خلف خلف من رام الله: يزور روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي الأسبوع القادم إسرائيل لعقد سلسلة من الاجتماعات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس. وفي جعبة غيتس المقررة زيارته في 17/ أبريل الجاري العديد من الملفات الساخنة والمعقدة التي تبحث واشنطن عن حلول سحرية لها في تل أبيب.وجاء أن الوزير الأميركي سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، ويناقش أيضاً الآليات الممكنة للتعامل مع الوضع بالعراق في محاولة لإيجاد تكتيكات جديدة مضادة للألغام الأرضية التي تستخدمها الجماعات المسلحة بالعراق ضد القوات الأميركية. وغيتس أول وزير دفاع أميركي يزور تل أبيب منذ ثمانية سنوات.

وحسب صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الخميس فأن هذه الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأتي بعد شهر فقط منذ زيارة بيريس واشنطن. وغيتس عُيِّنَ وزير دفاع منذ أقل من ستة أشهر، وحل مكان دونالد رمسفلد الذي ألغيت خطة زيارته لإسرائيل في يونيو 2006 في الدقيقة الأخيرة.
وأخر وزير دفاع أميركي زار إسرائيل هو ويليام كوين وذلك عام 1999، أثناء إدارة كلينتون الثانية.

وتقول التقارير الإسرائيلية أن زيارة غيتس هامة للغاية، كونها تساعد في التئام التصدع في العلاقات بين الولايات المتّحدة ومؤسسات دفاع بإسرائيل، بعد الأزمة التي حدثت جراء بيع إسرائيل معدّات دفاع إلى الصين.

وكانت مؤسسة الدفاع الأميركية في عام 2005 وضعت عقوبات شديدة على إسرائيل تضمنت قيود على المبيعات، والمشاريع المشتركة وتبادل المعلومات المتعلقة بالدفاع الخاص بالأنظمة والأسلحة المتقدمة.

ومهمة غيتس الرئيسية في هذه اللحظة هي زيادة حجم المجهود لتثبيت الوضع في العراق، على ضوء قرار الرئيس الأميركي جورج بوش زيادة عدد القوات الأميركية فيها.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أميركية قولها أمس أن غيتس مهتم بالاستماع لأفكار القيادة الإسرائيليّة حول الوضع في العراق. حيث يناقش وزير الدفاع الأميركي في تل أبيب التكتيكات للتعامل مع القنابل (قنابل محليّة الصنع) المستخدمة من قبل المجموعات المسلحة في العراق والتي تؤثر سلبا على القوات الأميركية.

ومن القضايا الثنائية بين واشنطن وتل أبيب التي ستكون على جدول زيارة غيتس هي محاولة إسرائيل مرة أخرى أدراجها على مشروع الطائرات المقاتلة (جي اس اف)، وكانت تل أبيب استبعدت من المشروع بعد بيعها أنظمة دفاعية للصين وهو ما سبب أزمة مع واشنطن.

وجاء أن المسؤولين الإسرائيليين الكبار تجادلوا في اجتماعاتهم الأخيرة مع نظرائهم الأميركيين، وأكدوا أنه مستحسن أن يضمن المشروع المذكور بعض الأنظمة الفرعية الإسرائيلية في الطائرة الجديدة. لكن، الأمريكيون كانوا عنيدين، وشددوا أنهم لا يعتزمون عمل التغييرات الإضافية في تصميم و تطوير الطائرة.

وقال الإسرائيليون أنهم أثاروا بعض من دروس حرب لبنان في المحادثات مع زملائهم الأميركيين و أوصوا أن هؤلاء يجب أن يُدْرَسُوا الموضوع قبل أن يُنْهَى برنامج تطوير طائرات جيه إس إف.

قضيّة أخرى سيطرحها غيتس في إسرائيل، كانت أثيرت إلى حد كبير الأسبوع الماضي بصحيفة نيويورك تايمز، وهي معارضة إسرائيل إلى بيع أنظمة الأسلحة المتقدمة إلى المملكة العربية السعودية و دول الخليج الأخرى.

وكانت مؤسسة الدفاع الأميركية قررَت أن تبيع هذه الأنظمة للدول العربية، وبحسب التقارير الإسرائيلية الصادرة فأن غيتس يحمل في جعبته صيغة توافق، لمنع مؤيدي إسرائيل في الكونجرس من إحباط الاتفاقية. وجاء أن صيغة quot;حل الوسطquot; بين تل أبيب وواشنطن تقوم خلالها الأخيرة بتزويد الأولى بعدد من الأنظمة الدفاعية المتقدمة مقابل تفريج الاعتراضات الإسرائيلية عن الاتفاقية السعودية.

ويشار أن غيتس هو وزير الدفاع الـ22 للولايات المتحدة، وكان الرئيس الأميركي جورج بوش وصفه حين تم تعينه بالزعيم المتين الذي يمكنه أن يساعد في القيام بالتكييفات الضرورية في المقاربة لمواجهة التحديات الحالية لواشنطن. ويتسلح غيتس بخبرة 25 عاما في مجال الأمن القومي.