اعتدال سلامه من برلين: اظهرت هايدي ماري فيتشوريك تسويل وزيرة التعاون الانمائي قلقا كبيراً حيال الاوضاع الامنية والاقتصادية المتدهورة في افغانستان وطالبت باجراء محادثات استشارية بين حكومة كابل والدول المانحة للمساعدات. وبحسب قولها فإنّ العنف المتزايد الذي انعكس على الحياة اليومية للافغان يوجب عقد مؤتمر سريع لمعالجة الوضع القائم لانه يهدد كل الجهود التي بذلت حتى الان. وبرأيها فإن التدهور الامني في افغانستان مسؤولية تقع على عاتق الدول المانحة للمساعدات، التي عليها في نفس الوقت زيادة دعمها لاعادة الاعمار في جنوب وجنوب شرق البلاد. وبعد مرور خمسة اعوام على الاطاحة بحكم طالبان يجب ان يلمس الافغان ثمار نجاح المساعي السلمية التي قام بها المجتمع الدولي.

وتعتبر الوزيرة من اكثر المسؤولين من الداخل البلدان المانحة للعون التي زارت افغانستان منذ عام 2001 وبناء على ما لمسته على ارض الواقع خاصة بعد رحلتها الاخيرة قبل ايام فان الشعب الافغاني غير راض على النتائج حتى الان، واستغلت قوات طالبان كل مكان يوجد فيه افغان غير مرتاحين للوضع لبناء قواعد لها.

وتشارك فيشتوريك تسويل راي خبراء مال من البنك الدولي بان البلدان التي تتعرض لنزاعات وحروب داخلية تحتاج الى حوالي 15 سنة من اجل تحقيق اعادة اعمار وبناء مؤسساتها الحكومية وجعلها فعالة، وافغانستان تحتاج الى نفس طويل.

وكما رأت الوزيرة ان من اهم المهام التي يجب ان تأخذها المانيا على عاتقها اعادة تأهيل عناصر الشرطة الافغانية وجعل النظام القضائي فعالا وعاملا، فبهذه الطريقة فقط يمكن التصدي لتجار المخدرات الكبار. كما اكدت بان سياسة التنمية لوحدها لا تحل هذه المشاكل ولا يمكن مواجهة تجارة المخدرات الا بانزال عقوبات على التجار الكبار.

ولقد اشار تقرير للامم المتحدة لعام 2006 ان انتاج الافيون في افغانستان وصل الى رقم قياسي. هذا وتساند برلين اعادة اعمار افغانستان بحوالي 80 مليون يورو كل سنة، يضاف الى ذلك اعفائها من 34،4 مليون يورو مديونية، ومساهمتها في المساعدات المقدمة من الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والمصرف الدولي الاسيوي للانماء. ويرابط في العاصمة كابول ومناطق افغانية اخرى مثل كوندوس حوالي 3000 جندي ومسعف لتنفيذ مشاريع انمائية.