أيلول الماضي، قالت إنها quot;تكاد تكون متأكدةquot; من وقوع تجاوزات هناك في السابق.
وتطرق التقرير إلى قضية سجينين بريطانيين موجودان في هذا المعسكر دون أن توجهه لهما التهم. واشار تقرير اللجنة إلى أن السجين بشار الراوي quot; يفقد صوابهquot; تدريجيا وفقا لمحاميه، فيما يفقد صديقه، جمال البنة، الذي اعتقلته وكالة الاستخبارات الأميركية ( سي اي أي) منذ خمس سنوات، بصره جراء مرض السكري الذي يعاني منه.
واعترف أعضاء البرلمان البريطانيين أنه في الوقت الذي يجب فيه التعامل مع سجناء جوانتانامو بشفافية، مازال العديد منهم يمثلون خطرا على المملكة المتحدة.
حول نفس التقرير، أضافت ذي صاندي تايمز أن أعضاء اللجنة نوهوا بأن التزام الدول بحماية مواطنيها ومواطني الدول الأخرى واجب، لكن قالوا quot;إن هذا الالتزام تؤديه الولايات المتحدة لوحدها، بطرق جلبت انتقادات شديدة، وبالتالي، نستخلص بأن مهمة إيجاد حل طويل المدى يقع على عاتق المجتمع الدولي ككلquot;.
ونصح الأعضاء بتحديث اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان كي تشمل كيفية معاملة المعتقلين الذين يعتبرون مقاتلين متورطين في الإرهاب الدولي.
السيدة الأميركية الأولى السابقة التي وقفت إلى جانب زوجها، الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، في فضيحة ممارسته علاقة جنسية مع المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي تعلن عن رغبتها في رئاسة الولايات المتحدة عبر الإنترنت.
إذ تطرقت صحيفة الإنديباندينت أون صاندي في صفحتين إلى إعلان عضو مجلس الشيوخ الأميركي (السينات)، هيلاري كرينتون، عزمها خوض معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة عام 2008.
وقالت كلينتون في شريط مسجل نشر على الانترنت quot; إنني أرشح نفسي، وأرشح نفسي لأفوزquot;.
يذكر أن كلينتون فازت في 2000 بمقعد سيناتور نيويورك بسهولة أدهشت المراقبين الأميركيين لحد أنهم لم يستبعدوا أنها سترشح نفسها للرئاسة يوما ما وها هي تفعل.
وصرحت السيدة الأميركية الأولى السابقة تقول quot; لم أخش يوما التعبير عما أأمن به أو التصدي للجمهوريين. إنني أعرف كيف يفكرون، كيف يسيّرون أشغالهم، وكيف أتغلب عليهم.
وجاء إعلان كلينتون أيام فقط بعد إعلان زميلها في الحزب، عضو مجلس الشيوخ الممثل لولاية إلينوا، السياسي الشهير براك أوباما، الذين ينوي أن يصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال أوباما في رسالة منه لكلينتون إنها quot;صديقة جيدة وزميلة أكن لها عمق الاحترام. أرحب بها وبقية الزملاء المرشحين، ليس كمنافسين، وإنما حلفاء في العمل من أجل إعادة البلاد إلى طريق الصوابquot;.
وقالت كلينتون التي تمكنت بسهولة من جمع 70 مليون دولار لسد تكاليف حملتها عام 2000 ، ثم 50 مليون آخرين لدى إعادة انتخابها السنة الماضية، إنه quot; حان أوان تجديد الوعود للأميركيينquot;، مضيفة أنها ترغب في إقامة حوار مع المنتخبين حول قضايا مثل الصحة العمومية والرفاهية الاجتماعية والحرب.
يذكر أن السيناتورة الطموحة في الرئاسة قد دعمت الحرب على العراق في الأول ثم انتقدتها بشدة لاحقا.
تحفة في موقاديشو
وأخيرا، هل تتذكرون فيلم quot;فجر مرواحية هوك السوداءquot; (بلاك هوك دوون) الذي يدور أهم مشهد منه في العاصمة الصومالية؟
فالصحيفة نفسها عرضت خبر صومالي يعيش في كوخ حنوب موقاديشو حوّل قطعة من الطائرة المروحية التي سقطت على بيتهم عام 1993، عندما حاولت القوات الجوية الأميركية فاشلةَ القضاء على أمراء الحرب، إلى تحفة يزورها السياح الأجانب، في الكوخ الذي يعيش فيه.
وقال الصومالي خالد عبد اللهي، الذي فقد والدها عندما تحطمت الطائرة على بيتهم، إنه quot;عندما نلقى نظرة على هذه القطعة، هي لا تعني أي شيء للناس، لكن بالنسبة لنا، نتذكر شيء مهم للغابةquot;.
التعليقات