لو بورجيه (فرنسا): دعا اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، احدى ابرز المنظمات الاسلامية في البلاد، مناصريه الى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية من دون ان يعطي اية توجيهات انتخابية، قبل بضعة ايام من موعد الانتخابات. وخلال مؤتمره السنوي في الضاحية الباريسية بورجيه، قدم اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، الذي يعتبر مقربا من الاخوان المسلمين، نفسه كمدافع عن القيم الدينية والدعوة الى اعلاء قيم المواطنة بين المسلمين.
وانتظر كثيرون خطاب نائب رئيس الاتحاد فؤاد العلوي حول خيارات المسلمين الفرنسين في الانتخابات الرئاسية. ولكن، العلوي الذي حث مسلمي فرنسا الذين يتراوح عددهم بحسب التقديرات بين اربعة وخمسة ملايين، على التوجه الى صناديق الاقتراع بكثافة، امتنع عن الكشف عن اسم المرشح الذي يفضله الاتحاد.
ووفر العلوي في انتقاداته مرشح الوسط فرانسوا بايرو، الامر الذي لم يفعله مع المرشحين متصدري قائمة استطلاعات الرأي، اليميني نيكولا ساركوزي واليسارية سيغولين روايال. تاسس اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا عام 1983 وهو احدى اكبر الهيئات التي يتشكل منها المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، حيث يحتل فيه عشرة مقاعد من اصل 49، ويرأس سبعة مجالس مناطقية للطائفة الاسلامية من اصل 25.
وبعد ان عدد المعايير الرئيسية في الانتخابات (quot;ليس فقط مصالح طائفتناquot; وانما ايضا quot;مصالح مجتمعنا وبلدناquot;)، استبعد العلوي quot;التصويت للمتطرفينquot;.
وانتقد العلوي نيكولا ساركوزي لانه قال عن المسلمين في احدى المقابلات التلفزيونية انهم quot;يذبحون الخراف في مغطس الحمامquot; ولانه حقر شبان الضواحي المسلمين.
وبالنسبة لروايال، اخذ عليها نائب رئيس الاتحاد اعتبارها حجاب المراة المسلمة عائقا امام تحرير المراة. ومن ضمن المعايير الانتخابية التي ذكرها، تطرق العلوي الى الشان الدولي، داعيا الى حل يضع حدا للازمة الانسانية في دارفور ولا يمس وحدة السودان، كما دعا فرنسا الى quot;عدم تغيير سياستها المناصرة للفلسطينيينquot;، واعلن تأييده انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
واجمعت الكلمات التي القيت في هذا المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام وجمع اكثر من 150 الف شخص بحسب المنظمين، على ضرورة الانخراط في الحياة المدنية واحترام القرآن. وقال الخطباء ان القرآن لا يتعارض مع التقدم العلمي او الديموقراطية او الدور الفاعل للنساء، وانه لا يحول دون النجاح الاجتماعي والاقتصادي. وقال امام مسجد بوردو طارق اوبرو ان quot;من واجب المسلمينquot; تشجيع النجاح المدرسي والنجاح الاقتصادي اللذين يوفران فرصا اكبر للتكامل.
غير ان الموضوع الاهم بالنسبة الى الخطباء وكذلك الى الحاضرين كان قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس المعمول به في فرنسا منذ 2004.
واعلن المشاركون في المؤتمر رفضهم لاجراء سيشجع في النهاية قيام مدارس خاصة اسلامية حيث quot;يتم تطبيق برامج التعليم الوطني بما يتوافق واحترام مبادئ الاسلامquot; وحيث يسمح بارتداء الحجاب، حسب ما قال رئيس رئيس الاتحاد الحاج تهامي بريز.
ودعي الى المشاركة في المؤتمر هاني رمضان حفيد مؤسس حركة الاخوان المسلمين في مصر. وكان رمضان تحدث السبت في المؤتمر عن quot;الخوف من الاسلامquot; ورد اسبابه الى التاريخ والى quot;الامبريالية الاقتصادية السياسيةquot; والى quot;الجهل وعدم الفهمquot;. وبدوره حث رمضان المسلمين على التصويت قائلا quot;يجب التشجيع على الاقتراع، على الانخراط كمواطن فرنسي وعلى الدفاع عن مصالح الطائفة الاسلاميةquot;، مشيرا الى ان quot;المسلم الصالح هو حكما مواطن صالح، انه شخص يريد الخير للجميعquot;.
التعليقات