اندريه مهاوج من باريس: قبل ثلاثة ايام من موعد الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا ينصرف المرشحون وحصوصا الاربعة الاوائل الذين يتصدرون استطلاعات الراي الى كسب اصوات الناخبين المترديين الذين لم يحسموا خيارهم النهائي بعد وقد قدرت بعض استطلاعات الراي نسبتهم بحوالى الاربعين بالمئة. فيما يخيم الشك حول نسبة الاصوات التي يمكن ان يحصل عليها مرشح اليمين الوسط فرنسوا بايرو والقادر على جذب الناخبين الخائبين من الليبرالية المطلقة التي يدعو اليها مرشح الحزب الحاكم نيكولا ساركوزي ومن العودة الى نهج الرئيس الراحل فرنسوا ميتران الذي تدعو اليه مرشحة الاشتراكيين سيغولان رويال .

ومع انتهاء الحملة الانتخابية رسميا منتصف ليل الخميس الجمعة امتنعت وسائل الاعلام عن نشر استطلاعات الراي او متابعة نشاطات المرشحين ولكن بعض مواقع الانترنيت لم تلتزم بالقانون المعمول به في هذا المجال فتبين من استطلاع للراي ان ساركوزي ورويال يتساويان بنسبة الاصوات في الدورة الثانية بخمسين بالمئة لكل منهما وذلك للمرة الثانية خلال اسبوع في حين لا تزال استطلاعات اخرى تضع ساركوزي في الطليعة على الرغم من ان ثلث الناخبين تقريبا يمكن ان يغيروا رايهم بعد في الدور الاول من الانتخابات وهؤلاء بالذات هم الذين يسعى المرشحون لاستمالتهم . فبايرو اكد انه رجل التغيير الحقيقي وانه يجمع بين اليمين واليسار منتقدا مرشحي الطليعة قائلا ان حزبي ساركوزي ورويال المنهكان بالصراع على السلطة منذ اكثر من ثلاثين سنة قادا البلاد الى الهوة الموجودة فيها الان واحاطا نفسيه بقوى رديفة احتكارية واعلامية.

من جهته استشهد ساركوزي شبه ساركوزي نفسه بالداعية الاميركية مارتن لوثر كينغ فقال ان حلم هذا الرجل غَير وجه الولايات المتحدة وحلمي انا ان اتمكن من تغيير فرنسا واكد ان التهجمات الشخصية التي طاولته خلال الحملة تركت اثارا عليه ولكنه لن يرد عليها لانها دون مستوى شخص يطمح لرئاسة البلاد . وكان جان ماري لوبن مرشح الجبهة الوطنية اليمين المتشدد انكر على ساركوزي حقة بالترشح لانه من اصل مهاجر . اما سيغولان رويال فقد دعت الفرنسيين الى التصويت لها بكثافة واصفة خصمها الرئيسي نيكولا ساركوزي بانه مصدر قلق لفرنسا . هذا وقد تبين من دراسة ان 60 بالمئة من الذين شملتهم راضون بالاجمال عن سير الحملة الانتخابية وان وانهم سيدلون باصواتهم ولكن خيارهم قد يتغير وهذا ما يترك الباب مفتوحا عل مفاجاءات كالتي حصلت في انتخابات عام 2002 حين انتقل لوبن الى الدور الثاني على حساب مرشح الاشتراكيين حينها رئيس الحكومة الاسبق ليونيل جوسبان