اعترفت الحكومة التشادية باجتياز قواتها للحدود مع السودان، وبخوضها معارك مع القوات السودانية. ولكن مسؤولا تشاديا رفيعا قال إن الجنود التشاديين كانوا يتعقبون مجموعة من المتمردين كانت قد عبرت الحدود عندما جابهتهم القوات السودانية. وكانت الحكومة السودانية - التي استدعت السفير التشادي في الخرطوم للاحتجاج - قد ادانت الغارة التشادية قائلة إنها اسفرت عن مقتل 17 من جنودها.
يذكر ان هذه هي المرة الاولى التي يصطدم فيها جيشا البلدين بعد اشهر من التوتر في العلاقات بينهما، ولكن التشاديين نفوا ان يكون هجومهم على القوات السودانية متعمدا. ومن الجدير بالذكر ان الجزء الشرقي من تشاد واقليم دارفور السوداني متقاربان من ناحية التركيبة الاثنية لسكانهما، وطالما تبادلت الحكومتان الاتهامات بدعم المتمردين لدى الطرفين.
وقد استمر التوتر في العلاقات بين الجانبين رغم توقيعهما على عدة اتفاقات للسلام. في غضون ذلك، قالت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن زهاء 400 شخصا قد قتلوا نتيجة تعرض سوداني داخل الاراضي التشادية في الشهر الماضي.
وكانت السلطات التشادية تنفي باصرار الى وقت قريب ان تكون قواتها قد اجتازت الحدود، ولكن الناطق الرسمي باسم الحكومة التشادي هرماجي موسى دمجور قال إن الجنود التشاديين quot;صدمواquot; عندما اكتشفوا ان القوات السودانية تقوم بحماية المواقع الخلفية للمتمردين الذين يشنون هجمات على المواقع التشادية من قواعد لهم في السودان.
وقال الناطق: quot;إن الحكومة التشادية تنفي بشكل قاطع تعمد قواتها بمهاجمة القوات المسلحة السودانية.quot; اما السودان، فيقول إن قوة تشادية تدعمها ثماني دبابات ومئة آلية اخترقت الحدود وتوغلت بعمق كيلومترين داخل الاراضي السودانية. وكان دمجور قد قال يوم امس الاثنين إن رتلا للمتمردين مكون من 200 آلية اجتاز حدود تشاد قادما من السودان، حيث تصدت له القوات التشادية مما اسفر عن مقتل عدد كبير من المتمردين اضافة الى ثمانية من جنود تشاد. والمنطقة الحدودية الفاصلة بين تشاد والسودان تؤوي خليطا متفجرا من الجماعات المسلحة.
quot;مقابر جماعيةquot;
هذا وقد عثرت بعثة تحقيق تابعة للامم المتحدة على جثث متفسخة في قريتي تييرو ومارينا شرقي تشاد، حيث قامت ميليشيات عربية بحرق المئات من المنازل. وقال رون ردموند الناطق باسم مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن العدد الفعلي للقتلى سيبقى مجهولا نظرا الى ان الضحايا قد دفنوا في مقابر جماعية.
واضاف ردموند: quot;وقد توفي العديد ممن تمكنوا من النجاة من الهجوم - كبار السن والاطفال على وجه الخصوص - في الايام اللاحقة بسبب الارهاق وفقدان السوائل اثناء محاولتهم الفرار.quot;
يذكر ان الصراع الدائر في اقليم دارفور السوداني منذ عدة سنوات قد امتد الى تشاد، حيث اجبر زهاء 120 الف تشادي الى النزوح الى مخيمات اللاجئين التي تؤوي اصلا اكثر من 200 الف لاجئ سوداني.
ويتهم السودان تشاد بتقديم الدعم للمتمردين في دارفور. يذكر ان الرئيس التشادي ادريس دبي ينحدر من قبائل الزغاوة، وهي القبائل التي تستهدفها ميليشيات الجنجاويد الموالية للخرطوم في دارفور.
من جهتها، تنفي الحكومة التشادية تقديم الدعم للمتمردين في دارفور، ولكنها توجه اصابع الاتهام بدورها للخرطوم باثارة الفتن في صفوف الجالية العربية في تشاد - وهو اتهام تنفيه الخرطوم نفيا قاطعا. وكانت الامم المتحدة قد وافقت على تمويل قوة قوامها 11 الفا لحفظ السلام والاستقرار في منطقة الحدود السودانية التشادية.
التعليقات